السيسي يفتتح أعمال «المنتدى الأفريقي للابتكار»

TT

السيسي يفتتح أعمال «المنتدى الأفريقي للابتكار»

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الذي يبحث على مدار 3 أيام استخدام العلوم والتكنولوجيا في إيجاد حلول للتغلب على التحديات التي تواجه دول القارة السمراء، وعلى رأسها الفقر والجهل والمرض والجوع.
وألقت العملية العسكرية التي بدأتها القوات المسلحة المصرية، الجمعة، في سيناء بظلالها على أجواء الافتتاح، الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور شريف إسماعيل، ووزراء الاستثمار والتعاون الدولي، والنقل، والتربية والتعليم، ومستشارو رئيس الجمهورية، و35 وزيراً للتعليم العالي من دول القارة الأفريقية. وبدأ وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور خالد عبد الغفار، كلمته خلال الافتتاح بإعلان تأييد وزارته للعملية العسكرية في سيناء، وقال: «أنتهز هذه الفرصة لأعلن تأييد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمجتمع الأكاديمي والطلاب للعمليات التي تنفذها قوات إنفاذ القانون في سيناء، ونؤكد دعم الدولة في خطواتها لدحر الإرهاب في كافة ربوع الوطن».
وتتبع مصر خلال السنوات الأخيرة سياسة تقارب مع الدول الأفريقية، حيث تستضيف القاهرة سنوياً عدداً من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بالتعاون بين دول القارة، من بينها منتدى الاستثمار في أفريقيا. ويحرص الرئيس السيسي على حضور الاجتماعات الدورية للاتحاد الأفريقي، التي كان آخرها، الشهر الماضي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إضافة إلى الزيارات الثنائية لعدد من دول القارة، التي بدأت فور توليه مهام منصبه بدولة غينيا الاستوائية.
وأشار عبد الغفار إلى أن المنتدى يسعى إلى «ابتكار حلول وأدوات للتغلب على التحديات التي تواجه القارة الأفريقية»، واستشهد بما قاله الزعيم الأفريقي كوامي نكروما عند تأسيس الاتحاد الأفريقي عام 1963 بأن «العلوم والتكنولوجيا يمكن أن تحول صحراء أفريقيا إلى جنة خضراء»، مؤكداً أن الزعماء الأفارقة يدركون أهمية العلوم في حل مشاكل القارة. وقال رئيس البنك الإسلامي للتنمية بندر حجار، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إن «أفريقيا تواجه تحديات ومعوقات للتنمية، ويعد هذا المنتدى فرصة للمضي قدماً وبدء عصر جديد من الاستثمار في مشروعات لتحسين جودة المياه والطاقة وخصوبة التربة وصحة المرأة».
وأعلن رئيس البنك الإسلامي للتنمية عن «إنشاء صندوق للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بقيمة 500 مليون دولار أميركي، لتنفيذ مشروعات في مجالات الصحة والتعليم وتحسين جودة المياه والصرف الصحي»، مشيراً إلى أن البنك سيطلق قريباً منصة إلكترونية للمبتكرين في جميع دول العالم لوضع حلول لمشاكل المجتمع في مجالات الأمن الغذائي والصحة». وقال مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون الأفريقية ومنسق المنتدى الدكتور هاني عبد العزيز الشيمي لـ«الشرق الأوسط» إن «المنتدى يبحث على مدار 3 أيام عدة محاور من بينها تكنولوجيا الاتصالات، والصناعات الدوائية، والأمن الغذائي، والفجوة بين الصناعة والبحث العلمي، وربط القطاع الخاص بالباحثين». وأكد الشيمي أن هذا المنتدى مختلف عن المنتديات والمؤتمرات الأفريقية السابقة في أنه حرص على جعل الممولين شريكاً رئيسياً فيه، موضحاً أن «المنتدى لن يخرج بتوصيات، بل بورقات بحثية في مجال الغذاء وتكنولوجيا الاتصالات وغيرها لينفذها البنك الأفريقي للتنمية»، وقال إن «نتائج المنتدى ستصبح مشروعات على أرض الواقع حيث توفر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الموارد البشرية، ويقدم البنك الأفريقي الموارد المالية».
وقال رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينومي أديسينا، في كلمته في افتتاح المنتدى، إن «مصر كانت مهداً للحضارة والعلوم والتكنولوجيا، واستضافة هذا المنتدى فرصة للاستفادة من تاريخ مصر في هذا المجال»، مشيداً بحضور الرئيس السيسي للمنتدى، الذي يبين اهتمام الدولة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، معلناً رغبة البنك في تعميم تجربة مصر في مكافحة فيروس سي على باقي دول العالم، وأضاف: «أفريقيا تنتظر، ولحل مشاكلها لا بد من إعطاء أولوية لتمكين المرأة في المجالات العلمية، والتأكيد على قيمة الابتكار والبحث العلمي»
ووفقاً لتقرير للبنك الدولي في مارس (آذار) 2016، فإنه رغم تراجع نسبة الفقر في أفريقيا، إلا أن هناك زيادة مستمرة في عدد الأشخاص تحت خط الفقر منذ عام 1990، حيث انخفضت نسبة الفقر في أفريقيا من 57 في المائة عام 1990 إلى 47 في المائة عام 2012، لكن عدد الفقراء زاد من 280 مليوناً عام 1990 إلى 330 مليوناً عام 2012.
وقال عبد الغفار إنه حان الوقت ليتحول اقتصاد القارة الأفريقية من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد معرفة من خلال العمل على 6 محاور، وهي مكافحة الفقر والمرض، والتواصل، والحفاظ على الفضاء، وبناء المجتمع وخلق الثروة بهدف بناء مستقبل أفضل لأفريقيا.
وارتفع إنفاق مصر على البحث العلمي، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من 8.52 مليار جنيه عام 2012 إلى 19.19 مليار جنيه عام 2016.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.