إنقاذ مئات المهاجرين من الموت غرقاً قبالة سواحل ليبيا

برلماني يتّهم قطر بالتورط في هجوم تبناه «داعش» في أجدابيا

مهاجرون أنقذتهم القوات البحرية الليبية في طرابلس السبت (رويترز)
مهاجرون أنقذتهم القوات البحرية الليبية في طرابلس السبت (رويترز)
TT

إنقاذ مئات المهاجرين من الموت غرقاً قبالة سواحل ليبيا

مهاجرون أنقذتهم القوات البحرية الليبية في طرابلس السبت (رويترز)
مهاجرون أنقذتهم القوات البحرية الليبية في طرابلس السبت (رويترز)

قالت القوات البحرية الليبية، وسفن تابعة لمنظمة خيرية دولية، أمس، إنها أنقذت في 3 عمليات منفصلة 335 مهاجراً غير شرعي، كانوا على متن 3 قوارب شرق وغرب سواحل العاصمة طرابلس، خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا بحراً، مغتنمين تحسن الأحوال الجوية بعد أن حاول مهربو البشر استغلال هدوء البحر لإرسال عدة قوارب صوب إيطاليا.
ونشرت قوات خفر السواحل الليبية صوراً لمهاجرين محتجزين من دول أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى، وهم يجلسون في قارب مطاطي على الشاطئ في الظلام. وقال العميد أيوب قاسم، المتحدث باسم القوات البحرية الليبية، إن دورية تابعة لحرس السواحل تمكنت من إنقاذ 125 مهاجراً غير شرعي، من بينهم 14 امرأة و4 أطفال، لافتاً إلى أن عملية الإنقاذ تمت على بعد 16 ميلاً بحرياً قبالة سواحل الزاوية غرب طرابلس.
وأكد قاسم أن دورية أخرى لحرس السواحل تمكنت من إنقاذ 112 مهاجراً غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة في عملية ثانية، من بينهم 30 امرأة و3 أطفال كانوا على متن قارب مطاطي، على بعد 30 ميلاً بحرياً شمال القره بوللي الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال طرابلس.
وأكد ضابط آخر بالبحرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، أن المهاجرين وهم «من جنسيات أفريقية مختلفة تم نقلهم إلى قاعدة طرابلس البحرية، حيث تم تقديم المساعدة الإنسانية والطبية لهم وتسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية - مركز إيواء بلدة تاجوراء على بعد 30 كيلومتراً شرق العاصمة».
وتمكن قارب يقل أكثر من 100 مهاجر من الوصول إلى منطقة تعمل فيها سفينة الإنقاذ أكواريوس على بعد نحو 21 ميلاً من الساحل إلى الغرب من طرابلس. وكانت السفينة تستعد لنقل المهاجرين إلى إيطاليا. وقال رجال إنقاذ على متن السفينة أكواريوس، إن قارب المهاجرين كان على وشك الغرق تماماً عندما وصل إليهم.
وكان أكثر من نصف المهاجرين في القارب من نيجيريا، في حين كان الباقون من دول أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى، كما كان من بينهم فلسطينيان اثنان. وقال أحد رجال الإنقاذ يدعى ماكس أفيس: «كان لا يزال هناك نحو 120 شخصاً داخل القارب في ظل ظروف محفوفة بالمخاطر».
وتعد ليبيا من أكبر بلدان العبور على مستوى العالم، حيث تنطلق قوارب المهاجرين التي غالباً ما تكون متهالكة وعلى متنها المئات من المهاجرين، وهو عدد يفوق حمولة القوارب التي تكون صغيرة ومخصصة للصيد.
وبمجرد اعتدال الطقس في البلاد، تتصاعد وتيرة انطلاق قوارب المهاجرين في عرض البحر المتوسط، خصوصاً قبالة سواحل مدينتي زوارة والقره بوللي.
ومنذ الصيف الماضي، انخفضت معدلات انطلاق المهاجرين بشدة بعدما أبرم مهربون في مدينة صبراتة الليبية اتفاقاً مع حكومة طرابلس لوقف أنشطتهم قبل أن تطردهم جماعة مسلحة منافسة من المدينة. كما عزز خفر السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي عمليات الاعتراض، وغالباً ما يقطع الطريق على قوارب المهاجرين، قبل أن تتمكن من الوصول إلى سفن دولية تقلهم إلى أوروبا.
