«أدباء مصر» يدعو إلى تطبيق رؤية طه حسين للتعليم والثقافة

المؤتمر أوصى برفض التطبيع مع إسرائيل

ختام فعاليات مؤتمر أدباء مصر
ختام فعاليات مؤتمر أدباء مصر
TT

«أدباء مصر» يدعو إلى تطبيق رؤية طه حسين للتعليم والثقافة

ختام فعاليات مؤتمر أدباء مصر
ختام فعاليات مؤتمر أدباء مصر

طالب بعض أدباء ومثقفي مصر الجهات الحكومية بضرورة الاستفادة من إرث عميد الأدب العربي طه حسين، بدراسة كيفية تطبيق رؤيته للتعليم والثقافة، خلال فعاليات مؤتمر أدباء مصر، في دورته الـ32 التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، بعنوان «التأسيس الاجتماعي للأدب... دورة عميد الأدب العربي طه حسين».
وطالب الأديب عبد الحافظ بخيت بتوفير مساحات ثقافية واسعة لكتاب مستقبل الثقافة في مصر، لافتاً إلى «سعة اللغة لدى طه حسين، وتميزها بثراء لغوي وعلمي». كما تناولت الدكتورة مروة مختار كتاب «مستقبل الثقافة في مصر»، وكيف استشرف رؤيته للتعليم قبل الجامعي في غالب الكتاب، بينما قدم في الجزء الأخير رؤيته في التعليم الجامعي، وما بعد الجامعي بجانب الثقافة المصرية، وأهم المشاريع التي طرحها، مثل مجلس الترجمة، والمجلس العالي للثقافة، مؤكدة أنّ رؤيته للثقافة كانت سابقة بسنوات كثيرة لعصره، وأنّ كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» يمثل «روشتة» علاجية هامه لأزمة التعليم المصري.
من جانبه، ناقش الأديب عبد الله الأنور كتاب «الأيام» الشهير لطه حسين، قائلاً: «عميد الأدب العربي امتلك الشجاعة لمواجهة ذاته، ووصفها خلال صفحات الكتاب بصدق إنساني، كما علّم أجيالاً من الكتّاب كيفية كتابة الرواية، خصوصاً رواية السيرة الذاتية». وقرأ الأنور مقاطع من الرواية ليستدل بها على حسن بديعه ومفارقاته الكتابية، قائلاً: «طه حسين ليس معلماً في مجالات اللغة والإبداع فقط، بل في التربية أيضاً».
وطالب أيضاً الكاتب رمضان عبد العليم الجامعات المصرية والعربية بدراسة كيفية تطبيق رؤية طه حسين للتعليم والثقافة. كما قال عنه الكاتب مكي قاسم مكي: «طه حسين فيلسوف العرب الذي ظلمته الصراعات والعقبات»، وأشار إلى أنّ «قراءة كتاب (على هامش السيرة) كفيلة باتساع المعاجم اللغوية لمجموعة من الشعراء».
وأصدر المؤتمر توصيات عدة مهمة في ختام فعالياته، منها التأكيد على موقف أدباء مصر الثابت من رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وأنّ القدس عاصمة فلسطين الأبدية، مع الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الكفاح والمقاومة من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني، وإعادة تقييم العلاقات المصرية الأميركية على كل المستويات والأصعدة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تلزم أميركا التعامل بحيادية مع القضايا العربية المختلفة.
وجاء في التوصيات أيضاً أنّ «أدباء مصر يؤيدون الموقف السياسي المصري الرسمي الذي يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف العربية المتنازعة في المنطقة، ويسعى دائماً إلى حفظ الأمن والسّلم في هذه المنطقة المرشحة للانفجار بسبب النزاعات الطائفية والعرقية والإثنية، مع التأكيد على دعم حرية الرأي والفكر والإبداع، من دون أي وصاية تُفرض بشكل قمعي على المبدعين والأدباء والمفكرين»، بالإضافة إلى منح الأدباء سلطة أدبية وأخلاقية لمواجهة كل الأفكار الظلامية التي تسعى إلى هدم المجتمع، وتدمير قيمه وأعرافه المتوارثة منذ قرون، التي تمثل المكون الرئيسي للشخصية المصرية.
وأعلن المؤتمر في ختام فعالياته وقوف كتائب الأدب في مصر من المبدعين والمثقفين في خندق واحد ضدّ كل أشكال وأنواع الإرهاب الغادر، الذي يستهدف مصر وترابط مواطنيها، باعتبارهم القوى المسلحة الفكرية لها.



فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.