الجامعة العربية تدعو لتوفير الدعم للدول المستضيفة للاجئين السوريين

حددت 20 بنداً للملف الاقتصادي والاجتماعي لقمة الرياض

طفلان يلهوان في مخيم للاجئين السوريين في الأردن... وفي الإطار أبو الغيط (أ.ب)
طفلان يلهوان في مخيم للاجئين السوريين في الأردن... وفي الإطار أبو الغيط (أ.ب)
TT

الجامعة العربية تدعو لتوفير الدعم للدول المستضيفة للاجئين السوريين

طفلان يلهوان في مخيم للاجئين السوريين في الأردن... وفي الإطار أبو الغيط (أ.ب)
طفلان يلهوان في مخيم للاجئين السوريين في الأردن... وفي الإطار أبو الغيط (أ.ب)

حث المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، التابع للجامعة العربية، على توفير الدعم اللازم للدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وإقامة مشاريع تنموية تساهم في الحد من الآثار المترتبة على استضافتهم.
ويعتزم المجلس، رفع هذه التوصية إلى مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية في مارس (آذار) المقبل. وطالب المجلس، في ختام دورته العادية الـ101 على المستوى الوزاري التي عقدت، أمس، برئاسة السودان، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، المجتمع الدولي باستمرار تقديم الدعم لهذه الأزمة، داعياً مؤسسات التمويل العربية والإقليمية والدولية لمواصلة الإسهام في هذا المجال.
وتضمن جدول أعمال الدورة 20 بنداً تتناول الملف الاقتصادي والاجتماعي لقمة الرياض.
ودعا المجلس، الدول العربية التي لم تقدم تقارير حول الوضع الراهن للاجئين والنازحين لديها إلى الأمانة العامة، للمسارعة بتقديم تلك الدراسات والتقارير في هذا الخصوص في موعد أقصاه نهاية فبراير (شباط) الجاري، بهدف إعداد تصور نهائي لعرضه على قمة الرياض. وتطرق المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إلى دعم جهود السودان في مساعيه مع مؤسسات التمويل الدولية لإعفائه من ديونه الخارجية، وقرر دعوة مؤسسات العمل العربي المشترك للمشاركة الفاعلة في ورشة العمل في النصف الثاني من العام الجاري لمعالجة المسائل المتعلقة بتلك الديون.
وأكد المجلس دعمه لمساعي الصومال نحو تنفيذ خطة التنمية الصومالية، 2017 - 2019. ودعا مؤسسات العمل العربي المشترك إلى المشاركة في المائدة المستديرة لدعم مساعي الصومال في هذا الشأن ودعم جهوده مع مؤسسات التمويل الدولية لإعفائه من الديون الخارجية، مرحباً بطلب لبنان استضافة القمة العربية التنموية في دورتها الرابعة في عام 2019.
في السياق، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ101 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، أمس، إن انعقاد تلك الدورة الوزارية للمجلس يأتي في توقيت «دقيق وحساس بالنسبة للأمة العربية حيث ما زالت التهديدات والتحديات الخطيرة تتوالى عليها من كل حدب وصوب». وأضاف أن عملية التنمية في العالم العربي «لا تجري في ظروف طبيعية، ولا تحيط بها بيئة مهيأة أو حاضنة أو داعمة، بل على العكس، نرى استمراراً للعنف وللاضطرابات في أنحاء مختلفة من الوطن العربي، فضلاً عن استمرار القرارات أحادية الجانب التي تقوض من حقوق الشعب الفلسطيني».
وأوضح أبو الغيط، أن المنطقة العربية «تعاني من أكبر عجز غذائي في العالم»، وهي «المنطقة الوحيدة التي شهدت زيادة في الجوع والفقر خلال السنوات الماضية»، مشيراً إلى أن «العرب يمثلون 5 في المائة من سكان العالم»، ولكنهم «لا يحصلون سوى على 1 في المائة فقط من مصادر المياه العذبة، و40 في المائة من العرب يعيشون في مناطق تعاني من الشح المائي».
وأكد أن تحديات المرحلة الراهنة تفرض مزيداً من التضافر والتكاتف لمواجهتها وتجاوزها للانطلاق إلى آفاق جديدة أكثر استقراراً وازدهاراً ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما تقتضي إذكاء منظومة العمل العربي المشترك بروح جديدة تتسم بمزيد من الإخلاص والاجتهاد والحيوية.
في غضون ذلك، وقعت المملكة العربية السعودية أمس، على اتفاقية التعاون الجمركي العربي والتي تستهدف تعزيز التعاون بين الإدارات الجمركية العربية لتبادل المعلومات وتسهيل التجارة البينية بين الدول العربية ولتكون بذلك الدولة الثانية التي توقع على الاتفاقية بعد المملكة الأردنية الهاشمية. ووقع الاتفاقية عن السعودية، على هامش أعمال الدورة الـ101 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، نائب وزير المالية حمد سليمان البازعي.
وقال السفير كمال حسن علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية إن هذه الاتفاقية تُعنى بتوثيق أوجه التعاون بين إدارات الجمارك في الدول العربية لما لهذا التعاون من تأثير فعال على المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية من خلال إعداد قواعد التعاون الجمركي والإداري تمكن الجمارك من الاستجابة للتغيرات والتطورات التي تطرأ على التجارة الدولية.
ولفت إلى أن الاتفاقية تشمل أوجه التعاون في كافة المجالات الجمركية من خلال المساعدة الإدارية المتبادلة حول البضائع والأشخاص ووسائط النقل وتبادل المعلومات بين الإدارات الجمركية، كما تتعاون جمارك الدول العربية الأعضاء في تبسيط وتيسير التبادل التجاري وتقديم المساعدة الفنية في مجال تبادل الدراسات والبحوث والتدريب والخبرات وبناء القدرات وحماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة الغش التجاري والتقليد ومكافحة غسل الأموال.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.