وباتت ليبيا منذ أن غرقت في الفوضى وانعدام الأمن إثر الإطاحة بنظام القذافي في 2011، ممراً لمئات آلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء الأفريقية الساعين للوصول إلى إيطاليا التي لا تبعد سواحلها سوى 300 كيلومتر من غرب ليبيا.
على صعيد آخر، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن العملية التي استهدفت الجمعة الماضي، بوابة أمنية تابعة لقوات الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، قرب مدينة أجدابيا شرق طرابلس. وفى بيان مقتضب نشرته وكالة أعماق التابعة له، قال «داعش» إن «كثيراً من العناصر الموالين لحفتر قُتلوا في العملية التي نفذها أحد عناصر التنظيم، عبد الحميد المهاجر».
لكنّ مسؤولاً عسكرياً في الجيش الوطني قال في المقابل، إن 3 أشخاص فقط أصيبوا بجروح في الهجوم الانتحاري، بينهم سودانيان، في الهجوم الذي قاد خلاله الإرهابي سيارته المفخخة وسط تجمع أفراد الكتيبة 152 مشاة التابعة للجيش، ما أدى أيضاً إلى إعطاب 4 آليات عسكرية.
من جانبه، اتهم علي السعيدي عضو مجلس النواب الليبي قطر بتمويل هذه العملية الإرهابية، التي قال إن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة هي من نفذتها، في محاولة لتعويض خسارتها الأخيرة في بنغازي بشرق البلاد.
وأكد السعيدي في تصريحات له أمس، أن التفجير يحمل بصمات الجماعات الإرهابية التي يحركها، ما وصفه بالمال الفاسد الذي تقدمه دولة قطر، واصفاً إياها بمثابة «الراعي الحقيقي لتمويل الجماعات المتطرفة في ليبيا».
وعقب التفجير، رفعت مديرية أمن أجدابيا حالة التأهب القصوى ورفع درجة الاستعداد لمختلف الأجهزة الأمنية تحسباً لأي طارئ، في جميع مداخل ومخارج المدينة، وفقاً لما أعلنه مسؤول الإعلام بالمديرية مصطفى بوفجرة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي أن طائرة عمودية تابعة لسلاح الجو الليبي تمكنت من توقيف باخرة شمال غربي مدينة سوسة الليبية بنحو 14 ميلاً بحرياً دون إذن السلطات الليبية.
وأكدت مجموعة غرفة عمليات عمر المختار التابعة للجيش في بيان رسمي، أنه تمت السيطرة على الباخرة التي حاولت دخول المياه الإقليمية الليبية، دون إذن وجرها إلى ميناء رأس الهلال. وأشارت إلى حدوث إطلاق النار عليها على اعتبار أنها دخلت المياه الإقليمية المحظورة، حيث تعتبر مدينة درنة وضواحيها من المناطق المحظورة من قبل المنظمة العالمية للبحار ومن قبل الجيش، نظراً لسيطرة الجماعات الإرهابية عليها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها البواخر المياه الإقليمية المحظورة في المنطقة التي حددتها قيادة الجيش بمدينة درنة، التي تعد المعقل الرئيسي للجماعات المتطرفة في شرق البلاد وتحاصرها قوات الجيش منذ العام الماضي.
من جهة أخرى، أعلنت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس تعيين ناطق رسمي باسم مجلسها الرئاسي، بالإضافة إلى تسمية مبعوث شخصي للسراج لدى فرنسا. ونشرت الصفحة الرسمية للحكومة، على موقع «فيسبوك» نص قرارين يعين السراج بموجب أحدهما حامد الحضيري المدير السابق لصندوق التنمية الاقتصادي والاجتماعي مبعوثاً شخصياً له لدى باريس. كما عين السراج في قرار رسمي، محمد السلاك في منصب المتحدث الرسمي باسمه، خلفاً لسلفه أشرف الثلثي، الذي تم إيقافه عن العمل بعد الجدل الذي أحدثه بسبب مشاركته في حوار تلفزيوني.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.