مبادرة شبابية فنية تلوّن جدران مترو أنفاق مصر

نالت تشجيعا حكوميا وتابعها الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي

شكل مترو الأوبرا بالقاهرة عقب التلوين (الصفحة الرسمية لـ«مبدعون» بفيس بوك)
شكل مترو الأوبرا بالقاهرة عقب التلوين (الصفحة الرسمية لـ«مبدعون» بفيس بوك)
TT

مبادرة شبابية فنية تلوّن جدران مترو أنفاق مصر

شكل مترو الأوبرا بالقاهرة عقب التلوين (الصفحة الرسمية لـ«مبدعون» بفيس بوك)
شكل مترو الأوبرا بالقاهرة عقب التلوين (الصفحة الرسمية لـ«مبدعون» بفيس بوك)

قدم عدد من الشباب المصري مبادرة جديدة لتجميل مترو الأنفاق بالقاهرة، وذلك بتلوين جدران مدخل إحدى محطاته وسط العاصمة، وهو ما تحمس له الركاب والمتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما نال تشجيعاً حكومياً.
ونفذت جمعية «مبدعون» خلال شهر فبراير (شباط) الحالي، عدداً من الرسومات بمداخل محطة مترو أنفاق دار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة، ملحقة بها صورا لرموز مصرية، مثل نجيب محفوظ وأم كلثوم ونجيب الريحاني وأمير الشعراء أحمد شوقي وغيرهم.
تقول يارا علي الدين (18 عاماً)، وهي طالبة بكلية الفنون الجميلة، إن مبادرة تلوين الجدران انطلقت من جمعية «مبدعون»، وهي جمعية مشهورة (معلنة) منذ 2015، وذلك تحت اسم «ما تيجي نلونها»، بمشاركة قرابة 12 شاباً وشابة من الدارسين والخريجين من مختلف الكليات، وليس الفنية فقط.
وتابعت يارا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المبادرة تهدف إلى تجميل جدران وشوارع القاهرة، لتصبح صورتها بهية للناظرين، وبدأت بجدارية في منطقة مصر الجديدة، وكانت محطتها الثانية بمترو الأنفاق بالأوبرا، التي استغرقت 21 يوماً.
واتخذ الفريق من عالم الفضاء أيقونة لتنفيذها في دار الأوبرا؛ تقول الفتاة المشاركة في المبادرة: «فضلنا تنفيذ فكرة خارجة عن المألوف، فجاءت لنا فكرة تلوين المداخل لتشبه الفضاء، وترسم فيه كواكب تحمل صور رموز مصر من شعراء وكتاب وفنانين، وهو ما يناسب ارتباط اسم المحطة بدار الأوبرا المصرية، ذلك الكيان الفني العريق».
وجذبت حوائط المحطة الملونة، الشباب والفتيات، إذ انتشرت عبر مواقع التواصل صور للجدران، وصور «سيلفي» للشباب مع الرسومات؛ تضيف يارا أنه عقب الافتتاح تحولت المحطة لنقطة جذب، ومن الركاب من قال: «جئنا خصيصاً لالتقاط سيلفي مع الجدران. محطة الأوبرا ليست طريقنا».
وتعاونت الحكومة المصرية، ممثلة بوزارة النقل، مع المبادرة الجديدة، إذ قامت إدارة مترو الأنفاق بتوفير الألوان والمواد الخام للفريق الشاب، فيما تطوع «مبدعون» بكل المجهود بلا مقابل.
من جهتها، أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق بمصر عن النية لتطبيق المبادرة في أكثر من 60 محطة مترو بالخطوط المختلفة، فيما أكد الفريق أن الرسومات بكل محطة مترو ستكون مختلفة، وذلك بحسب الطبيعة التاريخية لكل مكان.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.