تمشيط ما تبقى من شبوة... والبيضاء الوجهة المقبلة

الحوثيون أعدموا 8 معتقلين من أبناء بيحان

تمشيط ما تبقى من شبوة... والبيضاء الوجهة المقبلة
TT

تمشيط ما تبقى من شبوة... والبيضاء الوجهة المقبلة

تمشيط ما تبقى من شبوة... والبيضاء الوجهة المقبلة

دأبت قوات الجيش اليمني الوطني والمقاومة خلال اليومين الماضيين على تمشيط ما تبقى من جيوب محافظة شبوة (جنوب شرقي صنعاء)، في الوقت الذي رجح فيه متحدث عسكري باسم «لواء الحزم» في المحافظة، أن تكون البيضاء الوجهة المقبلة في سلسلة تحرير المحافظات اليمنية من الميليشيات الحوثية.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر عسكري «تمكن القوات المشتركة من المقاومة الشعبية واللواء (21 مشاة ميكا)، من السيطرة على قرن منيقبان شرق مفرق الحمى والتوجه لدحر الميليشيات الانقلابية بجبل السليم في بيحان، بالتزامن مع تطهير المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ صالح لقصم الحارثي، مفرق الحمى الاستراتيجي والمواقع المحيطة بمديرية عسيلان، وإحكام الخناق على الجيوب المتبقية بمنطقة لخيضر وبلبوم والسليم والصفراء».
كما أكد «تسليم 13 انقلابيا أنفسهم للعميد علي صالح الكليبي، قائد (اللواء 19 مشاه) في جبهة وادي خير في بيحان».
وقال المصدر: «تم العثور على 8 جثث في أحد شعاب منطقة مبلقة في مديرية بيحان، وبعد التعرف على الجثث تبين أنها لمعتقلين من أبناء بيحان وعين وقد تم إعدامهم من قبل الحوثيين داخل مبلقة بذات المديرية».
وأفادت مصادر مطلعة بمقتل القيادي في صفوف الانقلابيين المدعو كمال الحليلي مع عدد من مرافقيه في معارك بيحان.
وتزامن ذلك مع زيارة اللواء حسان جبران قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وهي إحدى المناطق العسكرية وتنتشر في محافظتي مأرب وشبوة ويقع مركز قيادتها في مدينة مأرب، إلى مدينة العليا ومقر «اللواء 19 مشاه» في بيحان، التي تفقد خلالها المدينة بعد تطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ووسط انكسار كبير في صفوف ميليشيات الانقلاب وما تبقى لها من جيوب، تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في محافظة شبوة، وتمشيطها بالتزامن مع التحليق المكثف لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في أجواء عسيلان واستهداف ما تبقى من أوكار الميليشيات التي فرت هاربة جنوب شرقي عسيلان.
وقال علي العقيلي المتحدث باسم «لواء الحزم» التابع للقوات الحكومية اليمنية إن محافظة شبوة باتت محررة، لافتا إلى أن الوجهة المقبلة ستتمثل في «تطهير محافظة البيضاء من ميليشيات الحوثي الإيرانية».
وقال العقيلي إن «الوضع مستتب في بيحان وعسيلان (التابعتان لمحافظة شبوة) حيث باتت الطرق مفتوحة كلياً بين القرى والمدن المحررة، بينما تم التعامل اليوم (أمس) مع ما تبقى من جيوب محاصرة للميليشيا الانقلابية في جبل بن عقيل وهجر كحلان بعد مقتل من رفض التسليم، وأسر من سلم نفسه وإسعاف الجرحى منهم».
وأضاف: «لا توجد أي إحصاءات دقيقة حتى اللحظة لأن المعركة واسعة النطاق ولا تزال مستمرة، وأؤكد لكم أن قتلى الحوثيين وجرحاهم بالمئات وقد شاهدت عشرات الجثث لا تزال ملقاة في التلال والجبال والشعاب والأودية بالمناطق المحررة في مديريتي عسيلان وبيحان، أما الجرحى فقد قمنا بإسعاف العشرات منهم».
وفاجأت الميليشيات قرى في البيضاء بهجوم بالأسلحة الثقيلة على مناطق ذي ناعم والزاهر، بالتزامن مع إحباط الجيش الوطني محاولة تسلل الحوثيين إلى مواقع في جبهة الزاهر بآل حميقان.
ونقل المركز الإعلامي للمقاومة في البيضاء عن محافظ البيضاء الشيخ صالح الرصاص، دعوته أهالي محافظة البيضاء إلى الاستعداد ورص الصفوف ونبذ الفرقة لتحرير المحافظة، مطالبا «المغرر بهم ممن التحقوا بميليشيات الموت والدمار، بالعودة إلى صوابهم والالتحاق بإخوتهم وفتح صفحة جديدة... وطي صفحة الماضي الأليمة». وقال محافظ البيضاء: «سوف نكون في المكان والزمان المحدد لتحرير محافظتنا، وعلى استعداد كامل لالتحام أبطال مقاومة البيضاء بالجيش الوطني»، مثمنا دور قوات التحالف العربي.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني مقتل أكثر من 70 انقلابيا في جبهات الساحل الغربي خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في بيان له إن «مستشفيات حجة، استقبلت أكثر من 70 جثة لميليشيا الحوثي يومي الخميس والجمعة، قادمة من محافظة الحديدة إثر خسائر الميليشيات بجبهة الساحل، الخوخة - حيس - التحيتا»، إلا إن مصادر طبية أكدت أن «ثلاجة الموتى في (المستشفى الجمهوري) بحجة امتلأت بالجثث، وأن الأعداد قابلة للارتفاع في ظل الانكسارات المتتالية للميليشيات في أكثر من جبهة».
وفي تعز، تجددت المعارك في جبهة مقبنة، غرب تعز. وأكد مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط» سقوط ما لا يقل عن 15 انقلابيا بين قتيل وجريح في جبهة مقبنة، في كمين نفذته قوات الجيش في عزلة القحيفة استهدف تعزيزات للانقلابيين الذين حاولوا التسلل باتجاه مواقع الجيش في الكاحب وتبة مالز في ذات العزلة».
وبالانتقال إلى محافظة مأرب، قتل أكثر من 8 انقلابين وأصيب آخرون في غارات لتحالف دعم الشرعية استهدفت مواقع متفرقة للانقلابيين في صرواح، غربا، حيث تركز القصف الأعنف لتجمعات الانقلابيين بجوار تبة الشايف، علاوة على تدمير عدد من الآليات العسكرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية صاروخ كاتيوشا من موقعها في هيلان، حيث سقط الصاروخ وسط مدينة مأرب، ما تسبب في وقوع 3 إصابات في صفوف المدنيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.