إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس

حكم نادر في تاريخ مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة

الأميركيون الثلاثة (كيرتس ألين - جافين رايت - باتريك ستاين) يواجهون عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة (واشنطن بوست)
الأميركيون الثلاثة (كيرتس ألين - جافين رايت - باتريك ستاين) يواجهون عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة (واشنطن بوست)
TT

إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس

الأميركيون الثلاثة (كيرتس ألين - جافين رايت - باتريك ستاين) يواجهون عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة (واشنطن بوست)
الأميركيون الثلاثة (كيرتس ألين - جافين رايت - باتريك ستاين) يواجهون عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة (واشنطن بوست)

في حكم نادر من محكمة أميركية يدين إرهابيين أميركيين وضعوا خطة لقتل مسلمين، أدانت محكمة اتحادية أول من أمس، 3 رجال أميركيين بيض، كانوا خططوا لنسف مجمع سكني في غاردن سيتي (ولاية كانساس)، يسكن فيه مهاجرون صوماليون، ويضم مسجدا. ونقلت وكالة «رويترز» وصف الاتهام للجريمة بأنها «عمل من أعمال الإرهاب في الداخل». وقال الاتهام إن الثلاثة أعضاء في جماعة مسلحة يمينية «وتآمروا لانتهاك الحقوق المدنية لضحاياهم المستهدفين».
ويواجه الثلاثة (كيرتس ألين، وجافين رايت، وباتريك ستاين) عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة، وذلك عند صدور الحكم عليهم يوم 27 يونيو (حزيران).
وحسب وثائق المحكمة، بدأت المؤامرة عام 2016، عندما خطط الثلاثة «لقتل أكبر عدد من المقيمين في المجمع، وتوجيه رسالة بأن المهاجرين الصوماليين ليسوا محل ترحيب في الولايات المتحدة». بدأت الخطة برجلين، ثم انضم إليهما ثالث؛ لكن تردد الرابع، وهو الذي أبلغ الشرطة التي بدأت في متابعة المجموعة، وجمع الأدلة القانونية عنها. وحسب «رويترز»، قال المدعي ستيفن مكاليستر للصحافيين، بعد نهاية جلسات المحكمة التي انعقدت في ويشيتا (ولاية كنساس): «لا بد من إيقاف الإرهابيين، سواء كانوا أجانب أو أميركيين. ولا بد من معاقبتهم وفقا للقانون».
وحسب صحيفة «كنساس سيتي ستار»، خلال جلسات المحكمة، استمع المحلفون إلى تسجيل سري لاجتماع للرجال الثلاثة، تحدثوا فيه عن «الحرب الصليبية الجديدة»، و«المسلمين الصراصير». ووصف ستاين، زعيم العصابة، نفسه بأنه «أوركين مان» (إشارة إلى إعلان في التلفزيون لشركة «أوركين» لقتل الحشرات، زعيمها اسمه «أوركين مان»).
وقالت الصحيفة إن واحدا من الرجال الذين لم يقتنعوا بالخطة، اندهش لمثل هذه العبارات العدائية التي استعملتها المجموعة، وسألهم إذا كانوا جادين، أو أن «هذا مجرد كلام حماسي».
وحسب صحيفة «هافنغتون بوست»، بالإضافة إلى تدمير مجمع الصوماليين، خطط الرجال لقتل المسؤول الأميركي عن المجمع، واغتصاب زوجته الأميركية، وبنتهما، وذلك بهدف «منع الآخرين من تأجير أي مكان لمسلمين».
وشهد في المحكمة دان داي، مخبر مع مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، وكان قد تابع سرا نشاطات الرجال. وقال إنهم كانوا يأملون في «حمام دم» بتفجير 4 سيارات في أركان المجمع الأربعة. وكانوا قد حددوا يوم الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبدأوا خطتهم بعد مذبحة النادي الليلي في أورلاندو (ولاية فلوريدا)، عندما قتل أميركي أفغاني 49 شخصا، في يونيو عام 2016. وأوضحت التسجيلات السرية أن ستاين، زعيم الجماعة، قال: «المسلم الصالح الوحيد هو مسلم ميت»، تحريفا لمثل أميركي عن موضوع آخر.
في الجانب الآخر، قال محامي الدفاع رتش فيديريكو، وهو محام عينته المحكمة لأن المتهمين لم يقدروا على دفع تكاليف محام خاص بهم: «الكراهية ليست جريمة في الولايات المتحدة».
وأضاف: «هذا لم يكن غير حديث رجال يبالغون في أنفسهم، وفي أفكارهم، وفي قدراتهم على تحقيق ما يريدون».
من بين شهود الاتهام الذين استمعت إليهم المحكمة، برودي بنسون، عضو سابق في الميليشيا اليمينية التي كان ينتمي لها الرجال. وكان قد كتب في وسائل التواصل الاجتماعي أوصافا بذيئة عن الإسلام والمسلمين؛ لكنه خلال الاستجواب في المحكمة، قال إنه كان «ينفِّس» عن غضبه بعد مذبحة أورلاندو. وأنه بعد أن شعر بأن الرجال الثلاثة «متطرفون ويريدون حمام دم لمسلمين»، شعر بالقلق، وقرر ترك الميليشيا.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».