45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم

45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم
TT

45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم

45 % من الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل الديمقراطية في بلدهم

بيّن تقرير أنجز في إسرائيل أن غالبية الإسرائيليين قلقون من أشكال ممارسات الحكم في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنها تؤدي، في نظرهم، إلى تقليص حاد في قيم الديمقراطية وحرية الرأي، وأظهروا خيبة أملهم تجاه كل مؤسسات الحكم وأحزاب المعارضة، باستثناء الجيش، الذي ظل يتربع على قمة المؤسسات التي يحترمها الإسرائيليون.
وأظهر التقرير، الذي تسلمه الرئيس رؤوبين ريفلين، والذي يحلل «مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية» الجديد لسنة 2017، أن هناك تحسنا في تقييم الإسرائيليين للحالة العامة للبلاد، حيث قال 48 في المائة إن الوضع جيد، مقارنة مع 36.5 في المائة في العام الماضي. ومع ذلك يعتقد 45 في المائة من الإسرائيليين أن النظام الديمقراطي في إسرائيل يواجه خطرا كبيرا. وقال 58 في المائة من المستجوبين أنهم يعارضون فكرة انتزاع صلاحية المحكمة العليا بإلغاء القوانين التي تشرعها الكنيست. فيما أكد 65 في المائة من المستجوبين أن السياسيين منقطعون عن احتياجات ناخبيهم.
وبخصوص تقييم أداء مؤسسات الدولة، أوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بأكبر قدر من الثقة، وذلك بنسبة 81 في المائة، يليه رئيس الدولة بنسبة 65 في المائة، ثم المحكمة العليا بنسبة 56 في المائة. كما يعتقد 56 في المائة أن وسائل الإعلام تصف الوضع في البلاد أسوأ مما هو عليه، في حين أن 74 في المائة يعارضون قانونا يسمح بإغلاق وسائل الإعلام التي تنتقد سياسة الحكومة.
وعند تفصيل هذه المعطيات للتمييز ما بين مواقف المواطنين اليهود والمواطنين العرب، تنجلي هوة في الإجابات. فعلى مستوى الثقة بمؤسسات الدولة في وسط اليهود، تبين أن نسبة الثقة في الجيش تصل إلى 88 في المائة، وبرئيس الدولة 71 في المائة، وبالمحكمة العليا بنسبة 57 في المائة، وبالمستشار القضائي للحكومة بنسبة 44 في المائة، وبالشرطة بمعدل 42 في المائة، وبالحكومة بنسبة 30 في المائة، وبالكنيست بنسبة 27 في المائة، وبالأحزاب بنسبة 15 في المائة. أما على مستوى ثقة العرب بمؤسسات الدولة، فقد تبين أن نسبة الثقة بالمحكمة الشرعية تصل إلى 59 في المائة، وبالمحكمة العليا إلى 54 في المائة، فيما تصل الثقة بالجيش إلى 41 في المائة، وبرئيس الدولة 34 في المائة، وبالمستشار القضائي للحكومة 31 في المائة، وبالشرطة 29 في المائة، وبالحكومة 22.5 في المائة، وبالكنيست 19 في المائة، وبالأحزاب بنسبة 16 في المائة.
وأظهرت المعطيات أيضا أن المصدر الرئيسي للأخبار هو التلفزيون بنسبة 53 في المائة، وفي الدرجة الثانية الصحافة المطبوعة بنسبة 28 في المائة، تليها الإذاعة بنسبة 26 في المائة. وقال 26 في المائة من المستطلعين إن شبكات التواصل الاجتماعي هي مصدر المعلومات السياسية المركزية لهم في القضايا الإخبارية.
وينشر هذا المؤشر في كل سنة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. ومن تفاصيل نتائجه أن 45 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون بأن النظام الديمقراطي في إسرائيل في خطر شديد، و51.5 في المائة يعتقدون بأن جزءا من القوانين التي سنها الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في السنوات الأخيرة يمس بالطابع الديمقراطي للدولة، فيما يعتقد 68 في المائة أن أعضاء الكنيست لا يجتهدون في عملهم، كما يعتقد 64 في المائة أن الطريقة التي تعالج بها الحكومة المشكلات الأساسية للدولة ليست جيدة، بينما يعتقد 67 في المائة من المستجوبين أن المعارضة في إسرائيل لا تقوم بدورها كما يجب، بينما يعتقد 80 في المائة من الإسرائيليين أن السياسيين يهتمون بمصالحهم الشخصية أولا.
ويكشف التقرير عن مدى تفاقم العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، حيث أيد نصف اليهود تقريبا رصد ميزانيات للبلدات اليهودية أكثر من العربية، وأن ثلثي اليهود يؤيدون أن تتخذ القرارات العامة للدولة في الشؤون المصيرية مثل قضية السلام وقضايا الأمن فقط بأغلبية يهودية.
وقال يوحنان بلسنر، رئيس معهد الديمقراطية، إن «نتائج مؤشر الديمقراطية تكشف أن الديمقراطية الإسرائيلية في أزمة مستمرة، ولا يوجد ما يشير إلى تغيير في الاتجاه. وتشير النتائج في هذا العام إلى عدم توافق جوهري وعميق بين المجموعات المركزية في المجتمع الإسرائيلي في تعريف طابع وهوية الدولة والأفضل المشترك. فالخلافات الجوهرية في الرأي في إسرائيل ليست بين العرب واليهود فقط، وليست فقط على خلفية التوترات في المجال السياسي والأمني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.