الفلسطينيون يهددون بمقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي رداً على فرض الحكم بالإعدام

يدرسون التوجه إلى المحكمة الدولية للاعتراف بالمعتقلين أسرى حرب

TT

الفلسطينيون يهددون بمقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي رداً على فرض الحكم بالإعدام

هدد وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، بمقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي في حال إصرار حكومة اليمين الإسرائيلي على إقرار القانون العنصري وغير الشرعي بإعدام الأسرى، معتبرا أن هذا سيؤدي إلى انتفاضة وتمرد ضد الجهاز القضائي الإسرائيلي وعدم التعاطي مع المحاكم العسكرية الإسرائيلية.
وكان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قد صادق بعد ظهر أمس، بالقراءة التمهيدية على قانون الإعدام لمنفذي العمليات الفلسطينيين. وقد صوت لصالح مشروع القانون الذي تقدم به حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، 52 عضو كنيست، وعارضه 49 عضوا. وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مباحثات سبقت مداولات الكنيست من النواب، التصويت لصالح تمرير القانون بالقراءة التمهيدية، موضحا أنه في أعقاب هذا التصويت ستجرى مناقشة شاملة حول القانون في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت). وقد تغيب عن التصويت الوزراء نفتالي بينت زعيم البيت اليهودي، وأوري أريئيل، ويؤاف غالانت، وجميع أعضاء كتلة «يهدوت هتوراة» للمتدينين الأشكناز. ويطالب القانون المحاكم العسكرية بفرض عقوبة الإعدام بأغلبية قاضيين وليس كما هو متبع اليوم بإجماع كامل طاقم القضاة.
وقال الوزير الفلسطيني قراقع، ردا على ذلك، إن سلسلة القوانين الإسرائيلية هي قوانين عنصرية وفاشية وتنتهك القانون الدولي الإنساني وكرامة الأسرى، وتستهدف تجريم النضال الوطني الفلسطيني، ونزع الشرعية عن نضال الأسرى ومكانتهم القانونية كأسرى حرية ومقاومين في سبيل حق تقرير المصير. ودعا جميع البرلمانات في العالم إلى التصدي ومواجهة القوانين الإسرائيلية المعادية لحقوق الإنسان وللعدالة الإنسانية وللشرعية الدولية، التي تعمق الاحتلال والقمع والبطش بحق شعبنا الفلسطيني.
وقال قراقع: «إننا سنتوجه إلى محكمة العدل الدولية، لاستصدار فتوى حول المكانة القانونية للأسرى، ليتم اعتبارهم أسرى حرب وفق القانون الدولي. وسوف نستخدم كل الأدوات القانونية للدفاع عن شرعية نضال المعتقلين وصفتهم القانونية والشرعية، ولن نخضع للقوانين العنصرية الإسرائيلية، وسوف نستمر في حماية أسرانا وعائلاتهم ضحايا الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب دولة إسرائيل المنظم».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.