السودان: الأمم المتحدة تتوقع وصول 200 ألف لاجئ من جنوب السودان

شبكة الإنذار المبكر تحذر من فجوة غذائية في غرب البلاد وشرقها

TT

السودان: الأمم المتحدة تتوقع وصول 200 ألف لاجئ من جنوب السودان

توقعت الأمم المتحدة لجوء 200 ألف شخص من دولة جنوب السودان إلى السودان، هرباً من الحرب ونقص الغذاء في الدولة الوليدة، كما توقعت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة، مواجهة عدد من السكان في ولايتي شمال دارفور (غرب)، وكسلا (شرق) فجوة غذائية، بسبب نقص الأمطار.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان «أوتشا» في نشرته الدورية الصادرة أمس، إن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين من دولة جنوب السودان لعام 2018، تستهدف نحو 200 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان.
وذكر تقرير «أوتشا» أن استمرار القتال ومحدودیة المساعدات الإنسانية، وزيادة مستويات انعدام الأمن الغذائي، أجبرت مواطني دولة جنوب السودان، على البحث عن ملاذات آمنة والحصول على الغذاء والخدمات الأساسية في البلدان المجاورة، مبرزا أن سياسة الحدود المفتوحة بين دولتي السودان وجنوب السودان كفلت لهم الوصول دون عوائق.
كما ذكرت النشرة أن استراتيجية الاستجابة الإنسانية لسنة 2018 تركز على تلبية احتياجات اللاجئين القائمة، بما في ذلك اللاجئون خارج المعسكرات، وتتضمن الحفاظ على الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، ومعالجة الاحتياجات العاجلة للوافدين الجدد.
وذكرت «أوتشا» أن عددا من الأسر في بعض أجزاء ولايتي شمال دارفور (غرب)، وكسلا (شرق)، تواجه صعوبات في تلبية احتياجاتها من الغذاء، ابتداء من الآن وحتى مايو (أيار) المقبل، وعزت ذلك إلى حدوث «فجوة غذائية» نتجت عن شح هطول الأمطار، ما أدى إلى خسائر كبير في المحاصيل داخل المناطق الزراعية والرعوية، نجم عنه أيضاً «جدب في أراضي المرعى، وإلى رعي ماحل للماشية».
بدوره، قال وزير التعاون الدولي إدريس سليمان، لورشة مؤسسات العدالة الدولية التي نظمها فريق الأمم المتحدة القطري بالخرطوم أمس، إن السودان يواجه نقصاً في الدعم الدولي لمواجهة تدفقات اللاجئين، مشيراً إلى أن البلاد تستضيف 5 ملايين لاجئ ومهاجر، هم مليونا لاجئ و3 ملايين مهاجر، إلى جانب 3 ملايين نازح من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
من جهته، قال حمد الجزولي، مفوض اللاجئين السوداني، إن السودان يستضيف أكثر من مليوني لاجئ، من دول «إريتريا، وإثيوبيا، والصومال، وتشاد، والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، واليمن، وسوريا».
وقال الجزولي - وفقاً لوكالة أنباء «الأناضول» - إن اللاجئين يمثلون «عبئاً ثقيلاً جداً» على السودان في ظل «ضعف الدعم الدولي»، وجعل السودان يعيش حاجة ماسة لـ«التعاون والدعم» من كافة المانحين، مبرزاً أن أعداد اللاجئين الفارين من الحرب في ازدياد مستمر، خاصة من جنوب السودان، وإريتريا، وجلهم هاربون من الخدمة العسكرية.
وأوضح الجزولي أن اللاجئين في السودان ينقسمون إلى ثلاث مجموعات: واحدة تعيش في المعسكرات، وأخرى في المدن، وثالثة عبارة عن «طالبي لجوء»، مبرزاً أن لاجئي المعسكرات منهم يجدون الدعم والخدمات من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، وغيرهما، أما لاجئو المدن فلا يحصلون على أي خدمات من المجتمع الدولي، بل يشاركون المجتمع المحلي الخدمات.
كما أوضح الجزولي أن السودان، إضافة للاجئي دول الجوار الأفريقي، يستقبل لاجئين من اليمن وسوريا، بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة، من حروب ونزاعات أهلية، مشيراً إلى سقوط أعداد من اللاجئين القادمين من إثيوبيا والصومال وإريتريا، ضحايا لشبكات تجار البشر والتهريب، خلال رحلتهم الطويلة المحفوفة بالمخاطر.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.