موالون لـ«حزب الله» يعتدون على صحافي مرشح للانتخابات

ينافس «الثنائي الشيعي» في جنوب لبنان بلائحة تضم شخصيات مستقلة

المرشح في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين بعد تعرضه للاعتداء أمس (جنوبية)
المرشح في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين بعد تعرضه للاعتداء أمس (جنوبية)
TT

موالون لـ«حزب الله» يعتدون على صحافي مرشح للانتخابات

المرشح في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين بعد تعرضه للاعتداء أمس (جنوبية)
المرشح في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين بعد تعرضه للاعتداء أمس (جنوبية)

تعرض المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين، للاعتداء بالضرب من قبل أكثر من 30 شاباً من «حزب الله» أثناء تعليقه صوراً ولافتات دعائية لحملته في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل؛ وهو ما اعتبره الحزب «جزءاً من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات»، معلناً رفضه الحادث ومستنكراً «اللجوء إلى العنف».
وأكد الأمين، الذين ينافس لائحة الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة برئاسة لائحة «شبعنا حكي»، أن أكثر من 30 شاباً من الحزب، تعرضوا له بالضرب أثناء تعليق صوره في قريته شقرا، مشيراً إلى أن اللكمات أصابت أسنانه وظهره، وقد تم نقله إلى مستشفى تبنين للمعالجة بعد تعرضه لجروح وكسور في ظهره. وذكر الأمين، أنه هو بنفسه كان يعلّق الصور؛ خوفاً من تعرض أحد مؤيديه للضرب بعد تلقيه الكثير من التهديدات، في حال أقدم على تعليق صور تخص حملته الانتخابية.
وقال موقع «جنوبية» الذي يرأس الأمين تحريره في إفادة أولية، إن الأمين أصيب بجروح كثيرة، وحوصر في منزل قريبه حسن الأمين بانتظار الصليب الأحمر والقوى الأمنية لإجلائه إلى المستشفى. وأشرف الأمين شخصياً على تعليق صور ترشيحه في بلدته، بعد حوادث تمزيق صور المرشحين المنافسين للثنائي الشيعي في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة.
واعتبر المرشح على لائحة «شبعنا حكي» عماد قميحة، أن الحادث «يؤكد ثقافة عدم قبول الآخر، وعدم الاعتراف بالمختلف في الجنوب»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «محاولة تهميش الآخرين وإبعادهم وإقصائهم وممارسة ضغوط عليهم». وقال قميحة، إن «خطاب التخوين الذي يمارسه الحزب لخصومه، من الطبيعي أن يصل إلى هذا المكان، سواء أكان القرار مركزياً أم غير مركزي». وأضاف: «لم نفاجأ بالحادث الذي توقعناه، ذلك أن هناك الكثير من الحوادث التي لم نثرها، لكننا لن نسكت على الاعتداء الجسدي؛ فهو قضية حريات وقضية رأي عام».
وأكد قميحة، أنهم «توجهوا للقضاء اللبناني، وقد كُتِب محضر التحقيقات وهناك متابعة حثيثة»، مشدداً على «إننا لن نقبل بأقل من تسليم المعتدين للقضاء، وهم معروفون بالأسماء». وقال: «إذا كان (حزب الله) صادقاً بإدانته واستنكاره الحادث، وتأكيده أنه ليس هناك أي قرار بالاعتداء، فعليه تسليم المعتدين للقضاء اللبناني، فهم معروفون، والاعتداء تم في وضح النهار».
واعتبر «حزب الله» أن الحادث «جزء من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات». ونقلت قناة «إل بي سي» عن مصدر بالحزب، تذكيره بحوادث سابقة رافقت الحملات الانتخابية، مثل إطلاق النار على موكب الوزير حسين الحاج حسن والإشكال بين المرشح رجاء الزهيري ومناصري تيار المستقبل في طريق الجديدة على مرأى من القوى الأمنية. وأكد المصدر، أن الحزب «يرفض ويدين ويستنكر اللجوء إلى العنف»، داعياً إلى عدم الانجرار لهذه الأساليب كي تجري الانتخابات بأجواء حضارية وهادئة.
ووصفت لائحة «شبعنا حكي» في بيان أصدرته، أمس، ما تعرض له الأمين بأنه «اعتداء سافر ومهين على مرشح لانتخابات يفترض أن تكون ديمقراطية، وهذا ما يعكس تخبط قوى الأمر الواقع وعدم قبولها بأي تغيير في مناطقها».
ويخوض الأمين الانتخابات في لائحة «شبعنا حكي» التي تضم شخصيات جنوبية مستقلة، وتعرف بأنها معارضة لـ«حزب الله» اللبناني، كما تضم مرشحاً مدعوماً من حزب «القوات اللبنانية» فيها.
واستنكرت لائحة «شبعنا حكي» الممثَلة بالمرشحين علي الأمين، وفادي سلامة، وأحمد إسماعيل، ورامي عليق وعماد قميحة: «هذا التصرف، الذي لا يشبه أهل الجنوب ولا يمثل إلا الجهة التي قامت به»، وأكدت «استمرارها في المسيرة التي بدأتها منذ إعلان نيتها خوض الانتخابات النيابية»، مشددة على أن هذه التصرفات والاعتداءات «لن تزيدها إلا إيماناً وتمسكاً بنهجها الذي يهدف لتغيير الواقع المرير والترهيبي الذي تمارسه قوى الأمر الواقع في الجنوب». وذكرت أن «ما حصل مع علي الأمين في شقرا، كاد أن يحصل في بلدة عربصاليم، لولا تدخل بعض الخيرين من البلدة الذين حالوا دون حصول اعتداء على الماكينة الانتخابية للائحة».
وتوالت المواقف المتضامنة مع الأمين بعد تعرضه للاعتداء، وأعلن «تيار المستقبل» في الجنوب أن الاعتداء «يشكل حلقة من حلقات الاستقواء على المواطنين الشرفاء الذي يرفضون الخضوع لقوى الأمر الواقع في الكثير من المناطق اللبنانية». ووضع الحادث في «سياق حملات الترهيب التي تواجه حملة الأقلام الحرة، وكل من ينادي بوقف مسلسل التسلط على الحريات العامة». كما أصدر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بياناً، قال فيه، إن «هذه الحادثة تشوّش إن لم نقل تعطّل العملية الانتخابية التي نحن في صددها؛ لذلك أتمنى على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، التدخل فوراً لتوقيف الفاعلين وإحقاق الحق». وطالب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل سليم جريصاتي «بإعطاء تعليماتهما الفورية للمرجعيات القضائية والأمنية المختصة، للتحرّك فوراً من أجل التحقيق في الحادثة وتوقيف الفاعلين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».