«محفظة ليبيا ـ أفريقيا للاستثمارات» تعد بمشاريع كبرى في تونس

TT

«محفظة ليبيا ـ أفريقيا للاستثمارات» تعد بمشاريع كبرى في تونس

عقد مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار اجتماعه الأول يوم أمس في العاصمة التونسية، بعد تشكيل مجلس إدارة جديد على رأسه الليبي محمد عطية العبيدي بمعية ستة أعضاء آخرين، وقدم المجلس الخطوط العريضة لمشاريعه المستقبلية في تونس وأفريقيا وعدد من البلدان الأوروبية.
وتوقع العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مواصلة الاستثمار في تونس، خاصة في المجال السياحي، وقال إن الاستثمارات الليبية ناجحة وهي قابلة للتطور، ووعد ببعث مشاريع كبرى في تونس قادرة على خلق فرص عمل وتطوير الاقتصاد التونسي.
وبشأن المعوقات التي قد تعترض الاستثمارات التي تقودها محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، قال العبيدي إن مناخ الاستثمار جيد في تونس، وقد تمكنت المؤسسة من تركيز وحدة سياحية ضخمة وسط العاصمة التونسية بتعاون مع الإدارة التونسية. وأشار إلى أن عدم الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا لا يؤثر البتة على الاستثمارات الليبية في تونس وعدد من البلدان الأفريقية الأخرى، مؤكدا على دعم الحكومة الليبية لكل المشاريع الليبية بتونس وسعيها الدائم لتطوير العلاقات الاقتصادية مع تونس ورفع حجم الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
وتعد «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار» أحد أهم المستثمرين في تونس، وذلك بقيمة إجمالية نحو 350 مليون دولار. وقد أنجزت مؤخرا فندقا من فئة خمس نجوم يقع على مقربة من وسط العاصمة التونسية، ويمثل أحدث استثماراتها الحالية في القطاع السياحي التونسي.
ووعد العبيدي بمواصلة الاستثمارات الليبية في تونس، مؤكدا على وجود مهارات وكفاءات تونسية قادرة على تنفيذ كل المشاريع الكبرى المبرمجة. وقد استعانت المحفظة الليبية بنحو 40 شركة تونسية لتنفيذ هذا المشروع السياحي، كما اعتمدت على قروض من أربعة بنوك تونسية لتمويل جزء من هذا المشروع السياحي الضخم.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.