دراسة تدعو إلى تنويع مصادر خلق الثروة في المغرب

أكدت أن ضعف تشغيل الشباب يضيع فرص النمو

دراسة تدعو إلى تنويع مصادر خلق الثروة في المغرب
TT

دراسة تدعو إلى تنويع مصادر خلق الثروة في المغرب

دراسة تدعو إلى تنويع مصادر خلق الثروة في المغرب

كشفت دراسة أنجزتها مندوبية التخطيط المغربية حول «مصادر خلق الثروة في المغرب وتوزيعها»، أن الاقتصاد المغربي لا يستفيد من فرص النمو الديموغرافي بوصفه أحد مصادر خلق الثروة، كما أن ضعف التشغيل في عدد من القطاعات الحيوية له تأثير سلبي على نمو الناتج الداخلي الإجمالي للفرد، والرفع من مستوى المعيشة في المغرب.
وقال أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، خلال تقديمه مضامين الدراسة مساء أول من أمس في الرباط، إن المغرب في مرحلة تطور ديموغرافي كبير، إلا أن فئة الشباب القادرين على العمل وخلق الثروة «لا يتم استثمارها من أجل الرفع من عائد النمو»، محذرا من ضياع هذه الفرصة لأنها لن تعوض في المستقبل.
وشدد الحليمي على أهمية استثمار الفرصة الديموغرافية التي يتوافر عليها المغرب وتنمية الشغل في البلاد، كما دعا إلى «تنويع النسيج الاقتصادي للرفع من الإنتاجية وفرص الشغل وحركية اليد العاملة بين القطاعات».
من جهة أخرى، أوضح الحليمي أن معدل الشغل شهد انخفاضاً متواصلاً، وكانت مساهمته سلبية على مستوى خلق الثروة بنسبة 12.2 في المائة فقط. ودعا إلى جعل سوق العمل بالمغرب «مرنة ومنفتحة»، كما طالب بالارتقاء بمناخ الأعمال وملاءمته مع متغيرات السوق، معتبرًا أن بلوغ هذه الأهداف «يقتضي إصلاحات بنيوية في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين فرقاء الإنتاج».
وأشار الحليمي إلى وجود مفارقة بخصوص مصادر خلق الثروة في المغرب، وقال بهذا الشأن، إن «المفارقة تكمن في أن القطاعات التي تساهم بإنتاجية كبيرة معدل تشغيلها ضعيف كالصناعة، أما القطاعات التي تشغل نسبة كبيرة من اليد العاملة فإنتاجيتها ضعيفة كما هو الشأن بالنسبة لقطاع البناء».
وكشفت الدراسة أن نمو حصة الفرد من الناتج الداخلي الإجمالي عرفت تباطؤا بين الفترتين من 2001 – 2008، و2008 – 2015؛ إذ انخفضت من نسبة 3.6 في المائة سنوياً إلى 2.7 في المائة سنويا.
وعزت الدراسة هذا التباطؤ إلى تراجع معدل الشغل، الذي سجل مساهمة سلبية في نمو الناتج الداخلي الإجمالي للفرد خلال الفترة الثانية، تقدر بنسبة 3.35 بدلا من المساهمة الإيجابية في الفترة الأولى والتي قدرت بنسبة 5.4 في المائة، إلا أن التحسن في إنتاجية العمل ساعد على استيعاب هذا الانخفاض في معدل الشغل بحسب الدراسة.
وأبرزت الدراسة أن المساهمة السلبية لتأثير الشغل جعلت الهياكل الاقتصادية لا تسمح بتثمين المؤهلات التي يوفرها التأثير الديموغرافي، وتابعت أن خلق فرص الشغل انخفض على مستوى الاقتصاد الوطني من 186 ألف وظيفة في المتوسط سنويا خلال الفترة ما بين 2001 و2008، إلى 70 ألف وظيفة في المتوسط سنويا فقط في الفترة ما بين 2008 و2015، فيما ارتفع التأثير الديموغرافي بنسبة 0.4 نقطة مئوية سنويا خلال الفترة ما بين 2001 و2015؛ إذ ساهم بنسبة 17.8 في المائة و19.1 في المائة على التوالي خلال الفترتين الفرعيتين في تحسين مستوى معيشة السكان.
وبحسب الدراسة ذاتها؛ فإن انخفاض معدل الشغل لم يكن موحدا في جميع قطاعات النشاط الاقتصادي، حيث انخفض في قطاع الفلاحة والغابات والصيد البحري من 20.1 في المائة سنة 2001 إلى 16.7 في المائة سنة 2015، كما انخفض في القطاع الصناعي من 5.8 في المائة إلى 4.8 في المائة، في حين سجلت أنشطة الخدمات والبناء والأشغال العمومية تحسناً في معدلات الشغل وذلك بمرورها من 16.2 في المائة و3 في المائة سنة 2011 إلى 17.3 في المائة و4 في المائة سنة 2015 على التوالي.
وتهدف الدراسة إلى الإلمام بالعوامل التي ساهمت في نمو القيمة المضافة للفرد في المغرب، لا سيما التأثير الديموغرافي وتأثير الشغل وتأثير إنتاجية العمل، وذلك في ظل توجه المغرب نحو إعادة النظر في نموذجه التنموي الذي أصبح غير قادر على تحسين مستوى عيش السكان، واستفادتهم من ثمار الثروة.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.