5 رهانات أمام تونس الجديدة

إلياس الفخفاخ وزير المالية التونسي السابق
إلياس الفخفاخ وزير المالية التونسي السابق
TT

5 رهانات أمام تونس الجديدة

إلياس الفخفاخ وزير المالية التونسي السابق
إلياس الفخفاخ وزير المالية التونسي السابق

تمرّ تونس بمرحلة انتقالية تقترن في الوقت نفسه بنجاحات ومكاسب من جهة، وبمخاطر وصعوبات من جهة أخرى.
وتحتاج البلاد إلى سياسات واقعية تراعي التشعبات والتعقيدات التي تفرضها مراحل الانتقال من نظام سياسي استبدادي إلى نظام سياسي تعددي ديمقراطي، ومن منوال اقتصادي أسقطته الثورة الشعبية إلى منوال تنموي جديد ناجع ومدمج يحقق التغيير المنشود. ومن بين أولويات المرحلة الانتقالية، اليوم، في تونس يتعين كسب خمسة رهانات، أمنية وسياسية واقتصادية.
يأتي في مقدمة الرهانات التونسية، مسألة المحافظة على مسار تركيز مسار الديمقراطية والتعددية الذي قطعنا أشواطاً في سبيله، بوضع الدستور الجديد والهيئة المستقلَّة المشرفة على الانتخابات، وضمان حرية التعبير والإعلام والتنظيم. ومن ثم ضمان الأمن وتجنيب البلاد مخاطر التهديدات الأمنية الإقليمية، وبينها انتشار مخاطر الإرهاب، أو عودة المنظومة الأمنية القمعية التي قامت ضدها الثورة. وكسب ورقة تطوير مؤسسات الأمن لتكون في خدمة دولة ديمقراطية، ومجتمع تعددي ومعاصر.
وثالث الرهانات، هو كسب ورقة التنمية الاقتصادية واحتواء مخاطر العجز المالي والاقتصادي والصعوبات التي أنهكت قطاعات حيوية، من بينها السياحة والمناجم والتصدير والاستثمار. ورابعاً: المحافظة على الوحدة الوطنية وتجنب مخاطر الصراعات والنزاعات الداخلية التي برزت في عدة دول، من بينها الصدامات ذات الصبغة الآيديولوجية والعشائرية والجهوية. وأخيراً، المحافظة على السيادة الوطنية بما في ذلك السيادة في أبعادها المالية والاقتصادية التي أصبحت مهددة بضغوط المؤسسات الخارجية التي تسند القروض والمساعدات بشروط مجحفة أحياناً.
وإجمالاً فإن تونس تتميز عن بقية بلدان «الربيع العربي» بنجاحاتها النسبية في رفع كل هذه التحديات في المرحلة الانتقالية.
لكن ما نلاحظه اليوم من تعثر في استكمال مسار البناء الديمقراطي والتنموي، رغم مرور 3 سنوات عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان من المفترض أن تكون دافعاً للرفع من نسق الإصلاح والتغيير بالانتقال من الحكم المؤقت، إلى الحكم الدائم، لا يطمئن بل يدعو لليقظة من الانحراف.
نسجل اليوم العديد من بوادر الانتكاس في مجالات كثيرة من بينها استكمال بناء المؤسسات الدستورية كالمحكمة الدستورية والهيئات المستقلة... وعدم إنجاز الانتخابات المحلية التي يتطلع إليها الشعب منذ سنوات. كما تكشف بعض الوقائع والمؤشرات عودة إلى أساليب القمع والتضييق على الحريات. ولولا ضغط الشباب والحقوقيين والسياسيين والإعلاميين ذوي النزاهة لتراجع هامش الحريات في البلاد أكثر فأكثر.
ومن الناحية الاقتصادية، سجلت تونس تراجعاً كبيراً وغير مسبوق في قيمة الدينار الذي فقد أكثر من 40 في المائة من قيمته مقارنة بسنة 2014. كما تسبب ارتفاع نسب الدين الخارجي والعجز التجاري في تدهور الأوضاع. ويتخوف الجميع من استفحال الصعوبات المالية والاقتصادية سنة 2018، ومن تواصل ارتفاع التضخم وتدهور القدرة الشرائية مع العجز عن تحقيق مطالب ملحَّة من بينها تحسين موارد البلاد المالية وإنجاز التنمية وتحسين فرص الشغل الجديدة للحد من معضلة البطالة.
ولعل من أخطر ما يهدد البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة لسنة 2019 بروز مؤشرات عودة النعرات الجهوية وافتعال التناقضات بين الشمال والجنوب والصراعات الآيديولوجية حول الهوية الثقافية والوطنية والمعتقدات الدينية رغم حسمها من قبل غالبية السياسيين والنخب والشعب عند التصويت على دستور يناير (كانون الثاني) 2014.
وعلى غرار ما جرى في انتخابات 2014 تبرز مجدداً مخاطر تقسيم البلاد والمجتمع إلى نصفين متنافرين لأسباب انتخابية بحتة. وقد اتضحت «الكذبة الكبرى» خلال السنوات الثلاث الماضية عندما تناسى زعماء الشقين المتصارعين قبل الانتخابات شيطنة كل طرف للطرف المقابل بمجرد الإعلان عن النتائج وتشكيل حكومات مشتركة. وكانت النتيجة تعمق أزمة ثقة المواطن في السياسيين والنخب.
في الوقت ذاته، بات خطر المساس بالسيادة الوطنية على الأقل في بعده الاقتصادي أكثر تهديداً بعد أن بلغت نسبة المديونية 70 في المائة، وأصبحت البلاد ترضخ إلى الضغوط الخارجية، وتضطر إلى القبول بشروط لم تكن ستقبل بها مسبقاً.
من الناحية السياسية، تعاني تونس اليوم من مضاعفات سياسية ترمز إلى حكم المحافظين اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ودينياً. وكانت الحصيلة عودة السياسيين وصُنّاع القرار الاقتصادي والاجتماعي الذين يعملون على المحافظة على منوال الحكم القديم المبني على المحسوبية والولاءات ومركزية القرار.
للأسف، فقد أعادت انتخابات 2014 تشكيل المنظومة القديمة والطبقة الموالية لخيارات منظومة ما قبل ثورة 2011، والمحافظة على منوال التنمية المبني على الولاءات والمحسوبية والامتيازات والتهميش للجهات الداخلية ومركزية الحكم... في حين يحاول في الوقت ذاته المحافظون المرتبطون بالمشروع الديني الذي يستمد شرعيته وبرنامجه من منوال محافظ لا علاقة له بالقرن الحادي والعرين أن يتمكنوا من بعض المواقع لتكريس مشروعهم.
في الوقت ذاته، استفحل الخلط بين المال والسياسة والإعلام وكانت النتيجة انتشاراً أكبر للرشوة وظاهرة شراء الذمم والتأثير على العملية السياسية، وهو ما جنَّب البلاد نقاوة العملية السياسية.
لكن هل من مخرج من هذه الدوامة والوضعية الحرجة؟

