في حدثين متميزين في علوم الفضاء، قالت وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» إنها تتأهب لإطلاق المرصد الفضائي المسمى «القمر الصناعي الماسح للكواكب الخارجية العابرة» (تيس TESS)، الموجه لرصد الإجرام من خارج المجموعة الشمسية، ومن بينها الكواكب التي يحتمل أن توجد عليها آثار الحياة، فيما قال علماء روس إنهم وضعوا نظم محاكاة لتنفيذ عملية تدمير الكويكبات الخطرة التي تقترب من الأرض، بأشعة الليزر.
رصد الكواكب الخارجية
وتهدف مهمة مرصد «تيس» إلى رصد الكواكب الخارجية عند وقوع ما يسمى «مرحلة العبور» وهي الفترة التي تحجب فيها الكواكب جزءا من الضياء الوارد من النجوم التي تدور في فلكها. وسوف يمسح المرصد نحو 200 ألف من النجوم البراقة القريبة من الشمس بهدف العثور على الكواكب البعيدة. وتخطط «ناسا» لإطلاقه بين 16 أبريل (نيسان)، ويونيو (حزيران) 2018. ويتوقع العلماء الأميركيون أن يقوم المرصد بتوثيق بيانات نحو 2000 من الكواكب المرشحة للرصد، منها 300 قد تكون بحجم الأرض وأخرى من نوع «الأرض سوبر» الأكبر من الأرض بمقدار يصل إلى حجم مرتين منها.
وسيعمل المرصد على مدى عامين بتجزئته للسماء إلى 26 قطاعا، فيما تقوم الكاميرات القوية فيه بتوجيه عدساتها نحو تلك القطاعات مدة 27 يوما. وسيدرس «تيس» نجوما بسطوع أقوى بين 30 و100 مرة من تلك التي درسها مرصد كيبلر المطور «كيه 2» الأمر الذي سيسهل على المراصد الفلكية الأرضية والفضائية متابعتها. وسوف يغطي مساحة من السماء أكبر بـ400 مرة من المساحة التي غطاها «كيبلر».
وإضافة إلى رصده للكواكب سيقوم «تيس» بدراسة نحو 20 ألفا من الإجرام التي يرغب علماء الفيزياء والفلك البحث فيها. وتعتمد طريقة رصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية على التدقيق في انحسار أشعة الضوء المرئي من الكواكب عندما تعبر فوق النجمة التي تدور في فلكها. وتقدم عمليات الانحسار المتكررة والدورية للضوء للعلماء معلومات عن حجم الكوكب.
ومن بين الجهات المشاركة في مشروع مرصد «تيس» مركزا «غودارد للتحليق الفضائي» و«إيمس للأبحاث» التابعان لوكالة «ناسا»، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعهد كافلي لأبحاث الفيزياء الفلكية والفضاء ومركز هارفارد لعلوم الفيزياء والفلك.
تجارب روسية
وقال باحثون في مركز أبحاث «روس أتوم» للأبحاث الذرية إنهم وضعوا نماذج تظهر من خلالها انفجارات نووية لتدمير الكويكبات الخطيرة التي تقترب من الأرض. وأضافوا أنهم طوروا وسيلة تجريبية لتقييم خصائص عملية التدمير، مثل مقدار الطاقة اللازمة للتخلص من الجرم الخطير قبل وصوله الأرض.
ونشر الباحثون الروس خلاصة دراستهم في «جورنال أوف إكسبيرمنتال آند ثيوريتكال فيزكس» التي تعنى بأبحاث الفيزياء التجريبية والنظرية.
وتتكون الكويكبات عادة من مواد الكربون والسليكون وبعض المعادن وأحيانا تحتوي على الثلوج. ويصنف العلماء الجرم السماوي على أنه كويكب إذا زاد قطره عن متر واحد. ويصل قطر بعض الكويكبات إلى 900 كلم بعضها يسير بسرعات تصل إلى 20 كلم في الثانية ما يشكل خطرا على كوكب الأرض.
ويلجأ العلماء إلى توظيف وسيلتين لحماية الأرض منها: إما تحويل مسارها، وإما تدميرها إلى شظايا تحترق في الغلاف الجوي للأرض. وقال الباحثون الروس إنهم درسوا الوسيلة الثانية بعد أن وضعوا نماذج محاكاة لموجة شديدة القوة نجمت عن تفجير نووي يحدث على سطح الكويكب.
وقال الباحثون إن توجيه نبضة من شعاع الليزر قصيرة الزمن، نحو نموذج مصنع صغير من كويكب، أدى إلى توليد آثار مدمرة مماثلة لتفجير نووي يحدث على سطح كويكب حقيقي. وقد ظهر أن شكل التدمير الناجم عن الحرارة والضغط في الواقع الحقيقي سيكون مماثلا لنفس الآثار الناجمة عن التدمير في تجارب المحاكاة.
وعلى سبيل المثال فإن تدمير كويكب قطره 200 متر سيحتاج إلى قنبلة بقوة 3 ميغاطن من «تي إن تي»، وهذا ما يقابل إطلاق نبضة من الليزر بطاقة 500 جول لتدمير نموذج بقطر 8 - 10 مليمترات. وطور الباحثون نموذج الكويكبات الصناعية التي خضعت للتجارب بشكل مماثل لتركيبة الكويكبات الفضائية.