الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: أزمات الشرق الأوسط أدت لتغير جذري في معادلة الأمن الغذائي

ولد أحمد قال إن المنظمة تحاول تلافي أخطاء الماضي في وضع سياسات دعم إعادة الإعمار

عبد السلام ولد أحمد
عبد السلام ولد أحمد
TT

الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: أزمات الشرق الأوسط أدت لتغير جذري في معادلة الأمن الغذائي

عبد السلام ولد أحمد
عبد السلام ولد أحمد

مع تفاقم نسب الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وبلوغ أعداد الجوعى أكثر من 40 مليون شخص في المنطقة، يتركز أغلبهم في دول النزاع، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، نداء تحذير من مغبّة تفاقم الأوضاع في المنطقة، داعيةً إلى بذل مزيد من الجهود للتعاون والتضامن من أجل القضاء على الجوع، وكذلك تكثيف العمل لإنهاء النزاعات والعودة إلى تحقيق التنمية، وذلك بعد بلوغ معدلات الخلل الغذائي في دول النزاع 6 أضعاف معدلاتها في الدول الأكثر استقراراً في المنطقة.
وعلى هامش إطلاق المنظمة تقريرها بعنوان «نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لعام 2017»، التقت «الشرق الأوسط» الدكتور عبد السلام ولد أحمد، مساعد المدير العام لـ«الفاو» والممثل الإقليمي في مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والذي أكد أن النزاعات التي يشهدها بعض دول المنطقة هي السبب الرئيس وراء تدهور حالة الأمن الغذائي، خصوصاً مع ارتفاع معدلات الجوع بين سكان هذه الدول إلى مستوى 27.2%.
وأكد ولد أحمد أن منطقة الشرق الأوسط مرت بأزمات وظروف كبرى أدت إلى تغير جذري في معادلة الأمن الغذائي، مؤكداً أن الحكومات حاولت وضع استراتيجيات لدعم استمرار حصول المواطن على قوت يومه بأقل كلفة، وذلك نابع من إيمانها بأن الأمن الغذائي هو أولوية دائماً... لكنه أشار إلى أن تلك الاستراتيجيات أسفرت أحياناً عن بعض السلبيات السلوكية، حيث أصبح بعض المواطنين لا يدري قيمة الغذاء الحقيقية، ما أدى إلى اتساع فجوة الهدر.
وأشار مساعد مدير «الفاو» إلى أن المنظمة تعمل بكل جد في مناطق النزاع من خلال تنسيق كامل مع الحكومات الشرعية، وعبر عدد من المحاور لدعم الحالة الغذائية، موضحاً كذلك أن الاستراتيجيات المستقبلية في هذه المناطق تتضمن وضع سياسات تكاملية لا تعيد أخطاء الماضي، التي أدت تراكماتها إلى تنامي نسب الخلل الغذائي.
وإلى نص الحوار...
* حسب رؤية «الفاو»، تنقسم منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا إلى منطقتين فرعيتين، الأولى تخص مجموعة الدول التي تشهد نزاعات، والأخرى لباقي الدول الأكثر استقراراً... ما أبرز نقاط الاختلاف في خطط المنظمة لكلتا المجموعتين؟
- هذا التقسيم يهدف بالأساس إلى ضرورة إبراز دور النزاعات وأثرها في المنطقة... وبالطبع مرجعية «الفاو» الأساسية هي الأهداف الأممية التي اتفقت عليها جميع الدول، والتي تتضمن القضاء على الفقر والجوع وبلوغ 17 هدفاً تنموياً تمت المصادقة عليها من الجمعية العامة العمومية للأمم المتحدة، لكن طبيعة العمل في البلدان التي تعاني من النزاعات يختلف، لأن هناك الحاجة الملحة أولاً إلى المساعدات الإنسانية، وذلك يعني بالنسبة إلى «الفاو» دعم المزارعين والمجموعات الريفية على الصمود أمام الانعكاسات السلبية للأزمات والحروب والعنف، ويتطلب كذلك مساعدة الدول على التحضير لما بعد الحرب، والتحضير والتخطيط لمرحلة إعادة الأعمار. والمقاربة التي تتبعها «الفاو» لدعم البلدان التي تعاني من الأزمات مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا وحتى فلسطين هي دائماً مقاربة مبنية على 3 مسارات، حيث نحاول أولاً أن نقدم الدعم لصغار المزارعين عبر توفير البذور والأسمدة، لأنه في تلك الظروف عادةً أول ما يحتاج إليه المزارع هو المدخلات الزراعية، حيث لم تعد الأسواق تعمل كما كانت، وبالتالي توفير المدخلات أصبح هو الحاجة الأساسية، ليبقى مكانه ويظل ينتج.
والمسار الثاني، هو دعمه على الصمود عبر المشروعات، مثل تقديم بعض المساعدات المالية مقابل العمل، أو الدعم النقدي لمساعدته على صيانة التجهيزات وعلى قيام بعض البنى التحتية الزراعية الخفيفة، مثل شبكات الري على الحقل، إلى جانب حماية وزيادة الأصول الحيوانية، من حيث توفير الأعلاف، وحملات ومدخلات تلقيح وعلاج الماشية، وتحسين القدرات البيطرية، وإعادة توزيع الحيوانات؛ وغيرها.
أما المسار الثالث، فهو التحضير لإعادة الإعمار ووضع أسس للتنمية المستدامة عن طريق السياسات والخطط التي نتناقش فيها مع الدول.
* فيما يخص المجموعة الأولى، كيف تتعامل المنظمة مع الموقف على الأرض في ظل غياب جهة واحدة يمكن التعامل معها، على سبيل المثال في ليبيا يوجد تنازع على السلطات وكذلك في سوريا؟
- نحن نتعامل مع كل الحكومات المعترف بها شرعياً في كل الدول، هذا هو مبدأ «الفاو»... طبعاً هناك أمور يفرضها الواقع، على سبيل المثال في سوريا وفي اليمن هناك أمور مفروضة في الواقع، وبالتالي نتعامل في ظل هذه الأمور، والحكومات تتفهم عادةً ذلك لأنهم يدركون جيداً أن «الفاو» تعمل من منطلق حُسن النية، والهدف لـ«الفاو» هو مساعدة المزارعين ومساعدة المواطنين أينما كانوا، وذلك متقبَّل من طرف الحكومات... وبالتالي نحن نعمل أساساً مع الحكومات الشرعية ونتناقش معها حول السياسات والخطط بما فيها الخطط المستقبلية، وفي الميدان نعمل مع المزارعين أينما كانوا، وأظن أن الكل يتفهم ذلك.
* وهذا يتم على مستوى الدعم أم على مستوى جمع البيانات المطلوبة للتقارير؟
- هذا يتم على جميع المستويات في كل المناطق، في سوريا وفي اليمن نعمل على دعم المزارعين وتوفير المدخلات الزراعية ودعم القدرات كما قلت... ونعمل كذلك على رصد البيانات حول حالة الأمن الغذائي، فنحن في منظمة «الفاو» وشركاؤنا من الأمم المتحدة، خصوصاً برنامج الأغذية العالمي، و«يونيسيف»، نعمل معاً لرصد حالة الأمن الغذائي في اليمن كل 3 أشهر، وهذا لا يمكن أن يتم دون أن نعمل في جميع أماكن اليمن وجميع الأماكن التي تعاني من النزاع.
* في مناطق النزاع، هل ضمن الخطط المطروحة لـ«الفاو» العمل على إنشاء مجتمع غذائي متكامل فيما بعد الإعمار وإعادة التأهيل ما يوفر للمنطقة مستقبلاً مستداماً بشكل أكبر؟
- «الفاو» مثل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة هي منظمة دول، أي أن أهميتها بالأساس تكمن في قدرتها على مساعدة الدول لتلبية الحاجات التي تم تأسيس «الفاو» من أجلها، وبالتالي نعمل فعلاً في كل البلدان التي تعاني من هذه الأزمات... حين نتكلم عن إعادة الإعمار نتكلم كذلك عن إعادة رسم سياسات تكاملية جديدة، ونحاول أن نقنع البلدان ألا نعود إلى نقاط الضعف التي قد تكون تسببت أصلاً في بعض المشكلات التي حصلت لاحقاً، وهذا أمر جوهري.
