باكستان وأفغانستان تفشلان في التوصل لاتفاق استخباراتي لمكافحة الإرهاب

باكستان وأفغانستان تفشلان في التوصل لاتفاق استخباراتي لمكافحة الإرهاب
TT

باكستان وأفغانستان تفشلان في التوصل لاتفاق استخباراتي لمكافحة الإرهاب

باكستان وأفغانستان تفشلان في التوصل لاتفاق استخباراتي لمكافحة الإرهاب

يرى خبراء أمنيون ودبلوماسيون، أن فشل باكستان وأفغانستان في التوصل إلى اتفاق بشأن تنسيق التعاون الاستخباراتي وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة يصب في صالح الجماعات المسلحة المنتشرة في المنطقة.
ففي الاجتماع الأخير الذي عقد في العاصمة الأفغانية كابل بداية الشهر الحالي، فشل رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، والرئيس الأفغاني أشرف غني، في جعل رئيسي جهازي الاستخبارات في الدولتين يتوصلان إلى اتفاق بشأن تنسيق التعاون بين الجهازين الاستخباريين في مجال مكافحة الإرهاب، وهو ما لاحظه الخبراء الأمنيون والدبلوماسيون في إسلام آباد.
وخلال لقائهما في كابل، ناقش الرئيسان إمكانية التعاون في جهود مكافحة الإرهاب بين الأجهزة الأمنية ببلديهما، غير أنه لم يرد ذكر التعاون الاستخباراتي، سواء في الأحاديث الصحافية أو في التصريحات التي صدرت عقب الاجتماع.
وفي تصريح عقب اللقاء الذي جرى في كابل، أوضح مسؤول باكستاني رافق رئيس الوزراء شهيد عباسي، أن «عدم التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية في أفغانستان وباكستان جاء في صالح الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية» وتتسم العلاقة بين أجهزة الاستخبارات في الدولتين بالعداء في ظل الاتهامات المتبادلة بإيواء ودعم الإرهابيين. وكثيراً ما اتهمت باكستان الاستخبارات الأفغانية في الماضي بتقديم الدعم اللوجيستي للإرهابيين لتنفيذ عمليات إرهابية في المدن الباكستانية، في حين تتهم الاستخبارات الأفغانية نظيرتها الباكستانية بدعم الجماعات التابعة لطالبان في حربها ضد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكذلك القوات الأفغانية المحلية. في هذا الصدد، قال مسؤول باكستاني رفيع: «لم يرد ذكر التعاون الأمني بين أجهزة الاستخبارات في الدولتين؛ لأننا لم نصل إلى اتفاق بشأن هذا النوع من التعاون». في الماضي، غالباً ما اتفق القادة السياسيون الباكستانيون والأفغان بشأن إمكانية تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وفي عام 2016، رتب الأميركيون للقاء بين رئيسي جهازي الاستخبارات في الدولتين، وكان مقرراً عقد الاجتماع في إسلام آباد بين مسعود أندرابي، رئيس جهاز الاستخبارات الوطني الأفغاني آنذاك، والجنرال رضوان أختار، رئيس الاستخبارات الباكستانية في ذلك الوقت. وكان من المتوقع أن يتولى أختار إعداد آلية مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وهي الآلية التي كان متوقع لها أن تؤدي إلى فهم أفضل للمصالح والقضايا المشتركة.
وقد دافعت القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان بـ«حماس» عن تلك الآلية؛ لأنها تهدف إلى منع الإرهابيين في كلا البلدين من تنفيذ اعتداءات ضد الدولة الأخرى. ومن خلال الجهود الحثيثة التي جرت خلف الكواليس وعن طريق الضغوط الدبلوماسية، مهدت واشنطن الطريق لإعداد آلية للتعاون الأمني والاستخباراتي لملء ذلك الفراغ بين جهازي الاستخبارات في الدولتين.
لكن على الرغم من ذلك الجهد الأميركي، فقد توقف التعاون بين الجهازين. إن انعدام الثقة والتعاون بين جهازي الاستخبارات الباكستاني والأفغاني قد أوجد فراغاً خصباً لنشاط الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية بين البلدين. وقد تقدم القادة العسكريون الباكستانيون بمقترح للقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان بهدف تحسين إدارة عمليات المراقبة لمنع تسلل الإرهابيين عبر النقاط الحدودية المسامية.
لكن جهوداً مشتركة تتم في الوقت الحالي بين الجيش الباكستاني والقوات الأميركية في أفغانستان لإدارة الحدود المشتركة بطريقة أكثر كفاءة لمنع تسلل العناصر الإرهابية والتنظيمات المسلحة: «لكن إدارة الحدود تتطلب تخطيطاً مشتركاً وتبادلاً في المعلومات بين أجهزة الاستخبارات، وهو أمر غير موجود في الوقت الحالي»، بحسب المسؤول الباكستاني. أضاف: إن ما جعل الموقف أكثر سوءاً هو أنه بعد أن خرجت حالة التوتر الأخيرة بين إسلام آباد وواشنطن إلى السطح، تراجع مستوى التعاون الأمني مع القوات الأميركية في أفغانستان. واختتم المسؤول الأمني تصريحه قائلاً: «لا يزال التعاون الأمني الروتيني سارياً، لكننا خفضنا مستواه».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».