ألمانيا تريد وقف النار في شرق أوكرانيا قبل الانتخابات الروسية

وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل (يسار) مع نظيره الأوكراني بافيل كليمكين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل (يسار) مع نظيره الأوكراني بافيل كليمكين (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تريد وقف النار في شرق أوكرانيا قبل الانتخابات الروسية

وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل (يسار) مع نظيره الأوكراني بافيل كليمكين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل (يسار) مع نظيره الأوكراني بافيل كليمكين (أ.ف.ب)

يسعى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو مع حلول منتصف شهر مارس (آذار) القادم قبل الانتخابات الرئاسية في روسيا. وقال الوزير الألماني في بداية زيارته لأوكرانيا: «إذا لم يتم وضع جدول زمني طموح، سوف يستغرق ذلك مدة أطول نوعا ما». وتابع قائلا، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية «لا يمكننا القيام بذلك بحيث يتحول خط الاتصال الحالي بين الانفصاليين وأوكرانيا إلى الحدود الجديدة». وقبل يوم من زيارته تعهد غابرييل بدعم الشعب الأوكراني، وقال: «لن نتخلى عنكم. بالنسبة لنا هذا النزاع لم يصبح قضية مجمدة أو منسية، بل لا يزال قضية راهنة وبالغة الخطورة»، مؤكدا أن بلاده «ستواصل بذل كافة الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة يحقق السلام في المنطقة».
وتدور معارك بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين في شرق أوكرانيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، أسفر هذا النزاع عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص.
ولدى وصوله إلى كييف أعرب غابرييل عن اعتقاده بأن وجود مهمة أممية في منطقة النزاع يعد الطريق الوحيد لضمان وقف إطلاق النار. وقال في بمدينة دنيبرو الأوكرانية إن المفاوضات مع روسيا بشأن الشروط تعد صعبة، واستدرك قائلا: «لكنني لا أرى بدائل؛ لأن وقف إطلاق النار لن يحدث من تلقاء نفسه».
وذكر غابرييل أن شرق أوكرانيا شهد العام الماضي أكثر الأشهر عنفا منذ إبرام اتفاقية مينسك، التي أبرمت عام 2015 بوساطة ألمانية، مضيفا أن إطلاق النار الكثيف لا يزال مستمرا كما لا يزال هناك الكثير من الأسلحة الثقيلة في المنطقة. ووصف غابرييل تبادل المئات من الأسرى قبيل انتهاء العام الماضي والاتفاق على وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد (الكريسماس) بأنهما «إشارتان للأمل»، مضيفا أنه يتعين الاستمرار على هذا النهج.
يذكر أن غابرييل ونظيره الأوكراني بافيل كليمكين اضطرا لإلغاء زيارة كان مخططا لها في خط الاتصال بمنطقة النزاع شرقي أوكرانيا نظرا لشدة كثافة الضباب، وقال غابرييل إنهما يعتزمان إيجاد فرصة أخرى لزيارة المنطقة «خلال 14 يوما إن أمكن». وكان يعتزم غابرييل لقاء أعضاء من مهمة الرقابة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شرق أوكرانيا.
وكان الوزيران قد التقيا الأربعاء لإجراء مباحثات، كما أنهما استغلا رحلتيهما الجويتين المشتركتين أمس الخميس وفترة الانتظار في دنيبرو لإجراء محادثات فيما بينهما - باللغة الألمانية، لأن وزير الخارجية الأوكراني كان سفيرا في برلين ويتحدث الألمانية بطلاقة.
وشدد غابرييل على طلبه بوجود مهمة حفظ سلام «ثابتة» للأمم المتحدة يمكن من خلالها تنفيذ سحب الأسلحة الثقيلة «في المنطقة بأكملها».
وكان قد اقترح غابرييل خلال انعقاد مؤتمر الأمن في ميونيخ في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي عقد اجتماع في إطار «نورماندي» الذي تجتمع فيه ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح بنفسه إرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة لمنطقة النزاع شرقي أوكرانيا. ولكن لا تزال هناك اختلافات كبيرة فيما يتعلق بإمكانية تفويض الأمم المتحدة للقيام بمهمة. وقال غابرييل «من المؤكد تماما أن الشروط التي بموجبها تكون روسيا مستعدة للقيام بمثل هذه المهمة الأممية ليست كافية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».