مرشحون يشكون من رشاوى واستغلال سلطة

TT

مرشحون يشكون من رشاوى واستغلال سلطة

مع بدء العد العكسي لموعد الانتخابات النيابية بدأت الشكاوى تتزايد حول مخالفات أعلن عنها عدد من المرشحين، طالبين من «هيئة الإشراف على الانتخابات» التدخل، ضمن هذا السياق، وهي تتوزع بين الرشاوى الانتخابية والتدخل المباشر من قبل شخصيات في إدارات الدولة في الحملات الانتخابية.
واتهم رئيس حزب التوحيد وئام وهاب خصمه ومنافسه الانتخابي وزير المهجرين ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان باستغلال وزارته في الانتخابات وكتب على حسابه على «تويتر»: «كنا نتمنى على وزارة المهجرين ألا تتبع السياسة التي انتقدتها وترتدع عن توزيع مال سياسي عشوائي». وأكد النائب سيرج طورسركسيان توزيع رشاوى انتخابية في دائرة بيروت الأولى، وهو المرشّح عن أحد مقاعدها، وقد تقدم أمس إلى القضاء بطلب اعتبار تصريحه الإعلامي، إخبارا، وتكليف من يلزم من الأجهزة الأمنية المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة حول الرشوة الانتخابية والمال الانتخابي المباشر وغير المباشر الذي يحصل في دائرة بيروت الأولى، وقد أحيل الملف إلى النائب العام الاستئنافي في بيروت.
وأشار طورسركسيان إلى أنه لجأ إلى القضاء لأنه مؤمن به ومن غير المسموح ألا تقوم هيئة الإشراف على الانتخابات بدورها أمام ما يحصل من شراء الذمم بشكل واسع ومفضوح، لأن قانون الانتخاب النسبي وضعناه ليساوي بين الجميع في الحظوظ للوصول إلى الندوة البرلمانية، خاتما بالتأكيد أنه «لا مساواة بين المرشحين، في ظل دفع الأموال».
وبدوره، شكا المرشح عن المقعد السني في طرابلس توفيق سلطان، تدخل محافظ الشمال رمزي نهرا في الانتخابات «عبر تسخير الأجهزة لفريق دون آخر». وقال في مؤتمر صحافي: «يجري خرق القواعد والأصول القانونية في محافظة الشمال، حيث يقوم المحافظ السيد رمزي نهرا بتسخير الأجهزة لفريق دون آخر»، مشيرا إلى «مخالفات فاضحة ستؤثر على نزاهة الانتخابات وقانونيتها»، ومعلنا عن «مذكرة مرفوعة لهيئة الإشراف على الانتخابات ووزارة الداخلية، وذلك قبل إعلاني الطعن بالانتخابات بعد تفاقم الأمور». وطلب كذلك اعتبار كلامه «بمثابة إخبار لكل الجهات الرسمية والأهلية داخليا ودوليا المعنية بسلامة الانتخابات ونزاهتها».
من جهتها، أعلنت هيئة الإشراف على الانتخابات أنها توقفت أمام الشكاوى وتقارير فريق المراقبة المرفوعة إليها في شأن المخالفات لقانون الانتخاب من قبل مرشحين ولوائح ووسائل إعلام ومؤسسات استطلاع رأي، منبّهة المخالفين إلى مغبة استمرار مخالفاتهم التي سجّلت في ملفاتها واتّخذت بشأنها القرارات والإجراءات المناسبة.
وحذّرت الهيئة في اجتماعها الدوري كل من يتعاطى الشأن الانتخابي من التمادي، كما من عدم احترام القوانين والاستمرار في المخالفات الواضحة والصريحة، وآخرها مخالفة قواعد السلوك واستخدام مراكز عامة وطنية للمهرجانات الانتخابية، وهي مخالفات ستحيلها إلى المراجع المختصّة لاتخاذ المناسب في شأنها. وفي حين ذكّرت بأن جوهر عملها هو الإشراف على الانتخابات، ضمن صلاحياتها والإمكانات المتوفّرة لها ماديا ومعنويا، حذرت مما وصفته بـ«الانتقاد العشوائي والتشكيك بصدقية عملها وإطلاق الاتهامات جزافا إلى حد الإهانة والتجريح لأعضائها والتحريض عليها»، مؤكدة أنها لن تقبل بهذا الأمر ولن تقف مكتوفة الأيدي، وأنها بصدد إعداد ملفّ موثّق للتحرك في اتجاه القضاء لإعادة ضبط الأمور ووضعها في نصابها الصحيح، مشددة على وجوب التقيد بالقانون ونصوصه واحترام أدبيات السلوك والتعاطي بين الجميع.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.