الحوثيون يحتجزون شاحنات الغاز ويطلبون من السكان شراء الحطب

تقرير حقوقي وثق مقتل 22 مدنياً خلال العام الماضي بسبب تعرضهم للتعذيب

طفل يمني يجلس أمام كومة من حطب الوقود وسط أزمة للغاز المنزلي (أ.ف.ب)
طفل يمني يجلس أمام كومة من حطب الوقود وسط أزمة للغاز المنزلي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يحتجزون شاحنات الغاز ويطلبون من السكان شراء الحطب

طفل يمني يجلس أمام كومة من حطب الوقود وسط أزمة للغاز المنزلي (أ.ف.ب)
طفل يمني يجلس أمام كومة من حطب الوقود وسط أزمة للغاز المنزلي (أ.ف.ب)

طالب قادة الميليشيات الانقلابية، الحوثية، الشعب اليمني بالاستعاضة عن استخدام الغاز المنزلي الذي خلت منه أسواق العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، بالحطب، مؤكدين أن استخدام الحطب سيوفر الآلاف من فرص العمل للخبازين والخبازات، على حد قولهم.
وقوبلت هذه الدعوات باستهجان ورفض تام من السكان المحليين، الذين حملوا الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن اختفاء المشتقات النفطية والغاز من الأسواق، وتحويلها إلى السوق السوداء لاستفادة قادة الميليشيات منها ماليا وتحقيق الثراء على حساب تجويع الشعب.
ورغم تأكيد مصادر يمنية خروج أكثر من 40 ناقلة للغاز من محافظة مأرب باتجاه العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، فإن أزمة الغاز المنزلي تتفاقم يومياً، وسط تأكيدات بأنها ذهبت للسوق السوداء.
وبلغ سعر أسطوانة الغاز عشرة آلاف ريال يمني (21 دولار) بعد أن كانت تباع بـ4 آلاف و600 ريال (9 دولارات) بحسب مصادر يمنية. وأمام هذه الأزمة التي صنعتها الميليشيات الحوثية، بادر عدد من ملاك المطاعم في صنعاء إلى إغلاق أبوابها أمام الزبائن، بسبب استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي منذ قرابة أسبوع، بالتزامن مع تفاقم معاناة الأهالي، بشكل لم يسبق له مثيل.
وكان القيادي الحوثي محمد شرف الدين، قال تعليقا على أزمة الغاز: «من المصلحة العامة إعادة أسواق الحطب، وإيجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من المحبطين، وعشرات وآلاف الفرص لصناعة التناوير (الفرن التقليدي)». وأضاف في تعليقه الذي وصفه اليمنيون بـ«المتخلف»: «لو رفض النساء استخدام التنور ستتوفر عشرات الفرص للخبازين والخبازات».
إلى ذلك، أوضح تقرير حقوقي توثيق 22 حالة وفاة، نتيجة لتعذيب مدنيين على أيدي الميليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مشيرا إلى أن جرائم التعذيب أصبحت ترتكب على نطاق واسع في السجون وأماكن ومراكز الاحتجاز.
وأكد التقرير الذي أصدره التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) خلال الفترة من الأول من يناير (كانون الثاني) وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2017، أن جميع الضحايا الذين توفوا بسبب تعرضهم للتعذيب مدنيون ولم يشاركوا في أي أنشطة عسكرية، ومعظمهم يعملون مزارعين، ‏وصيادين، وأصحاب أعمال خاصة، وعمالا، ومدرسين، ‏وطلابا، وعسكريين سابقين، وناشطين، ومعظمهم ‏متزوجون ولديهم أسر وأبناء.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».