رسميا.. السعودية تلزم مستوردي الأغذية بالفسح الإلكتروني «يناير» المقبل

عبر منافذها البحرية والبرية والجوية

مراقبة الأسواق ومعرفة حجم السلع المتوافرة أبرز أهداف الفسح الإلكتروني («الشرق الأوسط»)
مراقبة الأسواق ومعرفة حجم السلع المتوافرة أبرز أهداف الفسح الإلكتروني («الشرق الأوسط»)
TT

رسميا.. السعودية تلزم مستوردي الأغذية بالفسح الإلكتروني «يناير» المقبل

مراقبة الأسواق ومعرفة حجم السلع المتوافرة أبرز أهداف الفسح الإلكتروني («الشرق الأوسط»)
مراقبة الأسواق ومعرفة حجم السلع المتوافرة أبرز أهداف الفسح الإلكتروني («الشرق الأوسط»)

تعتزم السعودية بشكل رسمي، اعتبارا من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، تشغيل الأنظمة الإلكترونية للرقابة على الغذاء المستورد، عبر منافذها البحرية والبرية والجوية، وهو الأمر الذي يعني أن الغذاء المستورد لن يعبر الحدود المحلية للبلاد قبل أن يكون هناك طلب إلكتروني لإتمام هذه الخطوة، مما سيعزز من رفع مستوى جودة الأداء، والقدرة على إنشاء قاعدة معلومات إلكترونية دقيقة لحجم السلع المتوافرة في السوق المحلية.
وفي هذا السياق، أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية أن الثاني من يناير المقبل هو التاريخ الإلزامي لتشغيل الأنظمة الإلكترونية للرقابة على الغذاء المستورد عبر منافذ المملكة البحرية والبرية والجوية، وقالت الهيئة «لن يجري قبول أي طلب ما لم يقدم إلكترونيا، وعلى مستوردي الأغذية والمخلصين الجمركيين المسارعة في التسجيل بالأنظمة الإلكترونية للرقابة على الغذاء المستورد قبل انتهاء المهلة المحددة».
من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أمس، أن هيئة الغذاء والدواء السعودية نجحت خلال العامين الماضيين في تطبيق الفسح الإلكتروني على قطاع الدواء، وقالت هذه المصادر «من خلال هذا النظام الإلكتروني بدأت هيئة الغذاء والدواء في رصد جميع شحنات الأدوية التي يجري تصديرها إلى السوق السعودية».
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن أهم نتائج الفسح الإلكتروني للدواء أو الغذاء المستورد، معرفة أسماء الموردين، والشحنات التي تم استيرادها، والأسواق التي ستباع فيها، إضافة إلى التأكد من وجود الأسعار على عبوات الأدوية، مشيرة إلى أن هذا النظام رفع من جودة وكفاءة الأداء خلال الفترة القريبة الماضية فيما يخص قطاع «الدواء».
إلى ذلك قدمت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية خلال محاضرة نظمتها بمقر الغرفة التجارية والصناعية في الرياض، أول من أمس، شرحا لآلية التسجيل الإلكترونية للأغذية وطرق الفسح، التي تم وضعها للرقابة على الغذاء المستورد، وذلك من خلال التعريف بنظام التسجيل الإلكتروني عبر موقع الهيئة وطريقة فسح السلع في المنافذ إلكترونيا، وطرق تسجيل المواد الغذائية، والمنشآت الخارجية التي يجري الاستيراد منها والمعلومات الأخرى المطلوب توافرها.
ويأتي تنظيم هذه المحاضرة في إطار التنسيق بين غرفة الرياض ممثلة في اللجنة الزراعية وهيئة الغذاء والدواء في البلاد، لتنوير المستوردين بالنظم الواجب اتباعها فيما يتعلق باستيراد الغذاء، وذلك بما يساعد في تقديم أفضل الخدمات من خلال تبسيط الإجراءات وتسهيل عملية فسح البضائع المستوردة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الغذاء العالمي بنسبة 6 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي، فيما تسعى السوق السعودية نحو زيادة حجم المخزون خلال الفترة الحالية.
وتعتبر السوق السعودية من أكثر أسواق المنطقة استهلاكا للمواد الغذائية، وتمثل في الوقت ذاته وجهة مهمة للأسواق العالمية، إلا أن تقلبات أسعار الغذاء خلال السنوات القليلة الماضية وتصاعدها في معظم الفترات، دفع المستهلك في الأسواق المحلية بالبلاد نحو تغيير بعض من ثقافات الاستهلاك التي كانوا يسيرون عليها.
ومن الممكن أن تشهد أسعار الغذاء العالمية تراجعات جديدة خلال العام المقبل 2014، وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي من المرجح فيه تراجع تكاليف النقل، بسبب إمكانية تراجع أسعار النفط، عقب وصول طهران مؤخرا، إلى اتفاق جديد مع القوى الدولية حول ملفها النووي، وهو الأمر الذي قد يقود إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، مما يتيح لها فرصة تصدير البترول من جديد على نطاق أوسع.
إلى ذلك، كشف تقرير حديث لمراقبة أسعار الغذاء الصادر عن البنك الدولي تراجع أسعار الغذاء حول العالم بنسبة 6 في المائة خلال الربع الثالث من العام الجاري، إلا أن هذا التقرير أشار إلى أن أسعار القمح لا تزال مرتفعة، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف المتعلقة بالطقس في البرازيل وباراغواي والأرجنتين وأوكرانيا وروسيا، مما قد يرجّح كفة ارتفاع أسعار القمح خلال الشهور القليلة المقبلة. وكانت الأسعار المحلية قد أظهرت تفاوتا كبيرا في مختلف الدول نتيجة الاتجاهات الموسمية وعوامل تقلب الطقس وسياسات الشراء الحكومية ونقص التوريد المحلي وخفض قيمة العملات.
وأوضحت آنا ريفينجا نائب رئيس شبكة مكافحة الفقر والإدارة الاقتصادية بالوكالة في «البنك الدولي»، أن علامات الانخفاض هذه هشة مع استمرار المخاوف بشأن الطقس وتذبذب العملات، ما يجعل تحقيق الانتصار على ارتفاع الأسعار بعيد المنال. ووفقا لأحدث نسخة من مراقبة أسعار الغذاء، فإن مؤشر أسعار الغذاء في «البنك الدولي» خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2013، انخفض بنسبة 12 في المائة عن السنة الماضية، فيما انخفض بنسبة 16 في المائة عن أعلى مستوى للأسعار في جميع الأوقات التي حدثت في أغسطس (آب) عام 2012.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.