انتقادات شيعية لمشروع أميركي لإدراج «النجباء» على قوائم الإرهاب

TT

انتقادات شيعية لمشروع أميركي لإدراج «النجباء» على قوائم الإرهاب

أثار مشروع القرار الذي سيصوّت عليه الكونغرس الأميركي، ويقضي بإدراج «حركة النجباء» العراقية ضمن لائحة الجماعات الإرهابية، غضب غالبية الأطراف الشيعية في العراق، وفي مقدمتها «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة نائب الرئيس نوري المالكي، فيما التزمت الحكومة الصمت.
ومعروف أن «النجباء» لا تخفي مشاركة أتباعها في الحرب مع نظام بشار الأسد في سوريا، كما أنها تعلن ولاءها للمرشد الإيراني علي خامنئي، إذ تضع صورته على صدر موقعها وصفحاتها الرسمية على الإنترنت.
وكان أعضاء في الكونغرس الأميركي قد أعلنوا الأسبوع الماضي، عن مشروع تصنيف الحركة جماعة إرهابية، ضمن «وكلاء إيران في المنطقة»، وطالبوا إدارة الرئيس دونالد ترمب بحظرها ومعاقبة الشخصيات الأجنبية المسؤولة عنها أو المرتبطة بها، خلال فترة لا تزيد على 90 يوماً.
وأفادت تقارير إعلامية بأن مشروع القانون سُلم إلى مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين للبت فيه. وتشير تقارير إخبارية إلى إدراج حركة «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله - العراق» على لائحة الحظر الأميركية التي يقترحها المشروع.
واعتبر الناطق باسم «النجباء» هاشم الموسوي أن «الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها تحاول الحد من نفوذ الحشد الشعبي». وقال في تصريحات إعلامية، إن «الخوف من اكتساح الحشد الشعبي الانتخابات المقبلة دفع الولايات المتحدة والجهات المتحالفة معها داخلياً وخارجياً إلى شن هذه الحملة على الحشد، والفصائل المنضوية تحته».
ودان رئيس كتلة «ائتلاف دولة القانون» في مجلس النواب، علي الأديب، مشروع إدراج «النجباء» على قائمة المنظمات الإرهابية، معتبراً أنه «إجراء استفزازي لكل فصائل الحشد». وقال في بيان، إن المشروع «تعدٍ واضح على ما تقره السلطة التشريعية في العراق التي صوتت على قانون رسمي نظّم عمل الحشد الشعبي، وحدد إطار عمله القانوني والدستوري، ضمن مؤسسة رسمية تعمل بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وقيادته».
لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة لم يعلق على الخطوة؛ لكن مكتبه كان قد أكد في وقت سابق أن «الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة»، رداً على تصريحات لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، طالب فيها بـ«عودة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران إلى ديارها».
ويرى مراقبون محليون أن العبادي يفضّل التزام الصمت في موضوعات من هذا النوع، فأي موقف غير محسوم قد يسبب له حرجاً كبيراً، بسبب لعبة التوازنات الصعبة التي يديرها في العراق بين أميركا من جهة وإيران وحلفائها في الداخل من جهة أخرى.
وأبدى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية فالح الخزعلي «استغرابه» مشروع القرار الأميركي. وقال الخزعلي المنتمي إلى «ائتلاف دولة القانون» في بيان، إن «التعامل مع من يقاتل الإرهاب ويكسر شوكته بهذه الطريقة أمر مستغرب». واتهم الولايات المتحدة بـ«دعم الإرهاب في العالم ورعايته».
وطالبت النائبة عن «ائتلاف دولة القانون» فردوس العوادي، باستدعاء السفير الأميركي في بغداد و«توبيخه»، على اعتبار أن هذه القوى «مؤسسات رسمية تابعة للقوات المسلحة العراقية». وقالت في بيان، أمس، إن «هذه الإجراءات أدلة تثبت أن أميركا تخطط لحرب جديدة في المنطقة».
واستنكرت «منظمة بدر» المنتمية إلى «ائتلاف دولة القانون» مشروع قرار الكونغرس. واعتبر القيادي في المنظمة وزير الداخلية السابق محمد سالم الغبان، في بيان، أن المشروع «جاء نتيجة لتخوفهم من الانتصارات التي حققتها الحركة في سوريا والعراق». واعتبرت «كتائب الإمام علي» الخطوة «تطاولاً»، لكنها رأت أنها «فخر كبير لمجاهدي المقاومة الإسلامية، حركة النجباء، وباقي فصائل المقاومة».
ولم يعلق «التيار الصدري» بزعامة مقتدى الصدر على الإجراء الأميركي المزمع ضد «النجباء». كما لم يصدر عن «تيار الحكمة» الذي يتزعمه عمار الحكيم بيان بهذا الصدد.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.