على سبيل المثال في سوريا، وبينما نعمل على دعم المسار لإعادة الإعمار، سنشارك في عملية مراجعة شاملة للقطاع الزراعي، وكذلك في بلدان أخرى... والهدف الأساسي وراء هذه التشاورات هو وضع سياسات تكاملية لا تعيد أخطاء الماضي، بل تساعد على إعادة التوازن للقطاع الزراعي، وتساعد على أن يكون القطاع داعماً أساسياً لعملية التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر والجوع وأن تكون عملية التنمية الزراعية قابلة للاستدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً.
* بالنسبة إلى مجموعة الدول الأكثر استقراراً، ما الأسباب الأساسية التي أدت إلى تراجع الأمن الغذائي في هذه الدول، خصوصاً مع عامل تضاعف النمو السكاني؟
- في الحقيقة وضعية الأمن الغذائي في هذه الدول ظلت مستقرة، لم تشهد تحسناً ولم تشهد تدهوراً، ولكن لا بد من التذكير بأن منطقة الشرق الأوسط ككل تتأثر بالنزاعات ومرّت بصدمات كثيرة ومتتالية، الصدمة الأولى كانت صدمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية سنوات 2007 و2008 و2009، خصوصاً أن أغلبية بلدان المنطقة مستورِدة للحبوب... وهذا انعكس مباشرة على قدرات المواطن على الحصول على الغذاء، وعوضت الدول ذلك ببرامج دعم ضخمة حتى تضمن لسكانها أمنهم الغذائي، ولكن ذلك شكّل عبئاً على ميزانية غالبية الدول خصوصاً تلك التي لا تصدِّر النفط، كما أن هذا الدعم قلل من حجم الاستثمارات المخصصة للتنمية الزراعية والتي هي الدعامة الأساسية لعملية النمو الاقتصادي على المدى البعيد.
وبعد ذلك أتى ما سُمى «الربيع العربي» وموجات عدم الاستقرار، وهذه أثرت كثيراً على الاستثمارات والثقة بعملية الاستثمار في العالم العربي ككل، ومن ثم جاءت الأزمات العميقة التي مرت بها سوريا والعراق واليمن وليبيا وانعكست على جميع بلدان الجوار، بدءاً من لبنان حيث كانت التجارة مع سوريا مصدراً أساسياً للتنمية، ونفس الشيء صار مع الأردن، وتأثرت أيضاً بطريقة مباشرة المناطق المجاورة التي قامت باستيعاب اللاجئين. وأدى المناخ العام إلى تراجع الاستثمار الخارجي في غالبية بلدان المنطقة بسبب زيادة الصراعات والنزاعات.
ثم جاءت موجة نقص أسعار النفط، والتي أثرت كذلك على كل المنطقة، أثرت على البلدان المصدرة للنفط، وأثرت على قدرة هذه البلدان على أن تساعد البلدان الأخرى.
وسلسلة الصدمات هذه أدت فعلا إلى تراجع معدلات النمو في الفترة ما بين سنة 2010 و2014، أو مقارنةً بالوتيرة التي كانت عليها قبل ذلك، مما أثر مباشرة على نسبة من يعانون من الفقر ومن يعانون من الجوع.
طبعاً الزيادة السكانية عامل أساسي في معادلة الأمن الغذائي في المنطقة، لأنها تساهم في خلق حالة عدم توازن ما بين القدرة على الإنتاج المحلي نظراً إلى محدودية الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة، مقابل الطلب المتزايد على الغذاء... إذا نظرنا مثلا إلى مصر، فقد كان عندها اكتفاء ذاتي؛ بل إذا عدنا إلى الماضي فسنجد أن مصر كانت مصدرة، وكانت الأساطيل المصرية تجول في البحر المتوسط وتصدر القمح لروما ومدن أخرى.
* وكل هذه الأسباب مجتمعة دفعت المنطقة إلى سلة «العوز الغذائي»؟
- كلها مجتمعة صحيح... فقد أدت إلى تغير جذري في ظروف معادلة الأمن الغذائي... تغير جذري في عدد السكان الذي تضاعف 3 أو 4 مرات أحياناً منذ عام 1950، وطبعاً كميات المياه لن تزيد؛ بل تتناقص أحياناً بسبب موجات التصحر وموجات الجفاف المتكررة وتلوث المياه، وبالتالي هذا الخلل معالجته في منتهى الصعوبة، وهناك حلول لكن قد لا ترقى إلى مستوى التحدي نفسه، ومن ضمنها طبعاً تحلية المياه وهو مسار متَّبَع منذ زمن بعيد في دول الخليج، وهناك إعادة تدوير المياه المستخدمة، التي يمكن أن تزيد من وفرة المياه بنسبة ما بين 10 و20%. والمسار الثالث هو ترشيد المياه خصوصاً المياه للزراعة، وهذا مصدر أساسي لأن الزراعة في المنطقة تستخدم تقريباً 80% من المتوفر من المياه. ويجدر الذكر أن هناك تجارب كثيرة لاستخدام الري الحديث، مثل الري بالرش والري بالتنقيط في مصر والمغرب والأردن، وغالبية دول المنطقة بما فيها دول الخليج تخطط للانتقال إلى هذه التقنيات الحديثة وتطبيقها على نطاق واسع.
لكن لا بد من النظر إلى حلول إضافية، بما فيها حلول خارج إطار قطاع المياه، مثل الحد من الفاقد والمهدر من الغذاء، وهو كما تعلمون كبير جداً خصوصاً في البلدان العربية، وهذا لا يجوز... فكل حبة يتم إهدارها توجد كمية مياه وراءها، وهو عمل شخص ضاع ولم يعوض عنه، وهذه الأمور تتطلب عمل الحكومات والمجتمعات على حد سواء... ويجب على الكل أن يقوم بدوره.
والمياه كانت ترشَّد حتى في عهود قديمة في العالم العربي، لكنها لم تعد ترشَّد اليوم، حيث أصبح المواطن يستهلك بكثرة، والمزارع يظن أن المياه لا تنضب كونها أبدية... ولذلك يجب إعادة النظر في هذا. وعلى سبيل المثال، يتم ترشيد المياه في ولاية كاليفورنيا وحجمها يضعها في موازاة سادس أو سابع اقتصاد عالمي، مع ذلك يرشِّدون المياه حين دعت الضرورة، وبطريقة صارمة جداً أحياناً.
* هل من ضمن الاستراتيجيات الحالية على الأرض مواجهة الهدر الغذائي؟ وماذا عن إعادة تدوير هذا الهدر؟
- نحن قمنا بعملية نشر للتقارير السابقة عن الهدر من المياه والمواد الغذائية، وقمنا بعدة ورشات تحسسية وتشاورية في الإقليم، وعرضنا إطاراً استراتيجياً للحد من الهدر الغذائي على وزراء الزراعة، في روما عام 2014، وأطلقنا 3 مشروعات يتم تنفيذها الآن في مصر وتونس لدعم القدرات للحد من الهدر في الإنتاج... ولكن هذا الموضوع، كما ذكرت من قبل، يتطلب عملاً جماعياً، فالمهدر والفاقد من الغذاء كبير جداً؛ إذ يشير بعض التقييمات إلى أن الفاقد والمهدر من الغذاء يصل أحياناً إلى 30% من المتوفر من الغذاء، ولذا فإن للإعلام دوراً أساسياً للتوعية من أجل تغير سلوكيات الإنتاج والاستهلاك وتعديل وتحسين الثقافة.
والمشاريع التي تدعمها «الفاو» الآن تركز على الفاقد في مراحل سلسلة الإنتاج، وليس هدر الغذاء في مرحلة الاستهلاك. وتحاول هذه المشاريع أن ترصد أين يحصل بالضبط الفاقد، وفي أي مرحلة من الإنتاج، حتى تتم توعية المزارعين بذلك، وإدخال تقنيات وأساليب يمكن أن تحدّ من حجمه.
* في ظل هذه التحديات التي تواجه سلسلة الغذاء، هل يمكن أن نسأل عن «الفرصة الضائعة» أو «الفرصة البديلة»؟
- هناك فرص بديلة، وهناك استراتيجيات... في هذه المنطقة حتى أكون موضوعياً، مسألة الأمن الغذائي كانت دائماً أولوية أولى بالنسبة إلى الحكومات، لأنها تدرك قبل أي أحد آخر أن إشكالية الأمن الغذائي في المنطقة صعبة، وبالتالي وضعت استراتيجيات لدعم القطاع الزراعي، وضخت استثمارات هائلة لدعم قطاع المياه، ودعم أسعار المواد الغذائية الأساسية حتى يتمكن المواطن من الحصول على قوت يومه بأقل تكلفة... لكن هذه السياسات كذلك بها سلبيات تظهر -كما ذكرت- في الهدر الذي يحصل في عملية استهلاك الغذاء... خصوصاً إذا لم يشعر المواطن في مرحلة ما بالتكلفة الحقيقية للغذاء، ولم يشعر المزارع والمواطن بالتكلفة الحقيقية للمياه، هذا أولاً.
ثانياً، تم توجيه المواطنين -بطريقة غير مباشرة عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة- إلى استهلاك كبير للحبوب، وأصبحت هي المصدر الأساسي لتناول السعرات الحرارية التي تعتمد عليها سلة الغذاء في منطقتنا، وتم إهمال –أو على الأقل تخفيف- المصادر الأخرى، خصوصاً استهلاك الفواكه والخضراوات واللحوم البيضاء، رغم أن لها دوراً أساسياً في توفير المغذيات الأساسية، وأيضاً تستهلك تكلفة مياه أقل ولديها قدرة وعائد أكبر لتصديرها، حين نقارنها بزراعة القمح على سبيل المثال.
وعلى الرغم من حسن النية من وراء السياسات الزراعية؛ فإنها كان لها أحياناً بعض الانعكاسات السلبية، وهو ما يتطلب المراجعة في المرحلة القادمة من أجل إحداث توازن أكبر على مستوى الإنتاج والاستهلاك والموارد المائية.
* هل هناك مساعٍ من المنظمة لجذب استثمارات في مجالات غذائية وزراعية للدول الأكثر استقراراً؟
- «الفاو» منظمة فنية بالأساس وليست منظمة تمويلية، ولكن لدينا شراكة قوية مع هيئات تمويلية كبيرة في العالم، ولنا دور مهم في وضع السياسات وصياغة البرامج الاستثمارية في القطاع الزراعي. على سبيل المثال، في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) دعمنا وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية في تنظيم منتدى الاستثمار الزراعي في مصر، حيث ساهمت «الفاو» بقيام دراسات سلاسل الإنتاج الواعدة بمصر، والتي شملت 4 سلاسل هي: القمح والفواكه والسكر والدواجن، وكان موضوع التشاور واسعاً ما بين جميع المشاركين من الحكومة والقطاع الخاص والهيئات التمويلية والمستثمرين الداخليين والخارجيين، مع العلم أن المستثمرين المصريين هم الأهم في عملية الإنتاج الزراعي في مصر.
وهذه السلاسل الأربع فيما بينها تقدَّر بنحو 60% من الناتج الزراعي لمصر، وهذا المنتدى كان مرحلة مهمة لتشجيع وتسليط الضوء على الاستثمار الزراعي، وساهم فيه البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وهيئات أخرى. وعلى المستوى الإقليمي، بدأنا العمل بطلب من مجموعة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في روما للتحضير لمؤتمر كبير للاستثمار الزراعي قد يتم تنظيمه بنهاية عام 2018 أو بداية عام 2019.
* كيف يتم تنسيق التعاون بين دول المنطقة للتكامل الغذائي؟ وما الأولويات المشتركة؟
- دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تتقاسم عوامل مشتركة، من ضمنها ندرة المياه والتغيرات المناخية ومشكلات التغذية... و«الفاو» تعمل على المستوى الإقليمي مع الدول على مواجهة المشكلات والتحديات التي يمكن أن يحصل فيها تكامل أو تعاون أكبر وتبادل الخبرات، وغيرها.
وهناك الكثير من التجارب الجيدة التي تحدث في بلدان عديدة من المنطقة، ومنها خبرات مبنية على مئات السنين من ممارسات زراعية على سبيل المثال في مصر والعراق وسوريا، ويمكن للمزارع في دولة أخرى الاستفادة من هذه القدرات والمعرفة المبيتة والمتراكمة على مدى العقود.
والأولويات والموضوعات الإقليمية الجوهرية التي تعمل عليها «الفاو» يتم اعتمادها في مشاورات مع وزراء زراعة المنطقة خلال المؤتمر الإقليمي الذي ينعقد كل سنتين، والدورة المقبلة ستعقد ما بين 23 و27 أبريل (نيسان) المقبل. وعلى سبيل المثال، «الفاو» أطلقت مبادرة ندرة المياه، وهي مبادرة إقليمية تم اعتمادها من طرف جامعة الدول العربية، ويتم في إطارها الكثير من الاجتماعات التشاورية، والعمل الميداني على موضوعات أساسية، مثل الحسابات المائية وإنتاجية المياه الزراعية، والتحضير لمواجهة الجفاف وتغيرات المناخ. ونعمل الآن على بناء منصة لتبادل المعارف والتجارب لندرة المياه.
* وضعت الأمم المتحدة «أجندة 2030»... ما الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن منها؟
- الأجندة انطلقت عام 2016، و«الفاو» تركز على متابعة حالة الأمن الغذائي... وبالتالي نحن في بداية العملية، ولا يمكن الآن في الحقيقة الكلام عن إنجازات في هذا الإطار.
لكن كما ذكرت من قبل، هذه المنطقة شهدت تطورات إيجابية على مدى سنين عديدة، لكنها دخلت بعدها في دوامة الصدمات والأزمات، وبالتالي هي اليوم للأسف أسوأ مما كانت عليه بالمقارنة مع بداية هذا القرن، وما نوصي به ونعمل عليه الآن مع دول المنطقة هي محاولة إعادة الأمور إلى مسار التنمية الصحيح، لأن «أجندة 2030» تتطلب مقاربات شمولية، وتعترف بأنه لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي من دون سلام؛ ولا يمكن تحقيق الهدف الأول، وهو القضاء على الجوع، دون أن تحقق كذلك الهدف الخاص بالتعليم والهدف الخاص بالصحة والهدف الخاص بالأنماط الاستهلاكية والإنتاجية المستدامة؛ وهذا هدف جديد أُدخل على الأجندة، ويشير بوضوح إلى ما تكلمنا عنه من قبل فيما يخص الفاقد والمهدر من الغذاء والمياه.
* المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تحدث في أركان العالم حالياً، كيف ترى أنها تؤثر على المنطقة من حيث الأمن الغذائي؟
- هذه المنطقة تتأثر بكل ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الغذائية العالمية أو تذبذب تلك الأسعار أو اضطرابها، كل ذلك يمكن أن يؤثر على الأمن الغذائي للمنطقة لأننا نستورد نحو 50% من استهلاكنا من المواد الغذائية، ونتأثر بقرارات الدول المنتجة الكبرى للمواد الغذائية وحتى بالصدمات التي تتعرض لها زراعات تلك الدول... لكن دول المنطقة ليست لديها دائماً مواقف موحدة على الأمور الأساسية التي تؤثر على وفرة وأسعار المواد الغذائية المستوردة. وكل دولة على حدة لديها استراتيجيتها للأمن الغذائي، وهناك مبادرات على مستوى الجامعة العربية للأمن الغذائي؛ ولكن ما زلنا بحاجة إلى التطبيق والتنسيق الأقوى.
* ختاماً... كيف ترى ملخص الوضع في المنطقة؟
- أولاً، رسالتي الأساسية أن النزاعات هي السبب الرئيس وراء تدهور حالة الأمن الغذائي بالأساس... ثلاثة أرباع من يعانون من الجوع يعيشون في مناطق النزاع؛ وانعكاسات النزاع ليست فقط على الأمن الغذائي، فهناك أيضاً انعكاسات بشرية تتمثل في عدد ومأساة المهجّرين داخلياً واللاجئين، هذه المشكلات قد تتطلب وقتاً طويلاً لحلها.
ثانياً، الأزمات جعلت دول المنطقة تنفق أموالاً طائلة على محاربة الإرهاب والنزاعات والعنف، وهذه الأموال من المفترض أن تكون مخصصة أصلاً للتنمية والتحضير للمستقبل، مما يخيم على درجة النمو المستقبلي.
ثالثاً، فإن الأنظار اليوم والعقول والأذهان والموارد كلها مصوبة نحو هذه الحروب والنزاعات والعنف؛ بدلاً من أن تكون إلى أمور جوهرية مصيرية مثل: الأمن المائي، والتغيرات المناخية، والتنمية الريفية، وبطالة الشباب، ومستويات التعليم والصحة... وفي الحقيقة هذه هي الفرصة الضائعة الكبيرة.
وأخيراً، العمل الجماعي ضرورة ملحّة؛ حيث لا يمكن لأي بلد من المنطقة أن يخرج ناجحاً بمفرده من الواقع الحالي، وهذا ما يوصي به التقرير.


مقالات ذات صلة

مسؤوول كوري شمالي: إذا تشكلت لجنة خبراء أممية جديدة «فستدمر نفسها ذاتياً»

آسيا مبعوث كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة السفير كيم سونغ (موقع الأمم المتحدة)

مسؤوول كوري شمالي: إذا تشكلت لجنة خبراء أممية جديدة «فستدمر نفسها ذاتياً»

قال مبعوث كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتشكيل مجموعات جديدة لمراقبة العقوبات المفروضة على بلاده سيكون مصيرها الفشل

«الشرق الأوسط» (سيول)
المشرق العربي ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)

مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين في لبنان

التمييز والكراهية ضد اللاجئين في ارتفاع على مستوى العالم، بما في ذلك في لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتهام روسيا بضرب مستشفى سوري في شكوى أمام لجنة أممية

اتهام روسيا بانتهاك القانون الدولي بسبب قصفها عمداً مستشفى في شمال سوريا عام 2019.

المشرق العربي أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)

بسبب حرب غزة... منظمتان للأمم المتحدة تحذران من تنامي الفقر في فلسطين

بعد نحو 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من زيادة نسب الفقر في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى 58 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي يحتاج قطاع غزة إلى مئات الملايين من الدولارات لجعل غزة آمنة للسكان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا

أعلنت الأمم المتحدة أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا، وهي تمثل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير في القطاع الفلسطيني الضيق.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

اتفاقات مكثفة تمهيداً لتكامل اقتصادي بين الجزائر وموريتانيا

وفدا التجارة الجزائري والموريتاني في مراسيم إمضاء اتفاقات تشمل عدة قطاعات (وزارة التجارة الجزائرية)
وفدا التجارة الجزائري والموريتاني في مراسيم إمضاء اتفاقات تشمل عدة قطاعات (وزارة التجارة الجزائرية)
TT

اتفاقات مكثفة تمهيداً لتكامل اقتصادي بين الجزائر وموريتانيا

وفدا التجارة الجزائري والموريتاني في مراسيم إمضاء اتفاقات تشمل عدة قطاعات (وزارة التجارة الجزائرية)
وفدا التجارة الجزائري والموريتاني في مراسيم إمضاء اتفاقات تشمل عدة قطاعات (وزارة التجارة الجزائرية)

حققت الجزائر وموريتانيا خطوة جديدة في مسعى لإحداث تكامل اقتصادي بينهما، بدأ مطلع العام بإطلاق منطقة للتبادل الحر، وفتح معبرين حدوديين بغرض التجارة؛ حيث جرى توقيع 7 مذكرات تفاهم بين وفدين يمثلان التجارة والاستثمار في البلدين، بمناسبة «معرض المنتجات الجزائرية»، الذي يقام حالياً في نواكشوط تحت إدارة «شركة التصدير والاستيراد» الحكومية.

وأكدت وزارة التجارة وترقية الصادرات الجزائرية، بحسابها بالإعلام الاجتماعي، أن مذكرات التفاهم الموقّعة بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الموريتانيين تخص مجالات التعاون والتصدير والتمثيل التجاري في عدة قطاعات أبرزها، الصناعات الغذائية والخزف والسيراميك، والأثاث المكتبي والأبواب الداخلية والخارجية والنوافذ. إضافة إلى صناعة الدواء والقفازات الطبية الجراحية، والأواني المنزلية والأثاث المعدني والبناء الحديدي الجاهز، والخزانات المعدنية وأسلاك التلحيم.

معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط (وزارة التجارة الجزائرية)

ووفق تقارير صحافية جزائرية، شهدت التظاهرة التجارية الخاصة بالمنتوج الجزائري في يومها الثالث (السبت)، «إقبالاً واسعاً من قبل المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين، وهذا بهدف إبرام عقود تجارية، في مختلف المجالات كالبناء والأشغال العمومية وصناعات الدواء ومواد التجميل والصناعات الغذائية والخدمات كالنقل الدولي. كما تشهد إقبالاً كبيراً من العائلات الموريتانية للتعرف على المنتجات الجزائرية وشرائها»، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية التي أشارت إلى تنظيم لقاءات بين رجال أعمال وناشطين في الاقتصاد من موريتانيا، وعارضين تجاريين جزائريين.

ويشار إلى أن «معرض المنتجات الجزائرية في نواكشوط»، ينظم للمرة السادسة، حيث يشارك فيه 183 مؤسسة، أغلبها من القطاع الخاص. وقالت وزارة التجارة إن تنظيمه «يدخل في إطار تجسيد برنامج التظاهرات الاقتصادية للجزائر في الخارج»، مبرزة أنه «ثمرة جهود تبذلها سلطات البلدين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي، وإبراز القدرات الجزائرية في مجال الإنتاج».

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، قد زار موريتانيا الشهر الماضي، حيث التقى الوزير الأول محمد بلال مسعود، وبحث معه «تكثيف التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، والعمل على تسخير الوسائل البشرية والمادية الضرورية للإسراع في تجسيد المشروعات المشتركة بين البلدين الشقيقين»، وفق بيان للخارجية الجزائرية، كما بحثا «الجوانب التحضيرية المتعلقة بالاستحقاقات الثنائية المقبلة، خصوصاً التئام لجنة المتابعة وانعقاد الدورة الـ20 للجنة المشتركة الكبرى المرتقبة بالجزائر»، وفق البيان نفسه الذي نقل عن عطاف، بأن الجزائر وموريتانيا «تتقاسمان انشغالاً عميقاً إزاء ما يحيط بهما من توترات في بيئة إقليمية مضطربة».

وتشتغل وزارتا التجارة في البلدين، منذ 3 أشهر، على ضبط لائحة تتضمن منتجات ستعفى من الرسوم الجمركية، وذلك من أجل تسهيل المبادلات التجارية، التي بلغت 414 مليون دولار في 2023، وذلك بزيادة قدرها 82 في المائة، مقارنة بعام 2022 (297 مليون دولار). وصرح وزير التجارة الجزائري الطيب زيتوني، للصحافة في مارس (آذار) الماضي، بأن قيمة صادرات بلاده إلى موريتانيا بلغت العام الماضي 62 مليون دولار، بزيادة قدرها 51 في المائة مقارنة بعام 2022.

وكان الرئيسان عبد المجيد تبون ومحمد ولد الشيخ الغزواني قد التقيا بمدينة تندوف الحدودية (جنوبي غرب) في 22 فبراير (شباط) الماضي، حيث أشرفا على إطلاق مشروع «طريق تندوف زويرات» (840 كيلومتراً)، وعلى فتح المعبر الحدودي.


«سابك» تستضيف «منتدى بواو الآسيوي» الأول بالسعودية الاثنين

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«سابك» تستضيف «منتدى بواو الآسيوي» الأول بالسعودية الاثنين

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

تستضيف الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، الاثنين، أول مؤتمر لـ«منتدى بواو الآسيوي» بالمملكة، تحت شعار «تحول الطاقة من أجل مستقبل مستدام»؛ بهدف تعزيز التعاون الدولي، وزيادة التكامل بين القطاعات المختلفة.

وانطلاقاً من شراكتها الاستراتيجية التي دامت 16 عاماً مع المنتدى، تظل «سابك» ملتزمة بتعزيز التعاون بين الشركات والبلدان المرتبطة بسلاسل قيمة المنتجات، وفقاً لبيان صادر عن الشركة.

وإضافة إلى دعمها المؤتمرات السنوية، شاركت «سابك» أيضاً في عدد من المؤتمرات ذات الصلة، بما في ذلك «منتدى العلوم والتقنية والابتكار»، و«المنتدى العالمي للتنمية الاقتصادية والأمن» التابعان لـ«منتدى بواو الآسيوي»، حيث شاركت «سابك» خبراتها الثرية في مجالي الابتكار والاستدامة.

ومن خلال الدور المتقدم للمنتدى في تعزيز التعاون الإقليمي والنمو المستدام والشامل، تمكنت «سابك» من تعزيز التزامها تجاه السوق الصينية، خلال السنوات الأخيرة، كما تعاونت مع الشركاء المحليين من أجل توسيع بصمتها في السوق منذ دخولها البلاد في ثمانينات القرن الماضي.

وتكرّس «سابك» جهودها لدعم التنمية الاقتصادية عالية الجودة في الصين، وذلك من خلال تقديم مزيد من الحلول المبتكرة التي تغطي سلسلة القيمة بأكملها.

وعمدت «سابك» إلى زيادة نشاطها في تطبيقات الطاقة المتجددة بالصين لتسهيل تحولها نحو التنمية المستدامة من خلال استراتيجية مبنية على الابتكار، والتي تشكل أيضاً جزءاً رئيساً من خريطة الشركة العالمية نحو الحياد الكربوني.

ولكونها رائدة في صناعة الكيماويات، تعمل «سابك» على تمكين التحول في قطاع الطاقة نحو مستقبل مستدام، من خلال تعزيز روح التعاون والابتكار؛ وذلك لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

يُذكر أن الصين تواصل تبني مزيد من الإصلاحات الاقتصادية وتعزز الشراكة الاستراتيجية الصينية السعودية، يقابل ذلك استمرار «سابك» في الاستفادة من «منتدى بواو الآسيوي» بوصفه منبراً بارزاً لتعميق مشاركتها في مختلف الصناعات، والإسهام في التكامل الاستراتيجي بين «مبادرة الحزام والطريق الصينية» و«رؤية 2030».


الغلاء يغير عادات احتفال أسر مصرية بـ«شم النسيم»

بنايات على نيل القاهرة  (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

الغلاء يغير عادات احتفال أسر مصرية بـ«شم النسيم»

بنايات على نيل القاهرة  (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

اعتادت المصرية صافيناز حسن أن تقيم «وليمة» من «الفسيخ والرنجة والأسماك» لأبنائها وأحفادها في يوم «شم النسيم»، حيث تقوم باستضافتهم في مسكنها بحي كليوباترا في محافظة الإسكندرية، في عادة تكررها سنوياً. إلا أن هذا العام قررت ربة المنزل الستينية أن تغير مكونات «الوليمة» بعد أن طالها غلاء الأسعار بشكل كبير، وأن تقتصر «العزومة» على السردين فقط.

وتعد الأسماك المملحة (الفسيخ والرنجة) من أهم المأكولات المحببة لدى الكثير من المصريين في الأعياد، ومن العادات المتوارثة لدى المصريين في «شم النسيم» بالأخص منذ عهد الفراعنة، لكن هذه العادة تأتي هذا العام مع ما سجلته أسعار الأسماك من ارتفاعات خلال الأسابيع الماضية، ما دعت إلى إطلاق حملات مقاطعة شعبية لها، بهدف «خفض أسعارها».

وعانت مصر خلال الأشهر الماضية من أزمة غلاء بسبب تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، ونقص العملة الأجنبية. وتراجع معدل التضخم السنوي على مستوى المدن خلال مارس (آذار) الماضي إلى 33.3 في المائة، مقابل 33.7 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي، وفق بيانات رسمية.

«شم النسيم» موسم رئيسي لتناول الفسيخ والرنجة (الشرق الأوسط)

وقالت المصرية صافيناز حسن لـ«الشرق الأوسط»: «يحضر أبنائي من محافظة الشرقية (دلتا مصر) إلى الإسكندرية لزيارتي في شم النسيم، للاستمتاع بالطقس المعتدل، وتناول الأسماك، ومع تحضيري لـ(الوليمة) فوجئت بارتفاع أسعار الفسيخ الذي وصل إلى 450 جنيهاً (الدولار الأميركي يساوي 47.89 جنيهاً في البنوك المصرية)، بزيادة كبيرة عن العام الماضي، وهو ما يفوق قدرتي المالية على شرائه، وحتى لا أفسد هذه اللّمة الأسرية السنوية، قررت استبدال أسماك السردين بالفسيخ، فأسعاره مناسبة لميزانيتي».

وبحسب «شعبة الأسماك» بالغرف التجارية في القاهرة، أخيراً، فإن «أسعار الفسيخ تتراوح ما بين 400 و450 جنيهاً، مقابل 220 و275 جنيهاً العام الماضي، حسب المناطق، بزيادة قدرها 175 جنيهاً، بينما تبدأ أسعار الرنجة من 120 جنيهاً للكيلو مقابل 90 جنيهاً للكيلو العام الماضي. وأرجع نائب رئيس «شعبة الأسماك» بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد حليم، زيادة أسعار الرنجة والفسيخ هذا العام، إلى «ارتفاع تكاليف الإنتاج من ملح وكركم ومستلزمات تعبئة وتغليف مقارنة بمستواها العام الماضي».

وفي القاهرة؛ تباينت مشاهد الزحام أمام محلات «الفسخانية» إلى حد ما، مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما رصدته «الشرق الأوسط» أمام «فسخاني شاهين»، أحد باعة الفسيخ والرنجة بمنطقة السيدة زينب بوسط العاصمة المصرية، والذي «وصل سعر الفسيخ لديه إلى 500 جنيه للكيلو، فيما سجل سعر كيلو الرنجة 250 جنيهاً»، بحسب أحد الباعة. وقال الأربعيني أحمد حلمي، أحد المتواجدين للشراء أمام المحل، «اعتدت شراء الفسيخ والرنجة كل عام، لكن السعر هذا العام فاجأني، لذا قررت الاكتفاء فقط بنصف كيلو من الرنجة».

الخبيرة الاجتماعية والنفسية في مصر، داليا الحزاوي، ترى أن الأسر المصرية اعتادت شراء الأسماك المملحة كواحد من مظاهر الاحتفال بـ«شم النسيم»، فهي عادة تاريخية منذ قدماء المصريين، لكن هذا العام مع الارتفاع الملحوظ في أسعار الفسيخ والرنجة، اضطرت الأسر إلى أن تلجأ قبل الموسم بشراء السمك البوري وتمليحه في المنزل، بتكلفة أقل بكثير من شرائه من المحلات، كما «انتشرت هذا العام ظاهرة بيع الفسيخ المُعد في المنزل عبر صفحات على (فيسبوك)، حيث تقوم بعض السيدات بإعداده في مطابخهن، ثم الترويج له إلكترونيا».

الفسيخ من أهم المأكولات المحببة للمصريين في «شم النسيم» (الشرق الأوسط)

وأضافت الحزاوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «ارتفاع أسعار الأسماك المملحة فرض على كثير من المواطنين تقليل الكميات عند الشراء، حتى يحافظوا على أهم طقوس شم النسيم، والاستمتاع بهذا القليل في الأجواء العائلية، والذهاب إلى الحدائق والمتنزهات».

كما دفع ارتفاع أسعار «الفسيخ والرنجة» بعض المصريين إلى التوجه إلى منافذ المجمعات الاستهلاكية، وفروع الشركات التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية، والتي طرحت الرنجة بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق الأخرى بنسبة 20 إلى 25 في المائة، حيث تباع بسعر 160 جنيهاً للكيلو.

ولجأت الحكومة المصرية خلال الأشهر الأخيرة إلى تشديد إجراءاتها لـ«ضبط الأسواق» في البلاد، ومواجهة «عمليات تخزين السلع الغذائية».


مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق أولى جلسات الأسبوع مرتفعاً 0.17% بقيادة البنوك

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 332.34 نقطة وبنسبة 1.25% (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 332.34 نقطة وبنسبة 1.25% (الشرق الأوسط)
TT

مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق أولى جلسات الأسبوع مرتفعاً 0.17% بقيادة البنوك

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 332.34 نقطة وبنسبة 1.25% (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 332.34 نقطة وبنسبة 1.25% (الشرق الأوسط)

أغلق «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)»، جلسة اليوم (الأحد)، مرتفعاً بمقدار 20.78 نقطة، وبنسبة 0.17 في المائة، عند 12373.11 نقطة، بسيولة بلغت قيمتها 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، متأثراً بارتفاع قطاع البنوك بنسبة 1 في المائة.

وسجل سهم «الراجحي» و«الأهلي» ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة عند 81.00 و36.75 ريال، كما ارتفع سهم «البلاد» بنسبة 3 في المائة، عند 36.75 ريال.

وكانت شركة «الواحة» الأكثر ربحية في التداولات بنسبة 10 في المائة، عند 47.45 ريال، يليها «ريدان» و«الكابلات السعودية» بنسبة 8 و6 في المائة، عند 33.40 و78.80 ريال على التوالي، في حين كانت أسهم شركات «جي آي جي» و«نادك» من بين الأكثر خسارة في التعاملات بنسبة 10 و4 في المائة، عند 34.90 و33.75 ريال، على التوالي، بعد إعلانهما عن النتائج المالية للربع الأول من العام الحالي.

أما أسهم شركات «شمس»، و«سبكيم العالمية»، و«باتك»، و«الأصيل»، و«الصناعات الكهربائية»، فكانت الأكثر نشاطاً بالكمية، وأسهم شركات «سال»، و«سبكيم العالمية»، و«الراجحي»، و«عذيب للاتصالات»، و«الإنماء» الأكثر نشاطاً في القيمة.

كما أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو)، اليوم (الأحد)، مرتفعاً 332.34 نقطة وبنسبة 1.25 في المائة، ليقفل عند مستوى 26790.15 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 25 مليون ريال (6.6 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة مليونَي سهم.


وفد سعودي تجاري يزور باكستان لإبرام صفقات اقتصادية ثنائية

أحد شوارع باكستان وتظهر صورة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي (إي.بي.آي)
أحد شوارع باكستان وتظهر صورة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي (إي.بي.آي)
TT

وفد سعودي تجاري يزور باكستان لإبرام صفقات اقتصادية ثنائية

أحد شوارع باكستان وتظهر صورة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي (إي.بي.آي)
أحد شوارع باكستان وتظهر صورة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي (إي.بي.آي)

يقوم وفد سعودي رفيع المستوى من القطاع التجاري، يضم 50 عضواً، يمثلون 30 شركة من مختلف القطاعات، بزيارة إلى باكستان من أجل عقد صفقات اقتصادية واستثمارية ثنائية، ضمن توجهات حكومة المملكة، مؤخراً، الملتزمة بتسريع حزمة مشروعات بقيمة 5 مليارات دولار.

وجاءت هذه الخطوة عقب زيارة وفد سعودي حكومي رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إلى العاصمة إسلام آباد، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، ترأس خلالها اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين، حيث استعرض أبرز فرص تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، وبحث زيادة التبادل التجاري، بما يحقق تطلعات القيادتين.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد زار الرياض الأسبوع الماضي، حيث شارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد في العاصمة السعودية.

وقال وزير البترول الاتحادي الباكستاني، مصدق مالك، إن وفداً تجارياً سعودياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الاستثمار السعودي سيصل إلى باكستان، الأحد، لبحث فرص الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأوضح مالك، خلال مؤتمر صحافي في لاهور، السبت، أن نائب وزير الاستثمار السعودي يزور باكستان مع ممثلين من 30 إلى 35 شركة، يأتي رؤساؤها التنفيذيون.

وأكد الوزير الباكستاني أن الجانبين ناقشا خلال التعاقدات الأخيرة مشروع مصفاة جديدة سيتم استخدامها لأغراض التصدير لتحقيق إيرادات أجنبية. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة الأمن الغذائي أيضاً لتعزيز القطاع الزراعي في باكستان.

وأبلغ أن رئيس الوزراء شهباز شريف يريد أن يأخذ القطاع الخاص في البلاد زمام المبادرة على هذه الطريق نحو التقدم. وواصل أن المستثمرين السعوديين سوف يجلسون مع الشركات الباكستانية ويكتشفون طرقاً لربط المواهب برأس المال والاستثمار اللازم على المستوى الدولي لثورة تكنولوجيا المعلومات.

وأفاد مالك أن التعاون الثنائي سيفيد في المقام الأول المنشآت الصغيرة، وخاصة شركات التكنولوجيا التي أنشأها الطلاب الشباب الذين من المرجح أن يحصلوا على قدر كبير من الاستثمار من رواد الأعمال السعوديين.

ويعتقد أن شركات الكيماويات والطاقة والزراعة ستستفيد أيضاً من التعاون الثنائي المستمر بين الجانبين.


أرباح «البنك السعودي الأول» تنمو 16 % في الربع الأول إلى 533 مليون دولار

زادت موجودات البنك بنسبة 12% خلال الربع الأول إلى 369.6 مليار ريال (رويترز)
زادت موجودات البنك بنسبة 12% خلال الربع الأول إلى 369.6 مليار ريال (رويترز)
TT

أرباح «البنك السعودي الأول» تنمو 16 % في الربع الأول إلى 533 مليون دولار

زادت موجودات البنك بنسبة 12% خلال الربع الأول إلى 369.6 مليار ريال (رويترز)
زادت موجودات البنك بنسبة 12% خلال الربع الأول إلى 369.6 مليار ريال (رويترز)

نما صافي أرباح «البنك السعودي الأول» خلال الربع الأول من العام 2024 بنسبة 16 في المائة إلى ملياري ريال (533 مليون دولار)، مقارنة بـ1.7 مليار ريال (453 مليون دولار) خلال الفترة ذاتها من العام 2023.

وأرجع البنك أسباب النمو في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية «تداول»، إلى ارتفاع إجمالي دخل العمليات، وانخفاض في مخصص خسائر الائتمان المتوقعة، وقابل ذلك جزئياً زيادة في مخصص الزكاة، وضريبة الدخل، ومصاريف العمليات.

كما ارتفع إجمالي دخل العمليات نتيجة نمو صافي دخل العمولات الخاصة، وصافي دخل الأتعاب والعمولات، ودخل صرف العملات، مقابل زيادة في خسائر استثمارات بالتكلفة المطفأة، ونما إجمالي مصاريف العمليات بسبب زيادة الرواتب، ومصاريف الموظفين، والاستهلاك والإطفاء، حيث قابل ذلك انخفاض المصاريف العمومية والإدارية.

وعلى أساس ربعي ارتفع صافي الربح بنسبة 10 في المائة، مقارنة بـ1.8 مليار ريال (480 مليون دولار) خلال الربع الأخير من عام 2023.

وزادت موجودات البنك بنسبة 12 في المائة، إلى 369.6 مليار ريال (98.5 مليار دولار)، مقارنة بـ328.8 مليار ريال (87.6 مليار دولار) سجلها خلال الفترة ذاتها من العام السابق.

وأوضح البنك، أن صافي دخل العمولات الخاصة من التمويل ارتفع 10 في المائة إلى 2.3 مليار ريال مقارنة بالربع الأول من العام السابق، بينما تراجع صافي دخل العمولات الخاصة من الاستثمارات بـ10.5 في المائة خلال الفترة ذاتها إلى 324 مليون ريال.

وهبط إجمالي مخصص خسائر الائتمان المتوقعة والخسائر الأخرى بنسبة 64.6 في المائة إلى 81 مليون ريال مقابل 229 مليوناً في الربع الأول من العام 2023، بسبب انخفاض المحمل منها على محفظة القروض خلال الربع الحالي.

ووفق البنك، ارتفعت كل من محفظة القروض والسلف وودائع العملاء بنسبة 19 و11 في المائة على أساس سنوي إلى 228 و251 مليار ريال على التوالي، كما حقق إجمالي حقوق الملكية (بعد استبعاد حقوق الأقلية) زيادة بنسبة 10 في المائة خلال الفترة ذاتها إلى 63 مليار ريال.


الميزانية السعودية: نمو القطاع غير النفطي بنسبة 9 % خلال الربع الأول

الميزانية السعودية: نمو القطاع غير النفطي بنسبة 9 % خلال الربع الأول
TT

الميزانية السعودية: نمو القطاع غير النفطي بنسبة 9 % خلال الربع الأول

الميزانية السعودية: نمو القطاع غير النفطي بنسبة 9 % خلال الربع الأول

بلغت الإيرادات غير النفطية في السعودية خلال الربع الأول من عام 2024، نحو 111.5 مليار ريال (26.7 مليار دولار)، بزيادة نسبتها 9 في المائة، مقارنة بما كانت عليه في الربع الأول من عام 2023، حين بلغت 102.3 مليار ريال (27.28 مليار دولار).

وحقّقت الإيرادات النفطية في الربع الأول من العام الحالي 181.9 مليار ريال (48.5 مليار دولار)، مسجلة ارتفاعاً مقارنة بالربع الأول من عام 2023 الذي بلغت فيه 178.6 مليار ريال (47.6 مليار دولار)، بارتفاع نسبته 2 في المائة وإجمالي إيرادات بلغت 293.433 مليار ريال (78.2 مليار دولار).

وتُعزى هذه الزيادة إلى استمرار تطبيق المبادرات والإصلاحات الهيكلية لتنويع الاقتصاد وتعزيز الإيرادات غير النفطية المرتبطة بطبيعتها بالأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى تطوير الإدارة الضريبية وتحسين إجراءات التحصيل.

المصروفات

وبلغ إجمالي المصروفات في الربع الأول 305.8 مليار ريال (81.5 مليار دولار) مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 8 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، الذي بلغ فيه 283.9 مليار ريال (75.7 مليار دولار)؛ حيث يعـزى ذلك إلـى استمرار الحكومة في تقديم الدعم الاجتماعي للمستحقين، بالإضافة إلى الاستمرار فـي تطوير مستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين، ومواصلة تنفيذ العديد من المشروعات والاستراتيجيات التي مـن شأنها أن تحقـق تغييرات هيكلية إيجابية تؤدي إلى توسيع وتنويع القاعدة الاقتصادية.

وارتفاع المصروفات للربع الأول لعام 2024 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2023 بنسبة 8 في المائة يشير إلى نجاح السياسات الماليــة للمملكة في التوســع فــي مستويات الإنفاق الموجـه بشــكل رئيســي إلــى البرامــج والمشروعات التنموية والاستراتيجيات المناطقيـة والقطاعيـة الدافعـة لتعزيـز النمـو الاقتصـادي المستدام، بالإضافة إلى تحسـين ورفـع جـودة الخدمـات العامـة وتطويـر البنيـة التحتيـة فـي مختلف مناطق المملكة.

العجز

وبلغ العجز بنهاية الربع الأول من عام 2024 نحو 12.4 مليار ريال (3.3 مليار دولار) مقارنة بالعجز المسجل بنهاية الربع الأول من عام 2023 الذي بلغ نحو 2.9 مليار ريال (773 مليون دولار)، وذلك نتيجة توجــه الحكومة فــي تبني الإنفاق التوسعي لتنفيذ الاستراتيجيات والمشروعات، حيث تعد نسبة العجز محدودة وتم تمويلها من خلال إصدارات الدين.

ويرجع ارتفاع العجز إلى استمرار توجه الحكومة في تبني الإنفاق التوسعي لأنشطة اقتصادية ذات عائد اقتصادي، مع تسريع تنفيذ المشروعات والبرامج ذات العائدين الاجتماعي والاقتصادي.

وفي الوقت ذاته، ستستمر السياسة المالية للمملكة في العمل على تحقيق التوازن بين أهداف النمو الاقتصادي والمحافظة على الاستدامة المالية وتنمية الإيرادات غير النفطية، والاستمرار في العمل على رفع كفاءة الإنفاق وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد. ومع وجود احتياطات حكومية مرتفعة، سوف تستمر عمليات الاقتراض المحلية والخارجية لتمويل العجز المتوقع في الميزانية وسداد أصل الدين المستحق خلال عام 2024 وعلى المدى المتوسط.

الدين العام

وسجل إجمالي الدين العام حتى نهاية الربع الأول من عام 2024 نحو 1.115.8 تريليون ريال (297.5 مليار دولار)، منها 665.0 مليار ريال (177.3 مليار دولار) ديناً داخلياً، و450.8 مليار ريال (120.2 مليار دولار) ديناً خارجياً، في الوقت الذي تشير المعلومات إلى أن السعودية لديها نسبة احتياطات حكومية جيدة تمكنها من مواجهة الصدمات المالية والاقتصادية.

ووفقاً لنتائج الميزانية العامة للسعودية - أكبر اقتصاد عربي - خلال الربع الأول من العام الحالي 2024، فإنها تؤكد استمرار الحكومة في استكمال مسيرة الإصلاحات التي تجريها على الجانبين الاقتصادي والمالي في ظل رؤية السعودية 2030 وتحقيق الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، والتي تعـزز متانة وقوة اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات والتطورات الاقتصادية العالميـة.

الصحة والتنمية الاجتماعية

ويعد مواصلة دعم قطاعي الصحة والتنمية الاجتماعية والخدمات البلدية بوصفها من القطاعات التي تسهم في تحسين ورفع جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين، وبالتالي رفع جودة الحياة، وفقاً لرؤية السعودية 2030، حيث بلغ إجمالي الإنفاق على هذين القطاعين بنهاية الربع الأول لعام 2024 نحو 87.3 مليار ريال (23.28 مليار دولار).

ويؤكد ارتفاع الإنفاق على قطاعي الصحة والتنمية الاجتماعية، خلال الربع الأول للعام الحالي بنسبة 22 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، مضي الحكومة في تقديم الدعم الاجتماعي للمستحقين، من خلال استمرار الدعم المالي الإضافي في برنامج حساب المواطن وزيادة الحد الأدنى الأساسي لاحتساب المعاش لمستحقي الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى الارتقاء في تطوير مستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين.

مصروفات السلع والخدمات

وأظهر تقرير الربع الأول ارتفاعاً كبيراً في المصروفات على باب السلع والخدمات مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، ويعزى ذلك لارتفاع النفقات على المستلزمات الطبية لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية والقطاع العسكري. بالإضافة إلى ارتفــاع الصــرف المقــدم للعديد مــن البرامــج والاستراتيجيات المتعلقــة بالقطاعــات الواعــدة ومنها قطاع الرياضة مثل: استراتيجية دعم الأندية الرياضية، إضافة لجهود البلاد فـــي تنمية قطاع السياحة والصرف على عدد من المشروعات منها: مشروع القدية، وذلك فــي إطــار الجهــود المبذولــة لرفــع مســتوى جــودة الحيــاة وفــق رؤيــة السعودية 2030.

كما أظهر تقرير الربع الأول ارتفاعاً كبيراً في الإنفاق على قطاع الخدمات البلدية مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، الذي يعود لارتفاع الصرف على برامج الإسكان التنموي والذي سيسهم برفع نسبة تملك الأسر السعودية لمنازلهم، وكذلك للصرف على عدد من المشروعات والمبادرات التي تستهدف تحسين جودة حياة المواطنين، كمشروع المسار الرياضي ومبادرة الضواحي الخضراء.

الإيرادات غير النفطية

كما أظهر تقرير الربع الأول ارتفاعاً في الإيرادات غير النفطية مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وتعزى الزيادة إلى العمل المتواصل على ركائز رؤية السعودية 2030 واستمرار تطبيق المبادرات والإصلاحات الهيكلية لتنويع الاقتصاد وتعزيز الإيرادات غير النفطية المرتبطة بطبيعتها بالأنشطة الاقتصادية؛ حيث تُشير جل المؤشرات الاقتصادية إلى استمرار النمو في الأنشطة غير النفطية خلال الربع الأول من عام 2024، كمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الذي نما بنحو 10.6 في المائة خلال الربع الأول، ونمو الائتمان المصرفي الممنوح للقطاع الخاص بنحو 10.1 في المائة خلال الربع الأول، في حين بلغ عدد المصانع التي بدأت بالإنتاج نحو 172 مصنعاً خلال أول شهرين من الربع الأول لهذا العام.

بالإضافة إلى ذلك، تطوير الإدارة الضريبية وتحسين إجراءات التحصيل، ما أدى إلى ارتفاع الإيرادات غير النفطية خلال الربع الأول من عام 2024، إلى نحو 111.5 مليار ريال (26.7 مليار دولار) بزيادة بنسبة 9 في المائة عن الفترة المماثلة من العام الماضي 2023.


بعثة من صندوق النقد الدولي تزور باكستان هذا الشهر لمناقشة القرض الجديد

عمال يعملون بأجر يومي ينتظرون الحصول على عمل في كراتشي بباكستان (إ.ب.أ)
عمال يعملون بأجر يومي ينتظرون الحصول على عمل في كراتشي بباكستان (إ.ب.أ)
TT

بعثة من صندوق النقد الدولي تزور باكستان هذا الشهر لمناقشة القرض الجديد

عمال يعملون بأجر يومي ينتظرون الحصول على عمل في كراتشي بباكستان (إ.ب.أ)
عمال يعملون بأجر يومي ينتظرون الحصول على عمل في كراتشي بباكستان (إ.ب.أ)

من المتوقع أن تزور بعثة من صندوق النقد الدولي باكستان، هذا الشهر؛ لبحث برنامج جديد، قبل أن تبدأ إسلام آباد عملية إعداد الموازنة السنوية للسنة المالية المقبلة.

وكانت باكستان قد أكملت، الشهر الماضي، برنامجاً قصير الأجل بقيمة ثلاثة مليارات دولار ساعد في تجنب التخلف عن سداد الديون السيادية، لكن حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف شددت على الحاجة إلى برنامج جديد طويل الأجل.

وقال صندوق النقد الدولي، في رد عبر البريد الإلكتروني، لـ«رويترز»: «من المتوقع أن تزور بعثة باكستان، في مايو (أيار)؛ لمناقشة موازنة السنة المالية 2025 وسياساتها وإصلاحاتها، في إطار برنامج جديد محتمل لرفاهية جميع الباكستانيين».

وتمتد السنة المالية لباكستان من يوليو (تموز) إلى يونيو (حزيران)، ويجب تقديم ميزانيتها للعام المالي 2025، وهي الأولى لحكومة شريف الجديدة، قبل 30 يونيو.

ولم يحدد صندوق النقد الدولي مواعيد الزيارة، ولا حجم البرنامج أو مدته.

وقال بيان صندوق النقد الدولي إن «تسريع الإصلاحات الآن أكثر أهمية من حجم البرنامج الذي ستسترشده حزمة الإصلاحات واحتياجات ميزان المدفوعات».

وتجنبت باكستان التخلف عن سداد الديون بصعوبة، في الصيف الماضي، واستقر اقتصادها الذي يبلغ حجمه 350 مليار دولار بعد استكمال برنامج صندوق النقد الدولي الأخير، مع انخفاض التضخم إلى نحو 17 في المائة، في أبريل (نيسان)، بعد أن سجل ارتفاعاً قياسياً بلغ 38 في المائة خلال مايو الماضي.

ولا تزال تعاني عجزاً مالياً كبيراً، ورغم أنها تمكنت من السيطرة على عجز الحساب الخارجي من خلال آليات مراقبة الواردات، فقد جاء ذلك على حساب ركود النمو، الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 2 في المائة، هذا العام، مقارنة بالنمو السلبي في العام الماضي.

وفي وقت سابق، قال وزير المالية محمد أورنجزيب، في مقابلة مع «رويترز»، إن البلاد تأمل في الاتفاق على الخطوط العريضة لقرض جديد من صندوق النقد الدولي في مايو.

ومن المتوقع أن تسعى باكستان للحصول على ما لا يقل عن 6 مليارات دولار، وتطلب تمويلاً إضافياً من الصندوق، في إطار الصندوق الاستئماني للقدرة على الصمود والاستدامة.


«رسن لتقنية المعلومات» السعودية تنوي طرح 30 % من أسهمها في السوق الرئيسية

السوق المالية السعودية «تداول» (رويترز)
السوق المالية السعودية «تداول» (رويترز)
TT

«رسن لتقنية المعلومات» السعودية تنوي طرح 30 % من أسهمها في السوق الرئيسية

السوق المالية السعودية «تداول» (رويترز)
السوق المالية السعودية «تداول» (رويترز)

أعلنت شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» بصفتها مديراً للاكتتاب عن نية «رسن لتقنية المعلومات» طرح 30 في المائة من أسهمها للاكتتاب العام الأولي. وقالت «السعودي الفرنسي كابيتال» و«مورغان ستانلي السعودية»، بصفتهما المستشارين الماليين ومديري سجل اكتتاب المؤسسات ومتعهدي التغطية للطرح العام الأولي المحتمل لـ«رسن لتقنية المعلومات»، في بيان للسوق المالية السعودية (تداول)، إنه سيجري إدراج 22.7 مليون سهم في السوق الرئيسية.

وأضافت الشركتان أنه من المتوقع أن يشمل الطرح بيع 17.4 مليون سهم تمثل 23 في المائة من رأس مال «رسن» بعد الطرح، وإصدار 5.300 مليون سهم جديد تمثل 7 في المائة من رأس مالها بعد الطرح. وتوقعت أن يمثل الطرح 30 في المائة من رأس مالها بعد زيادته.

وحصلت شركة «رسن» على موافقة «تداول السعودية» على طلب إدراج أسهمها في السوق الرئيسية بتاريخ 07 نوفمبر (تشرين الثاني)، كما حصلت على موافقة «هيئة السوق المالية» لطرح 30 في المائة، من إجمالي أسهمها بعد زيادة رأس المال للاكتتاب العام بتاريخ 25 مارس (آذار). وسيتم تحديد سعر الطرح النهائي لجميع المكتتبين بعد نهاية فترة بناء سجل الأوامر.


ميزانية السعودية في الربع الأول: الإيرادات غير النفطية تنمو 9 %

ارتفعت الإيرادات النفطية 2 في المائة في الربع الأول 2024 (واس)
ارتفعت الإيرادات النفطية 2 في المائة في الربع الأول 2024 (واس)
TT

ميزانية السعودية في الربع الأول: الإيرادات غير النفطية تنمو 9 %

ارتفعت الإيرادات النفطية 2 في المائة في الربع الأول 2024 (واس)
ارتفعت الإيرادات النفطية 2 في المائة في الربع الأول 2024 (واس)

أظهرت الميزانية السعودية أن نفقات الربع الأول من العام الحالي بلغت 305.8 مليار ريال، وبزيادة نسبتها 8 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، فيما الإيرادات بلغت 293 مليار ريال، وبزيادة نسبتها 4 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بالربع الأول من العام 2023. وبهذا تكون الميزانية سجلت عجزاً بواقع 12.4 مليار ريال، مقارنةً بعجز بلغ 2.9 مليار ريال للفترة عينها من 2023.

وارتفعت الإيرادات غير النفطية بواقع 9 في المائة على أساس سنوي إلى 111.5 مليار ريال. أما الإيرادات النفطية فبلغت 181.9 مليار ريال، وبزيادة 2 في المائة عن الربع الأول من العام 2023.