مقتدى الصدر: الإسلاميون فشلوا في الحكم... والعبادي يستحق ولاية ثانية

حثّ الجميع على تحديث سجلاتهم الانتخابية

TT

مقتدى الصدر: الإسلاميون فشلوا في الحكم... والعبادي يستحق ولاية ثانية

يبدو أن زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، يولي أهمية استثنائية للانتخابات النيابية العامة المقررة في 20 مايو (أيار) المقبل، وذلك من خلال حديثه العلني بدعم الاتجاه العلماني ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، أو من خلال المبادرة إلى تحديث سجله الانتخابي وحث أتباعه على ذلك.
وقام مقتدى الصدر، أمس، بتحديث بياناته بالتسجيل «البايومتري» من خلال مراجعته مركز تسجيل الناخبين وتوزيع بطاقة الناخب الإلكترونية في «مركز 1642 الحسين» في محافظة النجف.
وأصدر مكتبه بيانا مقتضبا ذكر فيه أن الصدر «شدد على أهمية الالتزام بمبادئ الاستقلالية والحيادية والنزاهة»، مشيدا بالجهود التي تبذلها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعتبارها من المؤسسات الدستورية، وتعمل على إرساء قواعد النظام الديمقراطي. ودعا الصدر «جميع الناخبين إلى ضرورة مراجعة مراكز التوزيع لتسلم بطاقة الناخب والتسجيل البايومتري».
ورغم تأكيد الصدر في أكثر من مناسبة على عدم تشكيله قائمة انتخابية تابعة له في الانتخابات المقبلة، فإن مجمل التصرفات والتصريحات التي اتخذها وعبر عنها في الأشهر الأخيرة، تركت انطباعا لدى المراقبين المحليين بأنه ضد هيمنة قوى الإسلام السياسي خصوصا الشيعي منها، ويفضّل التعامل مع الاتجاهات المدنية والعلمانية، وذلك ما أكده تحالفه الاحتجاجي الأخير مع التيار المدني الذي امتد إلى أكثر من سنة وما زال قائماً، وكذلك تصريحات متلفزة أدلى بها لتلفزيون «الشرقية»، أمس، حيث قال إن «الإسلاميين فشلوا في الحكم بالعراق، ولنجرب التكنوقراط المستقل».
وذكر الصدر في المقابلة التلفزيونية، أن «الانتخابات المقبلة مكملة لمشروع الإصلاح، ويجب أن تكون في موعدها الحالي»، لافتا إلى أن هدف تياره «تقوية الدولة، ذلك أن التعدي عليها عمل خاطئ».
ولفت إلى أن «الحكومة المقبلة يجب أن تكون تكنوقراط مستقلا سواء كان إسلاميا أم علمانيا». وفي إطار علاقته الجيدة ودعمه المتواصل لرئيس الوزراء حيدر العبادي قال الصدر إن العبادي «نجح خلال الفترة الماضية، ولذلك ينبغي إعطاؤه ولاية (رئاسة وزراء) ثانية». وتسلم حيدر العبادي منصب رئاسة الوزراء في دورتها الحالية الأولى في 11 أغسطس (آب) 2014 خلفا لنوري المالكي، وتنتهي مطلع العام المقبل.
ولفت الصدر إلى أن «العبادي قادر على أن يدير العراق في المرحلة المقبلة»، وتوقع أن يعلن «استقلاله» في المرحلة المقبلة، في إشارة إلى انتماء العبادي إلى حزب «الدعوة» وائتلاف «دولة القانون» اللذين يتزعمهما نوري المالكي.
واعتبر الصدر أن الفرق بين رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي والسابق نوري المالكي، مثل «الفرق بين السماء والأرض».
وتتداول أوساط مقربة من التيارين الصدري والمدني أن الجانبين يتشاطران قناعة راسخة تتمحور حول «ضرورة تفكيك مراكز القوى التي يسيطر عليها المالكي في الدولة العراقية». ويذهبون إلى أن «المالكي يتحكم بدولة عميقة لها أجنحة تمتد إلى القضاء والجيش والاقتصاد».
وبرأي أغلب خصوم المالكي، فإن الحل الأمثل لمحاصرة نفوذه يتم عبر ائتلاف انتخابي موسع يحصل على مقاعد كبيرة في مجلس النواب في الانتخابات المقبلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.