البرلمان التونسي يتوسط لحل الأزمة بين الحكومة ونقابات التعليم

TT

البرلمان التونسي يتوسط لحل الأزمة بين الحكومة ونقابات التعليم

أعرب البرلمان التونسي عن استعداده للتدخل لحل الخلاف القائم بين وزارة التربية، والنقابة العامة للتعليم الثانوي حول عدد من المطالب الخلافية، ومن بينها خفض سن تقاعد الأساتذة من 60 إلى 55 سنة، باعتبار أن مهنة التدريس شاقة ومتطلبة، في نظرهم، وتنفيذ عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين حول الزيادات في أجور لنحو مائة ألف أستاذ تعليم ثانوي.
ودعت لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي، وهي لجنة تابعة للبرلمان، إلى عقد جلسة استماع إلى حاتم بن سالم، وزير التربية، غدا الاثنين، بحضور نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال)، علاوة على لسعد اليعقوبي، رئيس الجامعة العامة للتعليم الثانوي التابعة لنقابة العمال.
ويسعى البرلمان التونسي من خلال هذه الجلسة إلى تجاوز الخلاف الحاد بين الحكومة والطرف النقابي حول قرار النقابة العامة للتعليم الثانوي حجب أعداد الامتحانات عن الإدارة، وبالتالي عدم تمكن وزارة التربية من تحديد معدلات التلاميذ. كما تخشى الحكومة من ظهور موجة جديدة من الاحتجاجات الاجتماعية، نتيجة الضغوط الاقتصادية التي تعرفها مختلف الطبقات الاجتماعية، خصوصا من طرف الشباب العاطل عن العمل.
وكان من المفترض أن يسلم الأساتذة أعداد الامتحانات قبل منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، غير أن الخلافات حول عدد من الملفات الحساسة أجلت ذلك، وهو ما ينبئ باحتمال أن تكون السنة التعليمية الحالية سنة بيضاء.
وكانت الجامعة العامة للتعليم الثانوي قد اتخذت قرار حجب الأعداد بعد أن عقدت هيئة إدارية قطاعية يومي 10 و11 من يناير (كانون الثاني) الماضي اجتماعا بهذا الخصوص، وتم تثبيت هذا القرار في اجتماعها في 27 من فبراير (شباط) الماضي، وقالت إنه غير قابل للمراجعة أو الرفع، إلا بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
ومن ناحيتها، هددت وزارة التربية بحجب أجور الأساتذة في حال تمسكوا بامتناعهم عن تزويد إدارات المؤسسات التربوية بأعداد الامتحانات.
وشدد لسعد اليعقوبي، رئيس النقابة العامة للتعليم الثانوي، على ضرورة إجراء حوار جدي مع الطرف الحكومي، وتفاوض مسؤول يفضي إلى الاستجابة لمطالب الأساتذة، مبرزا أن التراجع عن حجب الأعداد عن الإدارة غير مطروح ما دامت سلطة الإشراف لا تصغى إلى الطرف النقابي. وقال اليعقوبي في هذا السياق إن «وزير التربية والحكومة يدفعان نحو سنة دراسية بيضاء، وإلى أزمة كبرى في قطاع التعليم التونسي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».