تونس: دعوات لمساءلة وزير الدفاع حول تمويل الإرهاب بأموال قطريةhttps://aawsat.com/home/article/1175561/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%A9
تونس: دعوات لمساءلة وزير الدفاع حول تمويل الإرهاب بأموال قطرية
طالبت أمس كتلة «الحرة» البرلمانية، الممثلة لحركة «مشروع تونس» بمساءلة عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع التونسي بصفته المسؤول عن القضاء العسكري حول قضية تحويلات مالية منسوبة إلى ضابط قطري متقاعد، وفتح حساب بأحد الفروع البنكية في مدينة تطاوين (جنوب شرق) قبل سنة 2014، وحول استفادة عدة جمعيات وشخصيات متهمة بدعم الارهاب، بينهم عسكريون ومدنيون من تلك الأموال المشبوهة. وفي هذا الشأن، قال الصحبي بن فرج، القيادي في حركة مشروع تونس، إن المساءلة ستتمحور حول هوية الجمعيات المستفيدة من هذه الأموال وتاريخ التحويلات المالية، مؤكدا أن الحساب البنكي يحوي أموالا جاءت من حساب مفتوح باسم القوات المسلحة القطرية، ومتفرع عن حساب بنكي باسم سفارة دولة قطر بتونس، وقُدّرت الأموال موضوع الشبهة والمسحوبة نقدا من الحساب بنحو 4.5 مليون دينار تونسي (نحو 1.8 مليون دولار)، وقد عاينت لجنة التحاليل المالية مؤشرات بوجود شبهة كبيرة تشمل عسكريين انتفعوا من هذه المبالغ، حسب تعبيره. وتعود أطوار هذه القضية إلى سنة 2014، حينما استمعت مصالح وزارة الدفاع إلى الجنرال القطري موضوع الشبهة، وتمت إحالة الملف برمته إلى القضاء العسكري، وتم تجميد كل الحسابات البنكية للجنرال القطري موضوع الشبهة بإذن من قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي في الرابع والعشرين من يوليو (تموز) 2015، وقدر المبلغ المجمد بنحو 3 ملايين دينار تونسي (نحو 1.2 مليون دولار)، لكن في المقابل لم يتم الكشف عن الأطراف المتورطة مع الجنرال القطري المتقاعد.
من جهة ثانية، عقدت لجنة المالية والتخطيط والتنمية بالبرلمان أمس جلسة استماع للشاذلي العياري، محافظ البنك المركزي التونسي، ورئيس اللجنة الوطنية للتحاليل المالية، حول إدراج تونس من قبل الاتحاد الأوروبي ضمن القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لتبييض الأموال، وتمويل الإرهاب، وتدهور المؤشرات الاقتصادية في تونس.
وقدم العياري أمام أعضاء اللجنة البرلمانية حججا تؤكد سلامة موقفه قبل الجلسة المرتقبة لإعفائه من منصبه، على أثر إدراج تونس ضمن قائمة الملاذات الضريبية والدول المعرضة لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
ويتطلب إعفاء العياري من مهامه تصويت 109 أعضاء في البرلمان، وهي الأغلبية المطلقة لفائدة القرار.
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد قدم اقتراحا إلى الرئيس الباجي قائد السبسي لتنحيته من منصبه، على اعتبار أن تعيين محافظ البنك المركزي يعد من صلاحيات رئيس الجمهورية حسب دستور 2014، واقترح في المقابل تعيين خبير البنك الدولي مروا العباسي لتولي المنصب نفسه.
وأشار العياري، الذي لم تتضح بعد مواقف نواب «النداء» و«النهضة»، الحزبين المسيطرين على مقاعد البرلمان، بشأن دعم المقترح الحكومي بتنحيته من منصبه، إلى توجيه أكثر من 50 مراسلة إلى الحكومة لتحذيرها من تدارك تصنيفات إقليمية محتملة لتونس في عدة مجالات، من بينها تصنيفات لجان مالية دولية.
وقال العياري، إن اللجنة الوطنية للتحاليل المالية حصلت على تعهد من الحكومة بالقيام بكل ما هو مطلوب لتفادي عدد من التصنيفات المالية السلبية، كاشفا عن تعهد الحكومة بالخروج من هذه القائمة السوداء وإيجاد حل لهذا الملف خلال السنة الحالية.
وبخصوص إقدام الاتحاد الأوروبي على تصنيف تونس ضمن قائمتين سوداوين في مرتين متتاليتين، قال العياري إن القرار لم يكن منتظرا، خصوصا أن الأمر موكول إلى منظمات دولية ولا علاقة له بالاتحاد الأوروبي، على حد قوله، مبرزا أن الكثير من نواب البرلمان الأوروبي لم يوافقوا على هذا التصنيف.
ولتأكيد حرص تونس على اعتماد الشفافية ومقاومة كل أنواع الفساد، بما يشمل تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، قال لطفي حشيشة، الأمين العام للجنة التونسية للتحاليل المالية خلال الجلسة البرلمانية، إن اللجنة أحالت منذ سنة 2011 حتى اليوم ما يزيد على 500 ملف شبهة فساد إلى القطب القضائي المالي، بعد أن تلقت 1500 تصريح بوجود شبهات، بعضها ضد أشخاص لهم علاقة بالنظام السابق.
وأكد العياري خلال جلسة الاستماع، التي نظمتها اللجنة البرلمانية، تخليه عن منصبه محافظا للبنك المركزي التونسي في كل الحالات، حتى وإن رفض مجلس نواب الشعب (البرلمان) اقتراح إقالته من قبل رئيس الحكومة.
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.
وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.
وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.
وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).
وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».
وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.
كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.
كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».
وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.
ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.
واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.
وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.
وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.
واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.
وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.
وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.
وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.
وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.
ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.