«عملية سيناء»: مقتل 7 عسكريين مصريين و71 «تكفيرياً» خلال أسبوعين

حكم بإعدام 21 شخصاً انضموا لتنظيم إرهابي تابع لـ«داعش»

TT

«عملية سيناء»: مقتل 7 عسكريين مصريين و71 «تكفيرياً» خلال أسبوعين

أعلن الجيش المصري أمس أن سبعة من جنوده و71 «فرداً تكفيرياً» قتلوا في العملية العسكرية الكبرى (سيناء 2018)، التي بدأت قبل أسبوعين ضد متشددين ينشطون في شمال ووسط سيناء الحدودية.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، في مؤتمر صحافي أذاعه التلفزيون، إن العملية التي تنفذ بمشاركة الشرطة أسفرت أيضا عن تدمير 158 هدفا للمتشددين في ضربات جوية و413 هدفا بقصف مدفعي. وأضاف أن خمسة متشددين ألقي القبض عليهم في العملية التي بدأت قبل شهر من انتهاء مهلة حددها الرئيس عبد الفتاح السيسي للجيش ووزارة الداخلية لتأمين شمال سيناء حيث ينشط المتشددون الموالون لتنظيم داعش، والذين قتلوا مئات من أفراد الجيش والشرطة خلال السنوات الماضية.
وانطلقت العملية العسكرية الواسعة في التاسع من فبراير (شباط) الحالي، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية». وكان الرئيس السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة» لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
ونوه العقيد الرفاعي أمس إلى استمرار العملية حتى يتم تحقيق أهدافها بتطهير شمال ووسط سيناء من الإرهاب، وقال إن مصر وجيشها وشعبها يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم.
ووجه المتحدث العسكري رسالة طمأنة إلى الشعب بنجاح العمليات، مشددا على استمرار القوات في ذلك معاقل الإرهاب في كافة ربوع مصر، وملاحقة كافة العناصر الإرهابية والإجرامية بكافة الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى، بالتنسيق والتعاون مع القوات الجوية وقوات حرس الحدود والقوات البحرية التي تعمل على تأمين ثروات مصرية الاقتصادية داخل المياه الإقليمية بالبحرين الأحمر والمتوسط أو أي تهديدات أخرى، مع استمرار قوات مكافحة الإرهاب في أعمال التمشيط للظهير الصحراوي غربا ووادي النيل لملاحقة العناصر الإرهابية.
وأشار المتحدث العسكري إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير مستلزمات الحياة لأبناء سيناء، أثناء العمليات، مؤكدا استمرار تدفق المساعدات الغذائية سواء بصورة مجانية أو بأسعار مخفضة، بخلاف ما يتم اتخاذه من إجراءات ممن يتم إلقاء القبض عليهم وفق الإجراءات القانونية، والإفراج عمن يتم ثبوت عدم تورطه.
وذكر عدة إحصائيات عن نتائج العمليات منها (تدمير 158 هدفا من خلال عناصر القوات الجوية، و413 هدفا من خلال المدفعية وتصفية 71 تكفيريا، وضبط 1852 فردا إجراميا ومطلوبين أمنيا ومشتبه بهم، وتم الإفراج عن عدد منهم بعد ثبوت عدم تورطهم، تدمير 1882 وكرا ومخزنا للأسلحة، و52 مركزا إعلاميا خاصة بالعناصر التكفيرية، وتفكيك 393 عبوة ناسفة، بخلاف ضبط كميات كبيرة من مواد شديدة الانفجار، و112 سيارة و262 دراجة و14 عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية، و99 بندقية خرطوش وتدمير 3 فتحات أنفاق). وقال إن العمليات «شهدت منذ بدايتها استشهاد 7 جنود وإصابة 6 آخرين».
وأوضح المتحدث العسكري إجراء التدريبات والمناورات العسكرية للأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية حيث تقوم وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية بتنفيذ التدريب البحري المشترك «كليوباترا 2018» في المدة من 20 - 23 فبراير الحالي، بنطاق الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر.
وأوضح أنه يجري تنفيذ القوات البحرية تدريب مشترك مع الجانب الفرنسي بإحدى الوحدات البحرية في البحر المتوسط للتدريب على تأمين الأهداف الحيوية والاستراتيجية في أعالي البحار والتدريب على سيناريوهات مجابهة العدائيات فوق وتحت السطح واستخدام الوسائل غير النمطية للحفاظ على حرية الملاحة الدولية وتعزيز الأمن البحري بالمنطقة.
إلى ذلك، قضت محكمة مصرية أمس بإعدام 21 شخصا في قضية إرهاب تعرف إعلاميا باسم «خلية دمياط الإرهابية»، وذلك بعد ورود الرأي الشرعي لمفتي الجمهورية.
وتعود القضية إلى عام 2014 عندما وجهت النيابة العامة للمتهمين اتهامات تأسيس جماعة على خلاف القانون والتخطيط لاغتيال أفراد من الجيش والشرطة.
وفي جلساتها أمس قضت محكمة جنايات القاهرة، وبإجماع الآراء، بمعاقبة 21 متهما (5 حضوريا و16 غيابيا) بالإعدام شنقا، بعد إدانتهم بتشكيل والانضمام إلى تنظيم إرهابي يعتنق الفكر التكفيري ويرتبط بتنظيم (داعش)، بهدف ارتكاب أعمال عدائية بحق مؤسسات الدولة والمواطنين.
كما تضمن الحكم معاقبة 4 متهمين آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما لكل منهم، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ووضع المحكوم عليهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات في أعقاب انتهاء مدة عقوبتهم، ومصادرة الأسلحة النارية والذخائر المضبوطة بحوزة المحكوم عليهم. ولا يزال لدى المتهمين فرصة الطعن في الحكم أمام محكمة النقض.
وكانت النيابة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات بعدما أسندت إليهم اتهامات بتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واعتناق أفكار تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها.
وأسندت النيابة إلى المتهمين حيازة أسلحة نارية آلية (مسدسات وبنادق) وذخائر مما تستعمل عليها والتي لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، وحيازة قنابل ومفرقعات، وذلك بقصد استخدامها في أعمال إرهابية ونشاط يخل بالأمن والنظام العام والمساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )
آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.