مهدي كريم: السعوديون تحدوا الجميع بالحضور للبصرة

عشاق أسود الرافدين أطلقوا هاشتاغ «دارك يالأخضر» احتفالاً بزيارته التاريخية

من استعدادات الجماهير العراقية للمباراة («الشرق الأوسط»)
من استعدادات الجماهير العراقية للمباراة («الشرق الأوسط»)
TT

مهدي كريم: السعوديون تحدوا الجميع بالحضور للبصرة

من استعدادات الجماهير العراقية للمباراة («الشرق الأوسط»)
من استعدادات الجماهير العراقية للمباراة («الشرق الأوسط»)

على هامش مباراة ودية تاريخية تجمع المنتخبين السعودي والعراقي لكرة القدم مساء اليوم الأربعاء، أطلق أركان تقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة «دارك يالأخضر»، ترحيبا بالمنتخب السعودي وسعيا لتغيير صورة نمطية سلبية نتجت عن سنوات من الجفاء في العلاقات السياسية.
ويقول تقي (26 عاما): «أطلقت هذه الحملة في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي مع فريق يضم عشرة شباب وغايتنا في الحملة الإلكترونية تهدف إلى تغيير نمط نظرة أبناء المدينة حيال السعوديين» في إحدى أبرز مدن الجنوب العراقي، والواقعة على تماس حدودي مع إيران التي تحظى بنفوذ واسع في العراق، وهي على خصومة إقليمية لدودة مع السعودية وصلت إلى حد انقطاع العلاقات مطلع 2016.
وشدد تقي على أن «بعض المشاعر السلبية المتبادلة بين العراقيين والسعوديين بدت تتلاشى وتصغر بشكل لافت جدا».
وعلى رغم أن المباراة تأتي ضمن استعدادات المنتخب السعودي للمشاركة في مونديال روسيا 2018، فإنها تحظى بكثير من العوامل السياسية أيضا، إذ تأتي وسط تقارب في الفترة الماضية بين الرياض وبغداد، بعد أعوام طويلة من التباعد تعود إلى عهد الرئيس السابق صدام حسين.
كما يأمل العراق في أن تشكل هذه المباراة وحضور المنتخب السعودي إلى أرضه، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1979، دفعا لمسعاه لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في سبيل رفع كامل للحظر المفروض على استضافته المباريات الدولية الرسمية.
وفرضت الهيئة الدولية هذا الحظر منذ أعوام طويلة، وقامت في العام الماضي بتخفيفه والسماح باستضافة مباريات دولية ودية على ثلاثة ملاعب في مدينتي كربلاء والبصرة جنوبا، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي.
وأكد متحدث باسم الفيفا أن رئيسه جاني إنفانتينو تلقى دعوة لزيارة العراق وحضور المباراة، من دون أن يعلن قراره بهذا الشأن. في المقابل، يتوقع حضور رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان آل خليفة، بحسب وزارة الشباب والرياضة العراقية التي أعلنت أن المسؤول الآسيوي سيعقد مؤتمرا صحافيا في البصرة الأربعاء مع الوزير عبد الحسين عبطان.
وكان عبطان أفاد في تصريحات سابقة، بأن العراق يعول على الثقل السياسي الخليجي، لا سيما السعودي، في سبيل رفع الحظر، آملا في أن يتخذ الفيفا قراره بشأن ذلك الشهر المقبل.
ويدفع العراق بشكل إضافي نحو هذا الأمر في ظل تحسن الأوضاع الأمنية بعد إعلانه «النصر» على تنظيم داعش.
وشهد محيط ملعب البصرة الدولي الذي يتسع لنحو 65 ألف متفرج، تحضيرات للمباراة، لا سيما لجهة الانتشار المكثف لقوات الأمن العراقية.
كما رفعت كثير من اللافتات الترحيبية بالمنتخب السعودي.
وبينما لوحظ عدم رفع أعلام سعودية بعد، أكدت السلطات العراقية أنها ستقوم بتوزيع المئات منها قبيل موعد المباراة الأربعاء.
وعبر وسم #دارك_يالأخضر عبر موقع «تويتر»، تبادل كثير من المستخدمين العراقيين والسعوديين التعليقات على المباراة. وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم «هوبي العراقي»: «بروح العراقيين نستقبل الإخوان الرياضيين السعوديين في العراق. هو دار خير وأهلنا أهل خير وهذه داركم».
وأضاف: «نوصل رسالة لكل الساسة بالسعودية أن العراقيين أهل خير وبلدنا دار خير ومعمورة بأهلها الطيبين وناسها أهل الطيبة والمحبة».
وحضر عدد من المشجعين العراقيين تدريبات منتخب بلادهم استعدادا للمباراة، معربين عن توقهم لعودة المباريات الدولية بشكل كامل.ويقول عمار كيطان (56 عاما)، وهو موظف في إحدى الدوائر الرسمية في البصرة: «كنا نحلم أن نشاهد منتخبات عربية تأتي إلى البصرة».
من جهته، يرى الطالب الجامعي أحمد مسعود (25 عاما) أن «المباراة ليست مهمة للبصرة فقط بل لكل العراقيين لأنها ستسهم برفع الحظر عن ملاعب العراق وتعطي انطباعا بأن المدينة آمنة».
أما بالنسبة إلى اللاعبين العراقيين، فالمباراة هي إحدى الفرص القليلة للدفاع عن ألوان «أسود الرافدين» أمام جمهور بلادهم.
ويقول علي فايز: «يهمنا كثيرا كلاعبين أن نخوض المباريات بين جمهورنا الأهم هو الجمهور الذي يمنح المباراة طابعا جماليا».
أما اللاعب المخضرم مهدي كريم الذي ستشكل المباراة محطة وداعية له بعد إعلان اعتزاله مطلع السنة، فيرى أن «الفريق السعودي تحدى الجميع بحضوره إلى العراق، تحدى الخوف، تحدى الإرهاب يجب أن نجعل من الفريق السعودي ينقل صورة طيبة عن العراق».
ويضيف: «نتمنى أن يكون هناك تنظيم عال جدا في هذه المباراة حتى ننقل صورة طيبة (مفادها) أن العراق يستحق أن تكون المباريات على ملاعبه».


