الولايات المتحدة ترجئ تصويتاً في مجلس الأمن حول «الصحراء الغربية»

بعد اقتراح روسيا وإثيوبيا تعديلات على نصه

جانب من اجتماعات مجلس الأمن مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء نهاية الشهر الماضي  (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات مجلس الأمن مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء نهاية الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الولايات المتحدة ترجئ تصويتاً في مجلس الأمن حول «الصحراء الغربية»

جانب من اجتماعات مجلس الأمن مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء نهاية الشهر الماضي  (أ.ف.ب)
جانب من اجتماعات مجلس الأمن مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء نهاية الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أرجأت الولايات المتحدة تصويتاً كان مقرراً اليوم (الأربعاء) في مجلس الأمن الدولي، حول مشروع قرار للتحضير لمحادثات بشأن الصحراء الغربية، وذلك من أجل إعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.
ويهدف مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن الأسبوع الماضي، إلى الضغط على المغرب وجبهة الـ"بوليساريو" المدعومة من الجزائر، من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية لنزاع عمره عشرات السنوات.
وقال دبلوماسيون، إن روسيا وإثيوبيا اقترحتا تعديلات على النص بعد أن اعتبرتاه يفتقر إلى التوازن ويعطي موقف المغرب مكانة أكبر.
وأبلغت بعثة الولايات المتحدة مجلس الأمن يوم أمس، بأنها تحتاج إلى قليل من الوقت للنظر في التعديلات المقترحة، وأنها تنوي عرض نسخة جديدة من مشروع القرار، بحسب رسالة إلكترونية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وينص مشروع القرار على التجديد لمدة عام لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة التي تنتهي مهمتها أواخر أبريل (نيسان) الحالي، كما يحدد سس العودة إلى المفاوضات.
ويعتبر المغرب أن مفاوضات تسوية النزاع يجب أن تستند إلى اقتراحه بقيام حكم ذاتي موسع في الصحراء الغربية في ظل سيادته، بينما تريد جبهة بوليساريو تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية يقرر خلاله السكان حكماً ذاتياً أو الاستقلال، وهو ما ترفضه الرباط.
ويؤكد مشروع القرار على "أهمية التزام الأطراف بدفع العملية السياسية قدماً تحضيراً لجولة خامسة من المفاوضات".
وكانت جرت جولة مفاوضات رابعة حول الصحراء الغربية برعاية الأمم المتحدة في 2008.
ولا يحدد مشروع القرار جدولاً زمنيا لإعادة إطلاق المفاوضات، لكنه يؤكد على "الحاجة لتحقيق تقدم نحو حل سياسي واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء الغربية".
وخاض المغرب وجبهة بوليساريو حربا للسيطرة على الصحراء الغربية بين 1975 و1991 توقفت بموجب هدنة، وتم نشر بعثة تابعة للأمم المتحدة للسهر على تطبيقها.
وفي 1984 انسحب المغرب من الاتحاد الإفريقي احتجاجاً على قبول عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو في الصحراء الغربية.
والصحراء الغربية منطقة شاسعة يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة وغنية بالفوسفات، وقد يكون هناك مخزونات نفطية غير مكتشفة قبالة سواحلها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.