سيناتوران أميركيان: خيار حل الدولتين لا يزال خياراً أميركياً

TT

سيناتوران أميركيان: خيار حل الدولتين لا يزال خياراً أميركياً

أكد السيناتوران الأميركيان الجمهوري ليندسي جراهام والديمقراطي كريستوفر كونز، أن خيار حل الدولتين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال خيارا أميركيا.
جاء ذلك خلال لقاء صحافي عقداه في عمان أول من أمس، للحديث حول العلاقات الأميركية الأردنية، وخصوصا بعد توقيع مذكرة التفاهم والقضايا الإقليمية في المنطقة.
وأضاف السيناتوران، أن الرؤية الأميركية لعملية السلام ترى في القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية القابلة للحياة، مشيرين إلى أن قرار ترمب بشأن القدس موجود منذ عقود.
وشددا على أن مذكرة التفاهم الأخيرة حول المساعدات الأميركية التي وقعتها واشنطن مع عمان، تعد دليلا على الصداقة المتينة بين الأردن والولايات المتحدة، وتؤكد أن المملكة حليف استراتيجي لواشنطن في المنطقة؛ خصوصا فيما يتعلق بالأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وقال غراهام: لا يوجد لدينا حليف أفضل من الأردن، ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها حول المساعدات الأميركية مهمة، إلا أن الكونغرس الأميركي سيخصص المزيد من المساعدات للأردن.
وأضاف أن الأردن هو الحليف الإقليمي للولايات المتحدة، وشريك مهم فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا سعي أميركا للمحافظة على الأردن وأمنه واستقراره وعلاقته معها، فلم يواجه أحد الكابوس السوري مثل الأردن.
وفي رده على سؤال، أكد أن عملية جنيف هي المسار الصحيح والمناسب للمضي قدما فيما يخص الوضع في سوريا، وستعمل أميركا مع شركائها الإقليميين لمناقشة حل النزاع، مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك سفير أميركي في الأردن في ظل العلاقات المتميزة بين الجانبين.
من جانبه قال كون: إن توقيع مذكرة التفاهم هي جزء من العلاقة الأردنية المتميزة مع أميركا، ونحن ممتنون للدور الأردني في استقبال اللاجئين السوريين، ونعلم حجم العبء الذي تركه ذلك على الاقتصاد الأردني، ونريد أن نعمل على تقوية العلاقات، وأن نجد طرقا لتطوير القطاع الاقتصادي وإيجاد فرص عمل.
وأضاف: سنواصل العمل والتعاون مع الأردن ليس فقط كحلفاء استراتيجيين ولكن أيضا كحلفاء اقتصاديين، مشيدا بدور الأردن المحوري في محاربة الإرهاب ودوره الإقليمي لتحقيق الأمن والاستقرار.
على صعيد ذي صلة استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في قصر الحسينية أمس الأربعاء، عضو لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جاك ريد والوفد المرافق، في اجتماع تناول العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة، خصوصا في المجالات العسكرية.
وأشاد الملك بعلاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، معربا عن تقديره لمواقف الكونغرس الأميركي، بشقيه الشيوخ والنواب، الداعمة للمملكة.
وتم، خلال اللقاء، استعراض الأزمات في المنطقة، والمساعي التي تستهدف التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى جهود الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.
وكان الأردن والولايات المتحدة وقعا الأربعاء الماضي، على مذكرة تفاهم جديدة بين البلدين بقيمة 6.3 مليار دولار أميركي، كمساعدات للأعوام الخمسة المقبلة.
وتقسم المساعدات السنوية البالغة 1.274.9 مليار دولار، إلى 812.3 مليون كمساعدات اقتصادية، ونحو 450 مليون مساعدات عسكرية، و3.7 مليون للتعليم والتدريب العسكري الدولي، و8.8 مليون تحت بند (NADR)، أي منع الانتشار، ومكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، وبرامج ذات صلة. ويمثل مبلغ 1.275 مليار دولار سنويا زيادة بمقدار 275 مليون دولار سنويا عن مذكرة التفاهم السابقة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».