مصر: السجن لـ12 مداناً في خلية «مدينة نصر الإرهابية»

ضبط شخصين وتدمير 14 «وكراً للإرهابيين» في شمال سيناء

شخصان يشتبه في علاقتهما بالعناصر «الإرهابية» في شمال سيناء ألقى الجيش المصري القبض عليهما أمس («الشرق الأوسط»)
شخصان يشتبه في علاقتهما بالعناصر «الإرهابية» في شمال سيناء ألقى الجيش المصري القبض عليهما أمس («الشرق الأوسط»)
TT

مصر: السجن لـ12 مداناً في خلية «مدينة نصر الإرهابية»

شخصان يشتبه في علاقتهما بالعناصر «الإرهابية» في شمال سيناء ألقى الجيش المصري القبض عليهما أمس («الشرق الأوسط»)
شخصان يشتبه في علاقتهما بالعناصر «الإرهابية» في شمال سيناء ألقى الجيش المصري القبض عليهما أمس («الشرق الأوسط»)

قضت محكمة مصرية أمس، بالسجن المؤبد (25 سنة) على 6 متهمين، والمشدد (15 سنة) على 4 آخرين، و5 سنوات لمتهمين اثنين، بعد إدانتهم في اتهامهم بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، والشروع في قتل مجندين، وهي القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية مدينة نصر الإرهابية الثانية»... كما قضت محكمة جنايات القاهرة بوضع المتهمين تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات، وحرمانهم من التصرف في أموالهم.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين مجموعة من التهم منها، الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والشروع في قتل مجندين شرطة، وحيازة أسلحة نارية، وتعطيل مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وتعريض حياة المواطنين للخطر.
في غضون ذلك، أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية حكماً بالسجن المشدد ثلاث سنوات على سيدة تنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً بتهمة إدارة 19 صفحة «تحريضية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ضد الجيش والشرطة... وكانت النيابة العامة قد وجهت للمتهمة تهم الانضمام لجماعة إرهابية محظورة على خلاف القانون، والتحريض على الأمن القومي، والإضرار بالسلامة العامة للمواطنين، وإدارة عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، بهدف التحريض على مؤسسات الدولة، وأحيلت للمحاكمة وصدر بحقها الحكم المتقدم.
وتضمن الحكم، أن السيدة قد انضمت لـ«الإخوان» لارتكاب جرائم إرهابية من شأنها الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وإلقاء الرعب بين الأفراد وتعريض حياتهم وحرياتهم وحقوقهم العامة والخاصة التي كفلها الدستور للخطر، والإضرار بالأمن القومي، ومنع السلطات من القيام بعملها، وممارسة نشاطها منتهجة في ذلك القوة والعنف والتهديد والترويج مع علمها بتلك الأغراض.
وأضاف الحكم الصادر أمس، أن المتهمة أنشأت حسابين على «فيسبوك» وأدارت من خلالهما 19 صفحة، فضلاً عن كثير من الجروبات والمجموعات التي تنتهج مناهضة النظام الحالي للبلاد، وسياسة تأييد جماعة «الإخوان» الإرهابية.
وترجع وقائع القضية إلى أن تحريات الأمن الوطني أكدت وجود 19 صفحة على «فيسبوك» وعدد كبير من الجروبات تحرض على الجيش والشرطة، وأن المسؤول عن إدارتها ينشر صورا تحريضية ضد الشرطة والجيش، ومظاهرات ومسيرات، والتحريض على الحشد لها... وأثبت الفحص أن أحد القائمين على الصفحة يتصل بالإنترنت متصل بخط تليفون أرضي.
وفي سياق المحاكمات، قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل محاكمة مرشد جماعة «الإخوان» محمد بديع، و738 متهما في «فض اعتصام رابعة العدوية»، لـ4 فبراير (شباط) المقبل. ويواجه المتهمين اتهامات كثيرة من بينها، تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية «ميدان هشام بركات حاليا» وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة فض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي: «القبض على شخصين مشتبه بهما، واكتشاف وتدمير عدد من العبوات الناسفة، و14 وكراً تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء ومراقبة القوات وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية».
وفي السياق، تمكنت قوات الشرطة والجيش من إبطال مفعول 3 عبوات ناسفة «قامت العناصر التكفيرية بزرعها بطريق القوات في عدد من مناطق مكافحة الإرهاب بشمال سيناء، دون وقوع إصابات أو خسائر».
وقالت مصادر أمنية إن «عناصر تكفيرية قامت بزرع العبوات الناسفة بطريق القوات، حيث تم الكشف عن هذه العبوات، وتفجيرها بإطلاق النار عليها من مسافة بعيدة، دون وقوع إصابات أو خسائر».
وتقوم قوات إنفاذ القانون بتمشيط المناطق المحيطة للبحث عن عبوات ناسفة أخرى ولضبط المتورطين في زرعها. ويذكر أن قوات من الجيش والشرطة تشن حملة أمنية موسعة في عدد من مناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء، لملاحقة فلول العناصر التكفيرية وتطهير سيناء من الإرهاب.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».