أربيل تحذر من «مشكلات» بسبب تخفيض عائدات النفط

TT

أربيل تحذر من «مشكلات» بسبب تخفيض عائدات النفط

حذرت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، من أن تمسك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمنحها 12.67 في المائة من عائدات النفط المستخرج من الإقليم، ورفضه نسبة 17 في المائة التي تطالب بها أربيل، سيثير «مشكلات عدة».
واعتبرت وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان، في بيان، أمس، أن تمسك العبادي بنسبة الـ12.67 في المائة «يثير قلق مواطني الإقليم، خصوصاً أن هذا التخفيض في النسبة المقررة سيثير مشكلات عدة، فالشعب الكردستاني زاد عدده بنسبة 30 في المائة، بسبب تدفق النازحين العرب من شتى مناطق العراق إلى مدن الإقليم، وهؤلاء بطبيعة الحال سيستفيدون من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والإسكان وغيرها».
وأوضحت أن «هذا سيثقل كاهل الحكومة في مجال الخدمات، وعليه، يجب إعادة النظر في تلك النسبة لتتمكن حكومة الإقليم من الإيفاء بالتزاماتها، سواء بالنسبة إلى الشعب أو بالنسبة إلى النازحين العرب».
وأكدت أن «العوائد النفطية يجري تدقيقها من قبل أفضل شركتين عالميتين في مجال الشفافية الدولية، وعوائد الشهر الماضي صرفت على رواتب الموظفين التي بدأت حكومة الإقليم بتوزيعها خلال الأيام القليلة الماضية».
وكان العبادي أثار في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الثلاثاء الماضي، تساؤلات حول مصير عوائد النفط المُصدّر خلال الشهر الماضي والبالغة كميته 550 ألف برميل نفط. كما اتهم حكومة الإقليم بالمبالغة في تقديم قوائم الموظفين الفعليين، واعتبر نسبة 17 في المائة التي تقتطعها أربيل «غير واقعية».
وأشارت وزارة الموارد الطبيعية في كردستان إلى أن «العوائد النفطية سُلمت لحكومة الإقليم لدفع رواتب موظفيها، بما فيها عوائد شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي أثارها السيد العبادي، فالعوائد النفطية تخضع لرقابة ومتابعة كاملة من قبل اثنتين من أفضل الشركات العالمية في مجال تدقيق الحسابات».
وأقرت الوزارة بـ«العثور على أكثر من 30 ألف حالة تجاوز» فيما يخص أعداد موظفي الإقليم، لكنها شددت على أنه «تم رفعها من قوائم الرواتب».
وأشارت إلى أن «المبلغ المخصص من قبل السيد العبادي لدفع رواتب الموظفين هو 334 مليار دينار شهرياً، وهذا مبلغ يعادل ثلث الميزانية المطلوبة لرواتب الموظفين، التي تقدر بـ897 مليار دينار، أي أن الفرق الهائل بين المخصص والمطلوب يبلغ 563 مليار دينار وهذا مبلغ من الصعب جداً تعويضه بأي إيرادات داخلية».
وأضافت: «في الوقت الذي كنا ننتظر من الحكومة الاتحادية أن تقدر وتثمن دور قوات البيشمركة في تصديها البطولي للجماعات الإرهابية وكذلك معاونتها للقوات العراقية في التصدي لدحر الإرهاب، وبدلاً من تقدير تضحياتهم، فإن الحكومة الاتحادية لم تخصص أي مبالغ لهم، ما عدا إشارة طفيفة بتخصيص بعض الموارد ضمن ميزانية القوات البرية ولا غير ذلك».
وشددت الوزارة على أن تسليم النفط الكردي إلى الحكومة الاتحادية «يجب أن يكون ضمن الإطار الدستوري، ويجب أن تدرج في قانون الموازنة المبالغ اللازمة لدفع مستحقات الشركات النفطية العاملة في كردستان، ففي مشروع الموازنة لعام 2018 ألزمت حكومة الإقليم بتصدير 250 ألف برميل يومياً من النفط، لكن المشروع لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى استحقاقات الشركات العاملة في مجال إنتاج النفط في كردستان، في حين تم تخصيص 16 تريليون دينار بشكل واضح لوزارة النفط الاتحادية».



برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.