تصاعدت المخاوف من تهديدات أمنية محتملة خلال انشغال روسيا بالانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل، أو في الفترة التي تلي الاستحقاق الانتخابي، خصوصاً بعد إعلان الأجهزة الأمنية، أمس، تفكيك خلية إرهابية في موسكو كانت تخطط لشن هجمات في العاصمة الروسية وبعض ضواحيها. وجاء التطور بعد مرور يوم واحد فقط على إعلان هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية اعتقال عشرات الأشخاص الذين نشطوا في إطار «مجموعة إجرامية» يشتبه في أنها عملت على تجنيد متشددين من جمهوريات آسيا الوسطى وإرسالهم إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش».
وسيطر الهاجس الأمني على تحضيرات انتخابات الرئاسة التي دخلت مرحلتها النهائية، مع تكرار الإعلان عن كشف خلايا إرهابية «نائمة» خلال الأسابيع الأخيرة. إذ لم يمر أسبوع خلال الشهرين الماضيين من دون إعلان هيئة الأمن الفيدرالي اعتقال أو إحباط نشاط متشددين خططوا لتنفيذ هجمات. وجاء الكشف أمس عن مخطط وضعته خلية مكونة من أربعة أشخاص لتنفيذ اعتداءات في موسكو وبعض المناطق المجاورة لها، لتغدو الخلية الرابعة التي يتم إحباط نشاطها خلال الأسابيع الستة الماضية.
وأعلن الأمن الفيدرالي الروسي اعتقال أربعة أشخاص في منطقة كالوغا (جنوب غربي موسكو) وصفهم بأنهم ينتمون إلى تنظيم داعش. ولفتت مصادر أمنية إلى أن المعتقلين من سكان منطقة يامالو – نينيتس، الذاتية الحكم في منطقة الأورال، وأنهم كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية في العاصمة موسكو وضواحيها، بـ«تكليف من التنظيم الإرهابي (داعش)».
ولم تكشف السلطات الأمنية عن هويات المعتقلين، لكنها وصفتهم بأنهم «أجانب»، في إشارة فُسّرت بأنهم من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى، وأشارت إلى أن «زعيم الخلية خضع لتدريب في سوريا، ثم تم إرساله إلى روسيا لتنظيم هجمات إرهابية». وأعربت عن أمل في كشف مزيد من التفاصيل في إطار التحقيقات الجارية مع المعتقلين. وجاء التطور بعد مرور يوم واحد على إعلان هيئة الأمن الفيدرالي الروسي عن تفكيك «شبكة إجرامية» يشتبه في أنها نشطت في تجنيد عناصر متشددة وإرسالهم إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش». وقالت: إن عملية أمنية واسعة النطاق أسفرت عن اعتقال 60 شخصاً بينهم نساء في موسكو ومناطق محيطة بها.
ولفت الجهاز الأمني، في بيان، إلى أنه نجح بالتعاون مع وزارة الداخلية في قطع الطريق على نشاط المجموعة. وأفاد بأنهم من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى.
وأوضحت السلطات الأمنية، أن معطيات توافرت لديها قادتها إلى كشف نشاط الشبكة التي تخصصت في تزوير أوراق الهجرة والإقامة لمواطنين من الجمهوريات السوفياتية السابقة ثم ترتيب انتقالهم من روسيا إلى سوريا.
وزادت أن قوات خاصة دهمت موقعاً حوّلته المجموعة إلى مركز أساسي لعملياتها، حيث عثرت على مئات الأختام وبطاقات الإقامة الروسية المزوّرة وجوازات سفر وماكينات طباعة متخصصة بتزوير أختام عبور الحدود. وساعدت معطيات التحقيق الأولى في كشف 17 موقعاً آخر في موسكو وبعض المناطق المحيطة بها، ونفّذ عناصر الشرطة والوحدات الخاصة عمليات دهم أسفرت عن اعتقال أشخاص بينهم نساء.
وعلى رغم عدم اتضاح طبيعة الأدلة التي ربطت بين شبكة تسهيل الحدود للعمال القادمين من آسيا الوسطى والنشاط الإرهابي، لكن بيان الجهاز الأمني أشار إلى أن التحريات أتاحت «تأكيد وجود صلات بين القائمين على الشبكة مع قياديين في تنظيمات إرهابية دولية». وكانت موسكو فرضت تشديدات واسعة على دخول مواطني بعض جمهوريات آسيا الوسطى، بعد تكرار وقوع اعتداءات إرهابية نفذها مواطنون من قيرغيزستان وأوزبكستان. وحذّرت السلطات الأمنية من أن شبكات تقيم صلات واسعة في هذه المنطقة نشطت خلال الشهور الماضية على مسارين، الأول تدريب خلايا لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل روسيا، كما حصل خلال العام الماضي؛ إذ وقع، وفقاً للأجهزة الأمنية 25 اعتداءً كان أكثرها دموية الهجوم الانتحاري في مترو سان بطرسبورغ في أبريل (نيسان). أما المسار الثاني فركّز على تجنيد عناصر وإرسالهم إلى سوريا أو العراق عبر قنوات تربط الشبكات مع متشددين ينشطون في تركيا أو داخل الأراضي السورية.
وعممت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب قبل أسابيع منشوراً احتوى تعليمات بكيفية مواجهة نشاط الشبكات المماثلة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتضمن إشارات إلى أنها تعمل على جذب الاهتمام عبر توزيع إعلانات عن فرص عمل، وتقوم باختيار أشخاص من المتقدمين إليها للعمل على تجنيدهم ضمن نشاط الشبكات المتشددة.
موسكو تكشف «خلايا إرهابية» أعدت لهجمات أثناء الانتخابات
اعتقال 60 شخصاً في حملة ضد شبكات تجنيد لمصلحة «داعش»
موسكو تكشف «خلايا إرهابية» أعدت لهجمات أثناء الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة