خبير روسي مدان بالتجسس لصالح الغرب: لست خائفاً أن ألقى مصير سكريبال

إيغور سوتياغين الخبير الروسي المدان بالتجسس لصالح الغرب (رويترز)
إيغور سوتياغين الخبير الروسي المدان بالتجسس لصالح الغرب (رويترز)
TT

خبير روسي مدان بالتجسس لصالح الغرب: لست خائفاً أن ألقى مصير سكريبال

إيغور سوتياغين الخبير الروسي المدان بالتجسس لصالح الغرب (رويترز)
إيغور سوتياغين الخبير الروسي المدان بالتجسس لصالح الغرب (رويترز)

بعد محاولة اغتيال سيرغي سكريبال، الجاسوس الروسي الذي سبق وأدين بالعمل لمصلحة البريطانيين، قال إيغور سوتياغين، وهو خبير روسي مدان بالتجسس لصالح الغرب أيضا، إنه لا يشعر بالخوف من أن يلقى مصير سكريبال.
وتم العثور على سكريبال (66 عاما) وامرأة يعرفها تبلغ من العمر 33 عاما مغشيا عليهما على أريكة في مركز تجاري يوم الأحد الماضي في مدينة سالزبري بعد تعرضهما لمادة قالت الشرطة إنها غير معروفة. والاثنان في حالة حرجة في الرعاية المركزة.
ورغم أن السلطات البريطانية قالت إنه ليس هناك خطر معروف بالنسبة للمواطنين، أغلقت الشرطة المنطقة التي عُثر فيها على الجاسوس السابق ومطعما للبيتزا في وسط سالزبري. وارتدى بعض المحققين سترات صفراء اللون واقية من المواد الكيماوية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن سكريبال عقيد متقاعد في الاستخبارات العسكرية الروسية وحُكم عليه بالسجن 13 سنة في روسيا بعد إدانته بالتجسس لمصلحة بريطانيا.
وأشارت إلى أنه أدين بتسريب هويات عملاء للاستخبارات الروسية يعملون سراً في أوروبا لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6).
وقالت روسيا إن سكريبال تلقى 100 ألف دولار لقاء معلوماته التي كان يقدمها منذ التسعينات.
وأفرجت موسكو عن سكريبال مع ثلاثة آخرين، من بينهم إيغور سوتياغين، عام 2010 في إطار صفقة تبادل شملت 10 عملاء لروسيا أوقفتهم الولايات المتحدة. وبعد الإفراج عنه، انتقل سكريبال للإقامة في المملكة المتحدة.
وعاش سكريبال حياة هادئة في مدينة سالزبري منذ ذلك الحين، بينما اتجه سوتياغين (53 عاما) للعمل كخبير في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للدراسات المتحدة.
وبعد قراءته لما تعرض له سكريبال يوم الأحد الماضي، أكد سوتياغين لصحيفة التايم الأميركية أنه لا يخاف من التعرض لمثل هذا الموقف.
وأضاف قائلا: «لدينا في روسيا اعتقاد سائد بأن خوف الشخص من حدوث شيء ما قد يجعل هذا الشيء يحدث بالفعل، لذلك فقد تعلمت ألا أخاف من شيء وألا أستبق الأحداث».
وأشار سوتياغين إلى أنه سبق أن تلقى رسالة تهديد مجهولة المصدر على بريده الإلكتروني كُتب فيها: «قريبا سيأتي وقتك».
وكان سوتياغين قد اعتقل في 1999 قبل أن يحاكم ويسجن في 2004 بعدما اتهمته السلطات بإفشاء أسرار حول غواصات نووية وأنظمة إنذار مضادة للصواريخ لشركة بريطانية، قال المحققون إنها غطاء لوكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إيه.
وقد أكد سوتياغين كثيرا براءته من هذه التهمة.
بالإضافة إلى ذلك فقد أوضح سوتياغين أنه لم ير السيد سكريبال إلا في يوم صفقة التبادل في عام 2010.
وجاءت حادثة سكريبال بعد 12 عاما من اغتيال الجاسوس الروسي المنشق ألكسندر ليتفينينكو في لندن على أيدي عميلين مشتبه بهما لجهاز الاستخبارات الروسية (إف إس بي) الذي حل محل جهاز «كي جي بي». ويُعتقد أن العميلين قتلا ليتفينينكو، عام 2006، بدس مادة البلوتونيوم المشعة في فنجان شاي بفندق راق بوسط لندن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».