28 غارة «درون» أميركية على مواقع المتشددين في الصومال

TT

28 غارة «درون» أميركية على مواقع المتشددين في الصومال

كشفت أرقام للقيادة العسكرية الأميركية المكلفة في أفريقيا (أفريكوم) أن الولايات المتحدة شنت 28 غارة بطائرات دون طيار منذ بداية العام الحالي، ضد حركة الشباب في الصومال، بينها 15 منذ الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجاء التقرير تأكيداً لما نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس، بشأن تحول الهجمات الجوية الأميركية هناك إلى نشاط شبه يومي، فيما تم توقيف 29 من حركة الشباب.
وعبر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ«أفريكوم» التي تتخذ من مدينة شتوتغارت الألمانية مقراً لها، بات الإعلان عن ضربة جوية جديدة للطائرات الأميركية في الصومال، خبراً يومياً، بينما في السابق كان يمكن نشر خبر أو بيان صحافي واحد فقط كل بضعة شهور أو أسابيع.
ولاحظ تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة كثفت سر عملياتها في الصومال خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تسريع لافت للانتباه لوتيرة هجمات طائراتها دون طيار على عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة و«داعش».
وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) روب مانينغ الاثنين الماضي، مقتل 36 مسلحاً من حركة الشباب و4 من «داعش» في 5 ضربات جرت بين 9 و12 من الشهر الحالي.كما أشارت «أفريكوم» إلى ضربة سادسة جرت أول من أمس، قالت إنها أدت إلى مقتل «عدد من مقاتلي الشباب».
ورسمياً يرفض «البنتاغون» الحديث عن تكثيف نشاطاته في الصومال، كما يرفض ولأسباب أمنية التحدث علناً عن مراقبة إسلاميي التنظيم المتطرف، وقال الجنرال ماكنزي: «لست مستعداً للقول إن الأمر مرتبط بسقوط الرقة».
وأبلغ الجنرال كينيث ماكنزي المسؤول في هيئة الأركان الأميركية، صحافيين: «لا أعتقد أن الأمر يتعلق بتسريع»، وأضاف أن «ما حدث هو أننا وجدنا فرصاً لشن هذه الضربات». وتابع: «في بعض الأحيان تؤدي ضربة إلى حركة ويظهر هدف جديد».
ونفى ماكنزي تعزيز القوات على الأرض، لكنه قدر «بأكثر من 500» عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين حالياً على الصومال في مهمة «نصح ومساعدة» للقوات الحكومية الصومالية، بينما تحدث «البنتاغون» عن نحو 50 رجلاً في شهر مايو (أيار) الماضي.
وتخشى الولايات المتحدة أن يتمركز مقاتلو «داعش» الذين فروا من الرقة «العاصمة السابقة لخلافتهم» التي انهارت الشهر الماضي، في دول أضعفت حكوماتها مثل اليمن، أو أن يعبروا خليج عدن ليستقروا جنوباً في الصومال.
وتشعر واشنطن بالقلق من إعلان خفض عديد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) التي أعلنت أنها ستسحب ألفاً من جنودها من الصومال هذه السنة في إطار خطة تنص على انسحابها الكامل بحلول ديسمبر (كانون الأول) من عام 2020.
وعلى هامش مؤتمر وزاري للأمم المتحدة حول حفظ السلام عقد أول من أمس، في فانكوفر بكندا، التقى مساعد وزير الدفاع الأميركي بات شاناهان وزير الدفاع الأوغندي أدولف مويسيغي، الذي يعد بلده المساهم الأول في قوة «أميصوم» الصومال، كما ورد في بيان لـ«البنتاغون».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جنيفر كوك الخبيرة في شؤون أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، أن هذه «العسكرة» للسياسة الأميركية في الصومال «تثير القلق»، مشيرة إلى أن «سيل الضربات الذي يسقط من السماء يمكن أن يصبح أداة تجنيد لهذه المجموعات»، وخصوصاً عندما يسقط ضحايا مدنيون.
من جهتها، أعلنت الحكومة الصومالية أنها أوقفت عشرات من المشتبه في انتمائهم إلى حركة الشباب المتطرفة، وسط جدل بين وزيرين في الحكومة بشأن العدد الحقيقي للمعتقلين خلال عملية أمنية جرت الأسبوع الماضي في منطقة شابيل السفلى بجنوب البلاد. وبينما قال وزير الإعلام عبد الرحمن عمر عثمان إنه تم اعتقال 19 شخصاً من بينهم خبير متفجرات، في منطقة أفجوي على بعد 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الصومالية مقديشو، أفاد وزير الأمن الداخلي محمد دوعالى بأنه تم إلقاء القبض على 29 عنصراً «إرهابياً» من ميليشيات الشباب بينهم قياديون. وحذر دوعالى خلال جلسة للحكومة مساء أول من أمس، من مغبة بث الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة ضد المؤسسات الأمنية الوطنية المختلفة، مشيراً إلى أن قوات الجيش القوات المسلحة كثفت إجراءاتها الأمنية في مدينة أفجوي أخيراً.
إلى ذلك، كشف عبد الله فضل قائد الشرطة في جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها دولياً، وقوع أعمال عنف واضطرابات في عدة مدن بالإقليم من بينها العاصمة هرجيسا، خلال الانتخابات الرئاسية التي تمت أخيراً. وتعهد فضل بأن تكثف قوات الشرطة من إجراءاتها الأمنية ومعاقبة كل من يقف وراء أعمال العنف التي شهدتها مدن هرجيسا وبرعو وعيرجابو. ونفت لجنة الانتخابات وجود عمليات تزوير طالت الانتخابات الرئاسية، بعدما أعلن حزب معارض مقاطعته عمل اللجنة، بسبب ما وصفه بـ«عدم النزاهة في فرز الأصوات التي حصل عليها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.