اعتراف حوثي بخطف 6 آلاف مؤيد للشرعية

اتهامات متبادلة بين قيادات الميليشيات حول الهزائم الأخيرة

TT

اعتراف حوثي بخطف 6 آلاف مؤيد للشرعية

وسط اتهامات متبادلة بين قيادات ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية، بالمسؤولية عن الهزائم الأخيرة وفشل حملات التعبئة للمقاتلين، اعترفت الميليشيا أمس، بأنها خطفت أكثر من 6 آلاف شخص في مناطق سيطرتها، بعد أن وجهت لهم تهماً بمساندة الشرعية وتحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك في معرض تباهيها بما أنجزته أجهزتها الأمنية من أعمال قمعية خلال 3 سنوات من الانقلاب.
ويقتصر هذا العدد من المخفيين قسرياً لدى الجماعة، كما ورد في اعترافها، على الذين خطفتهم الأجهزة الأمنية التابعة لداخليتها في حكومة الانقلاب، ولا يشمل، بحسب حقوقيين يمنيين، المعتقلين الآخرين الذين اختطفتهم الميليشيا عبر أجهزتها المخابراتية الأخرى، والذين تقدر أعدادهم بالآلاف، وأغلبهم من المنتمين حزبياً والناشطين المدنيين.
وجاء الاعتراف الحوثي، في مؤتمر صحافي أمس، تحدث فيه القيادي المعين من قبلها مديراً للتوجيه والعلاقات في وزارة داخليتها بصنعاء، إذ أكد أن الأجهزة الأمنية التابعة للجماعة ألقت القبض على 6 آلاف و52 شخصاً من العناصر التي وصفها بـ«الإجرامية والمتعاونة مع العدوان»، في إشارة إلى المؤيدين للشرعية والتحالف الداعم لها.
وفي سياق آخر، أفادت مصادر قريبة من الجماعة الانقلابية في صنعاء، بأنها تعيش حالة رعب جراء التقدم الميداني لقوات الجيش، الذي أسفر أخيراً عن تحرير مدينة ميدي الساحلية في الشمال الغربي لمحافظة حجة.
ودفعت الجماعة بمحافظها في حجة، لتنفيذ زيارات ميدانية إلى المديريات والقرى والمناطق القبلية في المحافظة، في مسعى لحشد مقاتلين جدد للتوجه إلى جبهة الساحل.
وذكرت المصادر الرسمية للميليشيا بأن محافظها في حجة هلال الصوفي توجه أمس إلى مديرية «أفلح اليمن» لغرض التعبئة والحشد، إلا أن مصادر محلية مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن غالبية أبناء القبائل في المديرية، تجاهلوا حضور الاجتماع مع المحافظ الحوثي، بينما صارحه بعض الحاضرين بأنه لم يعد في مقدورهم إرسال أحد من أبنائهم للقتال، بعد أن قدمت قبائل المحافظة أكثر من 20 ألف قتيل وجريح خلال 3 سنوات من الاستماتة في الدفاع عن ميدي لوحدها.
إلى ذلك، سربت مصادر مطلعة في صنعاء أن وزير دفاع الجماعة محمد العاطفي، ألقى باللائمة في هزائم الميليشيا الأخيرة وتهاوي عناصرها في مختلف الجبهات على حكومة الانقلاب غير المعترف بها التي يترأسها شكلياً عبد العزيز بن حبتور، بسبب عدم توفير الأموال اللازمة لاستقطاب المجندين والعسكريين السابقين.
وفيما هدد العاطفي، بحسب المصادر، بترك منصبه، كشفت المصادر الرسمية للجماعة أنه التقى أمس، بن حبتور ووزير ماليته حسين مقبولي في اجتماع في صنعاء، قالت إنه خصص لمناقشة «الاحتياجات ذات الأولوية في هذه المرحلة والمرتبطة بجوانب الدعم اللوجيستي في مختلف الجبهات».
ونسبت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» إلى بن حبتور، أنه قال إن «كثيراً من تلك المتطلبات والصعوبات التي تواجه الدفاع ومنتسبيها في طريقها إلى الحل، وإن إسنادها بالمال مسؤولية وطنية وأخلاقية على عاتق حكومته».
وفي حين يحتكر الجناح العقائدي في الجماعة السيطرة على كل الموارد المالية في مناطق سيطرتها، أفادت تسريبات لمقربين من أروقة حكومة الانقلاب، بأنها ليس في يدها أي شيء من المسؤولية، وأن وجود بن حبتور على رأسها مجرد حضور ديكوري، إذ لا يستطيع الأخير أن يبت في أي أمر مالي أو عسكري.
وأفادت التسريبات بأن القرار الأول مالياً وعسكرياً، يعود إلى القيادي المقرب من زعيم الجماعة ومدير مكتبه السابق مهدي المشاط، إلى جانب قريبي الحوثي، القياديين محمد علي الحوثي وعبد الكريم الحوثي.
وفي مسعى من الميليشيا لمواجهة النقص في أعداد مقاتليها، قالت مصادر محلية في محافظة إب، إن عناصرها قاموا بالإفراج عن مئات السجناء المتهمين بقضايا جنائية للدفع بهم إلى جبهات القتال.
وذكرت المصادر أن القيادي في الجماعة المعين من قبلها مديراً للأمن السياسي في إب ويدعى «أبو هاشم»، أمر مسؤولي السجن المركزي في اليومين الماضيين بإطلاق المئات من السجناء بعد أن كانوا خضعوا لدورات تعبئة طائفية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.