الداخلية التونسية تعين قيادات أمنية جديدة في القصرين بعد تعرضها للإرهاب

تأجيل اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي حول ليبيا

الداخلية التونسية تعين قيادات أمنية جديدة في القصرين بعد تعرضها للإرهاب
TT

الداخلية التونسية تعين قيادات أمنية جديدة في القصرين بعد تعرضها للإرهاب

الداخلية التونسية تعين قيادات أمنية جديدة في القصرين بعد تعرضها للإرهاب

صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية التونسية مختار الشواشي، أمس، بأنه جرى الاتفاق على تأجيل الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المخصص لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، الذي كان من المقرر عقده بتونس اليوم، بعد التشاور مع الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي.
كما تقرر، وفق ذات المصدر، تأجيل اجتماع المبعوثين الخاصين لمتابعة الشأن الليبي الذي كان من المقرر عقده في الثاني من يوليو (تموز) المقبل بتونس.
كما أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تغيير القيادات الأمنية العليا في منطقة القصرين (وسط غربي تونس)، بعد حادثة استهداف منزل عائلة وزير الداخلية التي أودت بحياة أربعة عناصر من الأمن.
وعينت الداخلية التونسية المقدم لطفي بلعيد مديرا لإقليم الأمن الوطني، خلفا للعقيد محمد بن حسونة، ومحافظ الشرطة الأول عبد الله الحناشي رئيسا لمنطقة الأمن الوطني بالمدينة نفسها، خلفا لمحافظ الشرطة الأعلى حمزة الدردوري.
وكان أعوان وحدات التدخل الأمني في القصرين قد اقتحموا، أول من أمس، مكتب مدير إقليم الأمن الوطني بالمدينة، وأجبروه على مغادرته بحجة طريقة تعامل الأمن مع الحادثة الإرهابية التي استهدفت عائلة وزير الداخلية التونسية، وحملوا القيادات الأمنية في جهة القصرين جزءا مهما من المسؤولية.
وتحدث سياسيون وخبراء تونسيون في مجال الأمن عن عدد من «الاختلالات الأمنية التي أدت إلى نجاح الإرهابيين في قتل عناصر الأمن يوم الأربعاء الماضي». وانتقدوا عدم التدخل الفوري للرد عليهم في منطقة القصرين المعروفة بارتفاع منسوب العمليات الإرهابية منذ أشهر طويلة، وتساءلوا عن غياب خلية طوارئ لصد الهجمات الإرهابية، وكذا غياب حواجز أمنية على الطرقات المؤدية إلى منزل عائلة وزير الداخلية.
على صعيد متصل، نبه سياسيون إلى ضرورة الانتباه إلى إمكانية تأثير العمليات الإرهابية على مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، وتوصل الفرقاء السياسيون إلى اتفاق مبدئي بشأن الفصل بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في خطوة تقطع الطريق أمام التشكيك في إمكانية إجراء الانتخابات قبل نهاية السنة الحالية، كما ينص على ذلك الدستور الجديد. ومن المنتظر حسم مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولا غدا (الاثنين).
وبهذا الخصوص، عبر الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» عن تمسك حزبه بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا، بينما دعا زياد الأخضر القيادي في الجبهة الشعبية (تحالف بين أحزاب يسارية وقومية) إلى تقديم الانتخابات البرلمانية.
وعبر راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» الإسلامية أكبر الأحزاب السياسية التونسية عن تمسك حزبه بتقديم الانتخابات البرلمانية على الانتخابات الرئاسية، كشرط لتراجع الحزب عن موقف سابق دعا إلى التزامن في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفي شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية، نظم «اللقاء الوطني لمناهضة الصهيونية ودعم خيار المقاومة» تجمعا شعبيا للمطالبة بسن قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل.
ويتكون اللقاء الوطني من 11 مجموعة موزعة بين أحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات، تهدف إلى مناهضة التطبيع بجميع أشكاله مع الكيان الإسرائيلي. ورفعت شعارات منددة بمحاولات التطبيع غير المباشر، ونادى المشاركون بضرورة المحاسبة القضائية لدعاة التطبيع.
ومن بين الأحزاب الناشطة في هذه المجموعات حزب «التيار الشعبي»، الذي أسسه القيادي القومي محمد البراهمي، الذي اغتيل في 25 يوليو (تموز) 2013. ولم يتضمن الدستور التونسي الجديد أي فصل يجرم التطبيع مع إسرائيل، ومن هذا المنطلق اتفقت الأحزاب السياسية التونسية على إفراد هذه المسألة بقانون خاص بها.
وكان السماح لـ61 سائحا يحملون جوازات سفر إسرائيلية بدخول التراب التونسي خلال أبريل (نيسان) الماضي، قد أعاد هذه القضية إلى واجهة الجدل السياسي بين الحكومة والبرلمان التونسي.
وفشل أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان) في تمرير عريضة سحب ثقة من آمال كربول وزيرة السياحة، ورضا صفر الوزير المكلف بالأمن، على خلفية دخول إسرائيليين إلى تونس، إلا أن عدة أحزاب سياسية، وخاصة منها ذات التوجهات القومية، تطالب بضرورة التعجيل بسن قانون يجرم التطبيع في أقرب وقت ممكن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.