4 أيام في فالنسيا كانت أحد أسباب صعود برايتون إلى الدوري الممتاز

فترات الاسترخاء تلعب أحياناً دوراً حاسماً في تحول مسيرة الأندية

TT

4 أيام في فالنسيا كانت أحد أسباب صعود برايتون إلى الدوري الممتاز

شهدت الأيام القليلة الماضية الكثير من الحديث والتساؤلات عن «اللاعبين الذين سينضمون للقائمة واللاعبين الذين سيرحلون واللاعبين الذين سيقضون فترات الراحة في الاسترخاء على الشواطئ»، فيما يتعلق باللاعبين المشاركين في المباريات الودية الدولية والذين يحدوهم الأمل في المشاركة مع منتخبات بلادهم في نهائيات كأس العالم بروسيا هذا الصيف، لكن فترة التوقف الحالية ستكون أيضا حاسمة للغاية بالنسبة للاعبي الفرق الموجودة في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والتي تقاتل من أجل الهروب من شبح الهبوط، وكذلك للاعبي فرق المقدمة في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى والتي تسعى للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
ويجب الإشارة إلى أن معظم إن لم يكن كل الأندية في النصف الأعلى من الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون لديها عدد قليل فقط من اللاعبين خلال فترة التوقف الحالية نظرا لأن معظم لاعبيها قد انضموا لمنتخبات بلادهم للمشاركة في المباريات الدولية الودية، لكن في نادي برايتون وبعض الأندية الأخرى تبقى نسبة كبيرة من اللاعبين في الوقت الذي يكون فيه أمام هذه الفرق أسبوعان وفي بعض الحالات ثلاثة أسابيع بدون خوض أي مباراة رسمية.
وقد قرأت أن هذه هي الفرصة المثالية لهؤلاء اللاعبين «للاسترخاء في منتصف الموسم» والسفر إلى أماكن أخرى بعيدا عن ضغوط المباريات والاستمتاع بأشعة الشمس، وفي بعض الحالات تناول الكحوليات بشكل أكبر مما ينبغي القيام به. وبالنظر إلى التغطية السلبية والمفهومة في الآونة الأخيرة لحادثة قيام أربعة لاعبين من نادي وست بروميتش ألبيون - وهم جوني إيفانز وغاريث باري وجيك ليفرمور وبواز مايهيل - بسرقة سيارة أجرة أثناء معسكر الفريق في إسبانيا، فيمكن أن نغفر للجمهور والصحافيين اعتقادهم بأن هذا هو الحال دائما بعدما رأوا مجموعة من لاعبي كرة القدم من الطراز العالمي وهم يتصرفون بطريقة تنم عن عدم النضج والتدليل وغياب الإدراك والوعي.
لكن على الجانب الآخر يمكن أن تكون مثل هذه الرحلات مهمة للغاية من حيث تجديد القدرات البدنية للاعبين - ومساعدتهم على التدريب وبعد ذلك التعافي في ظل الاستمتاع بالفوائد الصحية لفيتامين (د) الذي يحصلون عليه من أشعة الشمس المشرقة. وربما يكون الأهم من ذلك هو إتاحة الفرصة للاعبين للجلوس معاً وتناول الوجبات في بيئة مختلفة تماماً وتبادل الخبرات كمجموعة - وهو أمر مهم للغاية بالنسبة إلى ديناميكية الفريق. وإذا تم القيام بذلك بطريقة معقولة وفي إطار السلوك المقبول، فقد يكون لذلك نتائج إيجابية بشكل ملحوظ على رفع الروح المعنوية للفريق.
لقد كنت في فترة راحة في منتصف الموسم وشعرت بتغيير كامل في مستوى الأداء، سواء في التدريب أو في المباريات، إلى جانب تنامي الإحساس بأهمية اللعب الجماعي. وعندما تذهب بعيدا أثناء فترات الراحة، يمكنك أن تجلس مع زملائك من اللاعبين اللذين لا يكون لديك الوقت للاختلاط بهم كثيرا بسبب المتطلبات اليومية للتدريب والمباريات والوقت الذي تقضيه مع عائلتك في المنزل. وهذا أمر رائع بالنسبة لمعنويات الفريق، حيث لا يجد اللاعبون أرضية مشتركة مع بعضهم البعض فحسب، بل يكون لديهم الوقت أيضاً لمناقشة أدائهم مع نظرائهم من اللاعبين وما يجب القيام به لكي ينجح الفريق خلال الفترة المتبقية من الموسم. ويحصل اللاعبون الجدد في النادي على فرصة التعرف على زملائهم في الفريق عن قرب وعلى مستوى شخصي بعيدا عن التوتر وضغوط المباريات، مما يساهم في تحسن أداء الفريق، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي ذهبنا إلى فالنسيا لمدة أربعة أيام فقط بعد خسارتنا لمباراة حاسمة أمام ليدز يونايتد ضمن المباريات الهامة في إطار سعينا للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وكنا نخشى في ذلك الوقت من أن يحل بنا الإرهاق والتعب في هذا الوقت الحاسم من الموسم، لكن الوقت الرائع والممتع الذي قضيناه سويا والتدريب بشكل جيد تحت أشعة الشمس واستعادة نشاطنا من خلال لعب الورق أو لعب الغولف معاً والضحك ساعدنا على استعادة نشاطنا الذهني. وعندما كنا نتناول وجباتنا في المساء كان الموضوع الرئيسي الذي نتحدث فيه كل ليلة هو كيف يمكننا أن نحسن مستوانا وأن نعمل سويا من أجل مصلحة الفريق. صحيح أن العلاقات بين اللاعبين كانت جيدة بالفعل، لكننا عملنا على تقوية هذه العلاقات بيننا كمجموعة، وكانت النتيجة عندما عدنا للمنافسات مرة أخرى هي تحقيق الفوز في خمس مباريات متتالية وعدم الخسارة في أي مباراة، وهو ما مكننا في نهاية المطاف من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن السؤال الآن هو: هل كانت تلك الرحلة هي السبب الوحيد وراء هذا التحسن الملحوظ في النتائج؟ بالطبع لا، لكن هذه الرحلة لم تؤثر بالسلب على أدائنا وما زال عدد من اللاعبين الذين لا يزالون في النادي يؤمنون بأن هذه الرحلة التي استمرت لأربعة أيام كانت جزءاً هاماً في نجاحنا في الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وإذا تم القيام بمثل هذه الرحلات بطريقة احترافية وبشكل صحيح، دون الإفراط في شرب الخمر أو السلوك غير المناسب، فإنها قد تكون مفيدة بشكل كبير للفرق التي تقاتل من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز أو الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وخلال المنافسات القوية، فإن تحقيق النتائج الجيدة لا يتوقف فقط على الجوانب الفنية والخططية في ظل الضغوط الشديدة، لكن الأمر يتوقف أيضا على الجوانب النفسية مثل المرونة والعمل الجماعي ونكران الذات، التي قد تكون أكثر أهمية في بعض الأحيان من الجوانب الفنية والخططية.
ويجب أن ندرك أن هذه الصفات لا يمكن تحسينها بشكل فردي أو بشكل مصطنع في التدريبات، لكنها تتطلب بيئة مناسبة ودرجة معينة من الاحترافية تساعدها على التطور من خلال وجود لاعبي الفريق مع بعضهم البعض كمجموعة وتبادل الخبرات والتجارب وتعزيز العلاقات بين اللاعبين. وهذا هو السبب في أن الوقت الحالي - رغم عدم إقامة مباريات - قد يكون حاسما في تحديد النتيجة النهائية بالنسبة للعديد من الأندية في نهاية الموسم. وعندما يتدرب اللاعبون سويا في أجواء مريحة ويقضون الكثير من الوقت مع بعضهم البعض فإن ذلك سوف يساهم في تطوير أداء الفريق بشكل كبير. إن الطريقة التي يتصرف ويتدرب بها اللاعبون وطريقة التعاون فيما بينهم في مثل هذه الرحلات يمكن أن تكون ميزة كما يمكن أن تكون عائقاً كبيراً في ختام الموسم في شهر مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