لا بد أن نسجل أن المشهد السياسي لم يتشكل بعد في عائلات سياسية تدافع عن مشاريع وسياسات وتصورات واضحة. ما يحكم السياسيين والأطراف السياسية الكبرى إلى حد الآن هو منطق الوصول إلى السلطة بكل الأشكال والوسائل. وعند الوصول إليها يصبح الأهم هو المحافظة عليه بكل الأساليب.
إن المرجوَّ والمطلوب اليوم هو إعادة تشكيل المشهد السياسي بناءً على مشاريع وتوجهات وبرامج للتغيير والإصلاح حتى يختار الناخب في 2019 من يحكمه وفق مشاريع وأسس حكم سياسية، وليس على أساس شعارات شيطنة وتخويف وتوجيه. ولا يمكن تشكيل هذا المشهد السياسي الجديد إلا عبر بناء عائلات سياسية وطنية على أسس سياسية صلبة تعتمد الوضوح والتصالح.
العائلة الإسلامية المحافظة بعد تصالحها مع المدنية والحداثة، والعائلة السياسية التي تنتسب إلى حكم التجمع الدستوري بعد تصالحها مع الديمقراطية، والعائلة الديمقراطية الاجتماعية التقدمية بعد تخليها عن «الزعامتِيّة» والتشتت، وعائلة اليسار التونسي بتفرعاته الماركسية وغيرها بعد مصالحته مع الهوية التونسية العربية الإسلامية.
ومن بين مشكلات البلاد أن كل العائلات السياسية تشكو انقساماً وتشرذماً بما فيها حركة النهضة التي تبدو أكثر تماسكاً.
يُضاف إلى كل هذه التحديات هشاشة التوازنات المالية للدولة، وتدهور القدرة الشرائية للمواطن، خصوصاً أوضاع الطبقة الوسطى والضعيفة وفشل سياسات النهوض بالجهات المهمشة. والمعضلة هي أن تونس لا تزال بعد 7 أعوام عن انتفاضة شبابها وثورة جهاتها الداخلية تراوح المكان ذاته، بما يسبب ارتفاع منسوب الاحتقان وتراجع الإيمان بإمكانية الإصلاح وفرص الإنقاذ.
كل هذه المشكلات لا يُمكن حلها في فترة قصيرة وتستوجب سياسات طويلة المدى ومعالجة للعوامل الهيكلية وتجاوزاً لمنهج الترقيع والحلول الوقتية. ومن المؤمّل أن تنظم الانتخابات البلدية فعلاً في النصف الأول من عام 2018 لأن الأمر يتعلق باستحقاق وطني له أولوية لاستكمال المسار الديمقراطي، لأن البلدية هي المقياس، وانتخاب أكثر من 7 آلاف مستشار بلدي سوف يجنب البلاد نهائياً العودة إلى الوراء فيما يخص المكتسبات الديمقراطية.
في الوقت ذاته، يجب مراعاة مبدأ التدرج والوضوح في نقل السلطة المركزية إلى السلطة المحلية، وتجنب افتعال تناقضات بين السلطة المركزية الممثلة عبر الوالي والمعتمدين والسلط المحلية والجهوية المنتخبة.
رغم الحصيلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية السلبية للسنوات الثلاث الماضية فإن لتونس التي قطعت خطوات في مجال بناء مسارها الديمقراطي التعددي مؤهلات لأن تصلح أوضاعها، وتحقق نجاحات جديدة خاصة باليقظة والضغط وتنظيم الانتخابات البلدية والجهوية في مطلع مايو (أيار) المقبل وانطلاق التحضير لانتخابات البرلمانية والرئاسية في السنة الموالية في مناخ سليم بعيداً عن الحسابات السياسية، وتقديم المصلحة العليا للبلاد على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية الضيقة.
قال تعالى: «فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظيم.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.