المغرب: دفاع بوعشرين ينتقد قرار حفظ شكوى ضد النائب العام

متابعة محامين على خلفية أحداث الحسيمة

TT

المغرب: دفاع بوعشرين ينتقد قرار حفظ شكوى ضد النائب العام

انتقد محمد زيان، عضو هيئة الدفاع عن الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، المعتقل بتهم الاتجار بالبشر والاغتصاب، قرار النيابة العامة حفظ الشكوى التي كان قد وضعها ضد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يتهمه فيها بالتزوير، وقال إنه متشبث بكون موكله لم يعتقل في حالة تلبس، كما جاء في محضر الوكيل العام (النائب العام)، بل اعتقل على خلفية شكاوى بالعنف الجنسي، تتطلب إجراء بحث تمهيدي قد يستغرق عدة سنوات قبل إحالة القضية على قاضي التحقيق.
ويمثل بوعشرين اليوم أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في جلسة ثانية بعد الجلسة الأولى التي عقدت الخميس الماضي. ويواجه مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم» وموقع «اليوم 24» تهما جنائية خطيرة، منها الاتجار بالبشر، والاغتصاب والتحريض على البغاء. بينما يقول هو إن اعتقاله جاء بسبب كتاباته المزعجة للسلطات.
ومنذ تفجر القضية ساد غموض كبير، وأثيرت تساؤلات عدة حول تفاصيلها وعن حقيقة أشرطة الفيديو، التي توثق للعمليات الجنسية، والتي أكدت النيابة العامة أنها عثرت عليها في مكتب بوعشرين. ثم الشكاوى التي قدمتها ثلاث صحافيات ضده، ونفي أخريات ما نسب إليهن في محاضر الشرطة.
وفي هذا السياق، شكك المحامي زيان خلال لقاء صحافي، عقده مساء أول من أمس في الرباط، ردا على المؤتمر الصحافي الذي عقده الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء الاثنين الماضي، في الفيديو الذي عرضته النيابة العامة، الذي يثبت اطلاع إحدى المشتكيات على محضر الشرطة التي ادعت فيه أنها تعرضت بدورها لمحاولة اغتصاب من قبل بوعشرين، قبل أن تتراجع عن ذلك، وترفع شكوى ضد ضابط شرطة تتهمه بتزوير أقوالها. وقال إنه «بعد استقلالية النيابة العامة أصبحت تفعل ما تريد، وإلا لكانت أرسلت ملف المشتكية إلى القضاء للنظر فيه».
وكان الوكيل العام بمحكمة الاستئناف قد أعلن في مؤتمر الصحافي أنه تقرر متابعة المشتكية (ع.ب) من أجل جنحتي «الإهانة بالبلاغ الكاذب والقذف في حق الضابطة القضائية».
وبخصوص قرار حفظ الشكوى، الذي كان قد تقدم بها ضد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قال زيان إن «الوكلاء العامون لم يعد يحكم فيهم أحد، والنيابة العامة أصبحت تفعل ما تريد ضدا في المادة 265 من قانون المسطرة الجنائية، التي تنص على قانونية رفع شكاوى ضد الوكيل العام للملك». كما أشار زيان إلى أن «ديكتاتورية النيابة العامة ظهرت في ملف بوعشرين لأنه لا يمكن اتهام أي شخص بالاغتصاب دون أن تكون هناك مواجهة بين الضحية المفترضة والمتهم، لا سيما أمام التناقضات التي طرحتها إحدى المشتكيات»، مؤكدا أنه من الصعب إثبات تهمة الاتجار بالبشر ضد موكله.
من جهة أخرى، قال المحامي زيان إنه سيمثل أمام القضاء في 23 مارس (آذار) الحالي، بسبب الدعوى التي حركت ضده بعد تسريبه رسالة نسبت لناصر الزفزافي، متزعم احتجاجات الحسيمة، واتهامه لإلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، بـ«تأجيج الأوضاع في الحسيمة وتحريض المحتجين».
وتشبث زيان خلال اللقاء الصحافي ذاته بالتهم الذي وجهها إلى العماري. وقال عنه إنه كان يؤجج الوضع في الحسيمة، ويطالب المحتجين برفع سقف مطالبهم، والاعتصام وتشييد مخيم بالمدينة مشابه لمخيم ميدان التحرير في القاهرة إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني). كما اتهم زيان أمين عام «الأصالة والمعاصرة» بالانفصال، وأنه يدافع عن القضيتين الكردية والكتالانية، وذكر أنه أزال في مؤتمر أمازيغي أقيم بجزر الخالدات (الكناري) العلم المغربي، ووضع محله العلم الأمازيغي.
وفي موضوع ذي صلة، قررت النيابة العامة متابعة محام آخر على خلفية أحداث الحسيمة يدعى إسحاق شارية، سبق أن اتهم العماري هو الآخر خلال مرافعة عن المتهمين في تلك الأحداث بأنه استغل أحداث الحسيمة «للتآمر ضد الملك».
ويتابع شارية بتهمة «التبليغ عن جريمة يعلم بعدم وقوعها». وقد علق شارية على استدعائه في الجلسة نفسها التي سيمثل فيها زيان، بأن الأمر يتعلق بـ«السياسة الجديدة للنيابة العامة ضد مهنة المحاماة، والراغبة في إسكات صوتها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».