نواب أميركيون يدعون لإلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين لروسيا

قالوا إنه يساهم في تعزيز قدرات موسكو على تخويف جيرانها

نواب أميركيون يدعون لإلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين لروسيا
TT

نواب أميركيون يدعون لإلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين لروسيا

نواب أميركيون يدعون لإلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين لروسيا

دعا ثلاثة أعضاء في الكونغرس الاميركي يوم أمس (الجمعة) فرنسا الى إلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين من نوع ميسترال الى روسيا لبيعها او تأجيرها لحلف شمال الأطلسي.
وكتب النواب الاميركيون وعلى رأسهم اليوت انغل - الديمقراطي الاكثر نفوذا في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب - الى الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ليعبروا عن مخاوفهم بشأن شراء موسكو للسفينتين الحربيتين.
وقال النواب الاميركيون "انه أمر أساسي أن لا تضع دول الحلف الاطلسي بعد الآن في تصرف روسيا أسلحة قوية تسمح لها بتعزيز قدرتها على التخويف او حتى اجتياح جيرانها".
واعتبر النواب أن موافقة الحلف الأطلسي على شراء او استئجار سفينتي ميسترال "سترسل رسالة قوية الى الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين بأن الحلفاء في الحلف الاطلسي لن يتساهلوا او يسمحوا بأي طريقة بمناوراته المتهورة".
يذكر ان سفينة ميسترال قادرة على حمل 16 مروحية وأربعة مراكب إنزال وست آليات مسلحة وسبعمائة عنصر، كما أوضح النواب الاميركيون.
من جهتها، قالت فرنسا انها تترك الباب مفتوحا في الوقت الحاضر أمام إعادة النظر في هذا العقد المقدرة قيمته بـ1.6 مليار دولار، حتى شهر اكتوبر (تشرين الأول)، عندما يحين موعد تسليم إحدى السفينتين الى الأسطول الروسي.
وصرح راسموسن عندما سئل عن هذا الموضوع في فيلنيوس انه "يعود الى فرنسا ان تقرر" ما تعتزم فعله بالسفينتين.
لكن مصدرا دبلوماسيا في الحلف الأطلسي اعتبر انه ليس "أمرا واقعيا" ان تشتري المنظمة الأطلسية السفينتين، إذ ان قدراتها العسكرية الذاتية تقتصر على طائرات مراقبة من طراز "اواكس".
واثناء زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى واشنطن في منتصف مايو (ايار)، أكد له نظيره الاميركي جون كيري معارضة الولايات المتحدة لعقد بيع موسكو باريس هاتين السفينتين الحربيتين بسبب الأزمة الأوكرانية.
واعلنت مجموعة التسلح الروسي العامة (روسوبوروناكسبورت) ان سفينة عسكرية روسية تنقل الطواقم المقبلة للسفينتين اللتين طلبتا من فرنسا ستغادر في 18 يونيو (حزيران) كرونستادت بشمال غربي روسيا متوجهة الى سان نازير (غرب).



ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)

تقف خمس شابات في وسط العاصمة الأوكرانية، رغم البرد القارس، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا الغزو الروسي، في مبادرة أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) 2022 على أن تكون جزءا من الحياة اليومية، لكن بعد حوالى ثلاث سنوات من الحرب أصبحت مشهدا نادر الحدوث.

حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف للمشاركة في دقيقة صمت عند التاسعة صباحا، وهو جزء من هذه المبادرة الرسمية التي أطلقها زيلينسكي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. لكن معظم الحشود الخارجة من محطة مترو غولدن غايت المركزية في كييف، كانت تمر بمحاذاتهن من دون التوقف.

وبعد انتهاء الدقيقة، طوت طالبة الصحافة أوليا كوزيل (17 عاما) اللافتات المصنوعة من ورق الكرتون المقوى في حقيبة.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «أشعر بالغضب من الأشخاص الذين لا يتوقفون، الذين ينظرون ويقرأون، وأستطيع أن أرى في عيونهم أنهم يقرأون لافتاتنا لكنهم يواصلون طريقهم».

كوزيل هي جزء من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يحاولون إعادة الزخم لمبادرة زيلينسكي.

عندما لا يكون هناك تحذير من غارات جوية، يجتمع هؤلاء مرة في الأسبوع في مكان مزدحم لتشجيع سكان كييف على التوقف لمدة 60 ثانية.

وتقول كوزيل إن دقيقة الصمت هي وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يخيم على الأوكرانيين أكانوا يعيشون قرب الجبهة أو بعيدا منها.

ويبدو أن حملة الشابات بدأت تثمر. فقد وافقت بلدية كييف هذا الأسبوع على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام. ويشمل المقترح أيضا عدا تنازليا يتردّد صداه عبر مكبرات الصوت في كل أنحاء المدينة من الساعة 9,00 حتى 9,01 صباح كل يوم.

وتعود الفكرة الأصلية لهذه المبادرة إلى إيرينا تسيبوخ، الصحافية التي أصبحت مقدمة رعاية على الجبهة والمعروفة في أوكرانيا باسمها الحركي «تشيكا». وأثار مقتلها قرب الجبهة في مايو (أيار)، قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها السادس والعشرين، موجة من الحزن.

ناشطات من منظمة «الشرف» يحملن صور جنود أوكرانيين سقطوا في المعارك خلال وقفة «دقيقة صمت» في كييف (أ.ف.ب)

وقالت صديقتها كاترينا داتسينكو لوكالة الصحافة الفرنسية في أحد مقاهي كييف «عندما علمنا بمقتل إيرا (إيرينا) قلنا لأنفسنا أمرين: أولا، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أرادت إيرا أن تعيش كثيرا. وثانيا: يجب أن نكمل معركتها. لا يمكننا أن نستسلم».

وكانت تسيبوخ تريد من الأوكرانيين أن يخصّصوا دقيقة لأحبائهم أو الأشخاص الذين يمثلون لهم شيئا ما، على أساس أن التفكير الجماعي في ضحايا الحرب يمكن أن يوحّد الأمة في مواجهة الصدمة الفردية.

* الأكلاف البشرية

قال زيلينسكي أخيرا إن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى أن العدد أعلى من ذلك بكثير.

من جهتها، تفيد الأمم المتحدة بأن العدد المؤكد للقتلى المدنيين البالغ 11743 هو أقل من الواقع إلى حد كبير.

ومع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل يومي، يحاول الناشطون غرس معنى جديد لطريقة تخليد ضحايا الحرب.

وقالت الناشطة داتسينكو (26 عاما) التي شاركت في تأسيس المنظمة غير الحكومية «فشانوي» أي «الشرف»، «لا أعرف كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكنّ ذلك ممكن على مستوى المجتمع».

من جهته، رأى أنتون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت «لا تتعلق بالحرب، بل بالأشخاص. أولئك الذين كانوا معنا بالأمس، والذين شعرنا بدفئهم لكنهم لم يعودوا هنا... الأمر يتعلق بالحب والكلمات التي لم يكن لديك الوقت لتقولها للأشخاص الذين تحبهم».

لكن بعض معارضي الفكرة يقولون إن التذكير اليومي بالخسارة يجعل الناس عالقين في الماضي.