وفاة ساركيتش حارس مرمى ميلوول الإنجليزي عن 26 عاماً

رياضة عالمية ماتيا ساركيتش (أ.ف.ب)

وفاة ساركيتش حارس مرمى ميلوول الإنجليزي عن 26 عاماً

أكد نادي ميلوول المنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم وفاة حارس مرماه ومرمى الجبل الأسود ماتيا ساركيتش اليوم السبت عن 26 عاما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الدنماركي هيولماند يتحدث إلى اللاعبين كير وهويلوند خلال جلسة تدريبية في فرويدنشتات (أ.ب)

فيهورست: إريكسن وهويلوند سيتألقان في «اليورو» رغم عثرات يونايتد

قال مورتن فيهورست مساعد مدرب منتخب الدنمارك الأول إن الثنائي كريستيان إريكسن وراسموس هويلوند سيظهران فائدة اللعب سويا في مانشستر يونايتد خلال اللعب في «اليورو».

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
رياضة عالمية لويس غيليرمي «نادي وست هام»

وست هام يتعاقد مع الجناح البرازيلي الشاب غيليرمي

أعلن وست هام يونايتد، تاسع الدوري الإنجليزي لكرة القدم، الخميس، تعاقده مع الجناح البرازيلي الشاب لويس غيليرمي من بالميراس، بعقد مدته 5 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية احتل تشيلسي المركزين الـ12 والـ6 في موسمين تحت قيادة الملاك الجدد (إ.ب.أ)

كم تبلغ قيمة تشيلسي بعد موسمين من ملكية تود باهلي وكليرليك؟

بحسب شبكة The Athletic تزيد قيمة تشيلسي الآن بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني على مبلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني المدفوع في صفقة الاستحواذ على النادي في عام 2022.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية تن هاغ يحتفل بكأس إنجلترا الذي كان سببا في منحه فرصة جديدة مع مانشستر يونايتد (ا ف ب)

يونايتد يمنح تن هاغ فرصة جديدة على أمل تصحيح الأوضاع الموسم المقبل

على عكس التوقعات، ارتفعت أسهم المدرّب الهولندي إريك تن هاغ للاستمرار في منصبه مدرباً لمانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد قناعة السير جيم راتكليف الشريك في ملكية

«الشرق الأوسط» (لندن)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»