حزب بوتفليقة متخوف من اضطرابات اجتماعية

TT

حزب بوتفليقة متخوف من اضطرابات اجتماعية

أبدى حزب الأغلبية في الجزائر «جبهة التحرير الوطني»، وهو حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مخاوفَ من حدوث اضطرابات شعبية شبيهة بما جرى في تونس عام 2011، خصوصاً أن البلاد تواجه، وهي تقترب من نهاية الولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة، أزمة مالية خانقة يتحملها خصوصاً ملايين من أصحاب الدخل المحدود.
وقال جمال ولد عباس، أمين عام «جبهة التحرير»، أمس، بالعاصمة، خلال اجتماع بالعشرات من منتخبي الحزب بالولايات والبلديات، إنهم «مدعوون إلى الاهتمام بمشاكل المواطنين وهمومهم، والسعي لحلها من موقعهم كمسيرين للبلديات والولايات، ويملكون الأموال التي تسمح لهم بذلك».
والتقى وزير الداخلية نور الدين بدوي، أول من أمس، المنتخبين في كل البلديات البالغ عددها 1541 بلدية، وطلب منهم نفس الشيء، على أساس أن الحكومة حافظت على سقف الدعم المالي المقدم سنوياً للبلديات، ولم تمارس عليها التقشف، الذي فرضته على الكثير من القطاعات بسبب أزمة شح الموارد المالية.
وذكر ولد عباس أن 1200 بلدية تعاني من إفلاس مالي كامل، مشيراً إلى أن المنتخبين المنتمين للحزب، الذين أفرزتهم الانتخابات المحلية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، «مطالبون باستقبال المواطنين والعناية بهم، فالمواطن البسيط لا يطلب أكثر من أن تهتموا به. تذكَروا جيداً ما حدث في سيدي بوزيد (بلدة بجنوب تونس)، فقد فقدت تونس سلمها المدني بمجرد أن أهانت شرطية مواطناً»، في إشارة إلى حادثة محمد البوعزيزي نهاية 2010، الذي أضرم النار في جسده احتجاجاً على مصادرة الشرطة بمدينة سيدي بوزيد عربة كان يبيع عليها خضراً وفواكه.
وخلفت حادثة البوعزيزي ثورة شعبية على النظام في تونس أدت إلى هروب الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد. ويتضح أن حزب الأغلبية «جبهة التحرير»، الذي يرأسه بوتفليقة، يخشى من تكرار سيناريو بوعزيزي وحدوثه في الجزائر. ويرجح أن هذه المخاوف مستمدة من تقارير للاستعلامات الأمنية بخصوص احتقان، يُخشى أن يتحول إلى اضطرابات شعبية. ويعود ذلك، حسب مراقبين، إلى ارتفاع جنوني في أسعار مواد ومنتجات كثيرة، ووقف مساعدات كانت تقدمها الدولة في شكل دعم لعديد من المواد لتحاشي زيادة أسعارها. وقد كان ذلك في زمن الوفرة عندما تخطى سعر برميل النفط 100 دولار. لكن كل شيء تغير منذ 2014، إذ أعلنت السلطات عن وقف المشاريع الكبرى التي تتطلب مخصصات مالية كبيرة، كما تم توقيف مشاريع بناء المدارس والمستشفيات.
وأعلن ولد عباس في الاجتماع عن إطلاق «لجان» في الولايات الـ48، مكلفة بإحصاء «الإنجازات التي تحققت منذ وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم عام 2019». وقال إن المنتخبين، المطالبين بإحصائها، سيشتغلون مع وزراء سابقين تابعين للحزب، ومنهم وزراء المالية والزراعة والنقل والصناعة سابقاً.
وفسر مراقبون هذا المسعى بأنه حملة مبكرة لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، بمناسبة الانتخابات التي ستجري في ربيع العام المقبل.
ويفهم من النشاط الذي يريده ولد عباس أنه «تشويش» على رئيس الوزراء أحمد أويحيى، الذي يتهمه حزب الأغلبية بـ«البحث عن خلافة الرئيس وهو لا يزال في الحكم». غير أن ولد عباس قال إنه «لا ينبغي أن تتعاملوا مع لجان إحصاء الإنجازات، بأنها تدخل في شأن الحكومة، ولكننا حزب الرئيس، ونملك الأغلبية ونحن بمثابة الحارس على الدولة». وسبق لأويحيى أن نفى أي رغبة لديه لمنافسة بوتفليقة، وصرح بأنه سيدعمه إذا ترشح لفترة خامسة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.