مقالات ذات صلة

الأولمبية السعودية: حرمان اتحاد البولو من دعم الاستراتيجية

رياضة سعودية جاء استبعاد اتحاد البولو لعدم استيفائه المعايير المطلوبة للحصول على دعم التقييم الفني (اتحاد البولو)

الأولمبية السعودية: حرمان اتحاد البولو من دعم الاستراتيجية

أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية عن نتائج التقييم الفني الثالث لعام 2024م، الخاص باستراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية يواصل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ترسيخ مكانته كأكبر تجمع ثقافي وتراثي يعكس هوية المملكة (نادي الإبل)

مهرجان الإبل: 800 فردية تتنافس على لقب «بيرق الموحد» لفئة المجاهيم

شهد الشوط قبل الأخير لمسابقة بيرق الموحد فئة المجاهيم، اليوم، تنافساً محتدماً بين 800 فردية زج بها 10 مشاركين. تأهلت منها 400 فردية.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
رياضة سعودية غوستافو مارون (حساب قناة قوت)

كيف تعمل كشافة القادسية لكرة القدم؟

قام جوستافو مارون، الكشاف البرازيلي الذي يعمل مع نادي القادسية، خلال لقاء مع قناة «قوت GOAT» البرازيلية، بشرح نظام عمل الكشافة في النادي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية لاعبو فريق تبوك تايغرز يحتفلون بالتقدم (الشرق الأوسط)

فريق تبوك تايغرز بطلاً لـ«دوري نيوم للكريكيت»

شهد نهائي الموسم الثاني من «دوري نيوم للكريكيت» منافسة مثيرة ضمن فئة الرجال، انتهت بفوز فريق تبوك تايغرز بالدوري، وذلك بعد مباراة حماسية.

«الشرق الأوسط» (نيوم (السعودية))

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».