مقتل قائد حوثي في صعدة و100 متمرد في الحديدة

TT

مقتل قائد حوثي في صعدة و100 متمرد في الحديدة

ضاعفت العمليات الأخيرة للجيش اليمني، خسائر ميليشيات جماعة الحوثي في جبهات القتال بالحديدة وصعدة ونهم.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر .نت) بأن مقاتلات التحالف العربي «استهدفت بعدة غارات جوية تجمعا للانقلابيين في منطقة البقعة الساحلية في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، ما أدى إلى مقتل 100 مسلح على الأقل». وأسفرت الضربات الجوية - التي قال الموقع إنها حققت أهدافها بدقة عالية - عن قتل كل عناصر التجمع الحوثي، إضافة إلى تدمير عدد من العتاد القتالي التابع للميليشيات. وأفادت مصادر ميدانية أمس بأن ضربات أخرى للمقاتلات دمرت مخزناً للسلاح تابعاً للميليشيات في مديرية المراوعة شمال الحديدة إلى جانب تدميرها أهدافاً عسكرية وآليات قتالية في منطقة «كيلو 16» عند المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة.
وفي جبهة مديرية رازح شمال غربي صعدة الحدودية، أفاد موقع الجيش بأن القائد الميداني للميليشيات في محور رازح، يوسف علي مسفر، لقي مصرعه مع عشرات من عناصره، إثر العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها الجيش بإسناد من التحالف لتحرير ما تبقى من المديرية. ونقل الموقع تصريحات لأركان حرب اللواء السابع حرس حدود في قوات الجيش العقيد حمود هشام، قال فيها إن «القيادي الحوثي لقي مصرعه إثر غارة جوية لطيران التحالف على موقع للميليشيات في قمة جبل الأزهور، كما قتل معه العشرات أبرزهم سليمان قروش وحمدان أحمد محمد وعبد الله جابر قليلي ومراد حسين سالم وسمير جابر بن قبلي». وكشف القائد العسكري، أن قوات الجيش اليمني باتت تبعد نحو 27 كلم فقط عن منطقة مران غرب صعدة، حيث مسقط رأس زعيم التمرد عبد الملك الحوثي، ومعقل جماعته الرئيس. وفي صعدة نفسها، أفادت مصادر عسكرية بأن القيادي الحوثي، يوسف علي الشامي، قُتل مع عدد من عناصر الميليشيات في معارك مع الجيش دارت أول من أمس لتطهير مثلث باقم شمال المحافظة.
إلى ذلك، أفادت المصادر بأن تسعة حوثيين على الأقل بينهم قيادي قتلوا أمس في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء أثناء صد هجوم للميليشيات من قبل القوات الحكومية. وأضافت أن الهجوم الحوثي الفاشل كان يستهدف مواقع للجيش في أطراف منطقة برّان بمحيط سوق مسورة بقلب فرضة نهم، وقالت إن من بين القتلى الحوثيين التسعة قائد ميداني يدعى أبو يحيى المشرعي.
وجاء صد الزحف الانقلابي بالتزامن مع ضربة للتحالف العربي في الجبهة نفسها، أدت إلى مقتل مسؤول التجنيد للميليشيا محمد علي أبو نشطان، مع عشرات المسلحين، الذين قال الموقع الرسمي للجيش اليمني إنهم قتلوا أمس في ضربات جوية «استهدفت إمدادات تابعة للميليشيا بميسرة الميسرة بمديرية نهم ومعسكرا للتدريب خلف منطقة المنصاع».
في غضون ذلك، عقد القائم بأعمال وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، أمس اجتماعا بقيادة المنطقة العسكرية السادسة ضم قائد المنطقة اللواء الركن هاشم الأحمر، ورئيس أركان المنطقة العميد منصور ثوابة. وبحسب ما ذكرته وكالة (سبأ) الرسمية شدد المقدشي «على أهمية تحشيد الجهود وتوحيد الكلمة في سبيل استكمال معركة دحر الميليشيات الحوثية الانقلابية وعلى ضرورة تجاوز الأخطاء وإعادة ترتيب الصفوف». وأثنى المقدشي على إنجازات الجيش في محافظة الجوف. وشدد على ضرورة المضي قدماً نحو استكمال تحرير ما تبقى منها والتقدم في عمق محافظة صعدة المجاورة. وقال إن «ميليشيات الحوثي باتت في انهيار متواصل مع استمرار تقدم الجيش في مختلف الجبهات وتضييق الخناق عليها من كل اتجاه».
كما أشار «إلى أهمية التقدم باتجاه منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، لقطع شريان التواصل والإمداد للميليشيات بين صنعاء وصعدة». ونقلت الوكالة (سبأ) أن الفريق المقدشي ثمن في الاجتماع العسكري «جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة ومواقفهم الأخوية في سبيل مساندة الشعب اليمني على دحر الميليشيات الحوثية الانقلابية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».