فرنسا تكشف عن عملية عسكرية لقتل 15 متطرفاً في مالي

«داعش» يتبنى هجوماً إرهابياً شمال نيجيريا

TT

فرنسا تكشف عن عملية عسكرية لقتل 15 متطرفاً في مالي

أعلن المتحدث باسم رئاسة الأركان الفرنسية، الجنرال باتريك ستايغر، القضاء على «جماعة إرهابية مسلحة» تابعة لتنظيم القاعدة خلال عملية أسفرت عن مقتل 15 من عناصرها في شمال مالي.
وقال ستايغر خلال مؤتمر صحافي: إن «رصد كتيبة إرهابية في منطقة أبايبارا، على بعد 100 كيلومتر شمال شرقي كيدال، أدى إلى إطلاق عملية مشتركة بين القوات الخاصة الفرنسية وجنود عملية برخان». مضيفا: العملية تخللها «غارات شنتها طائرات ميراج 2000 وتدخل مروحيات تيغر وتدخل القوات البرية». وأشار إلى أن هذه العملية «أدت إلى مقتل 15 عضوا من هذه الكتيبة المرتبطة بجماعة أنصار الدين التابعة لتنظيم «القاعدة»، بالإضافة إلى ضبط أو تدمير أسلحة وعتاد». ونشر ستايغر صورة تظهر الأسلحة المضبوطة، بينها رشاشات كلاشنيكوف ومدفعان رشاشان وقنابل يدوية. من جهة أخرى، قتل ثلاثة جنود في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي وأصيب اثنان آخران حين صدمت آليتهم «لغما أو عبوة ناسفة محلية الصنع» في شمال البلاد على مسافة غير بعيدة من الحدود مع الجزائر.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة بالوكالة كون ديفيدس: «أدين بشدة هذه الأعمال المشينة التي تهدف فقط إلى زعزعة استقرار البلاد وإلحاق الضرر بعملية السلام القائمة في مالي».
وأكد أن البعثة الأممية «تبقى مصممة على مواصلة جهودها من أجل تعزيز السلام في مالي»، مذكرا بأن «الهجمات التي تستهدف جنودا لحفظ السلام يمكن أن تشكل جرائم حرب بالاستناد إلى القانون الدولي».
وقالت البعثة: إن الجنود الضحايا من تشاد كانوا يرافقون قافلة في شمال الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، حيث أبلغ أوليفر سالجادو، المتحدث باسم البعثة راديو فرنسا الدولي، أن الجنود الذين قتلوا من تشاد التي لديها أحد أكثر الجيوش فاعلية في المنطقة. ويأتي هذا الهجوم بعدما زار سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الأحد الماضي مقر قيادة قوة مجموعة الساحل للتصدي للجهاديين في سيفاريه بشمال مالي. ومن المقرر أن تنفذ هذه القوة التي تضم جنودا من مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا عمليتها الأولى مع نهاية الشهر. وتنشر فرنسا في منطقة الساحل والصحراء في إطار عملية برخان لمكافحة الجهاديين، 4 آلاف عسكري مزودين بمقاتلات وطائرات مسيرة ومروحيات ومدرعات. وقتل أكثر من 80 عضوا من بعثة الأمم المتحدة منذ 2013 في هجمات على يد جماعات متشددة تنشط في شمال ووسط البلاد؛ مما يجعلها أكبر عملية حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية سقط منها قتلى. وأثار صعود جماعات متشددة بعضها مرتبط بتنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الساحل الصحراوي، قلق قوى غربية مثل فرنسا التي نشرت آلاف الجنود في المنطقة للتصدي للمتشددين. وقتل أربعة من القوات الخاصة الأميركية في وقت سابق هذا الشهر في النيجر المجاورة على يد مقاتلين يعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة محلية تابعة للدولة الإسلامية تعمل انطلاقا من مالي. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أقرت أول من أمس، بأن مجموعة ثانية من الجنود الأميركيين كانت موجودة على مقربة من الموقع الذي تعرضت فيه دورية نيجرية - أميركية مشتركة لكمين في الرابع من الشهر الحالي. وقال الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحافي «هناك فرق أخرى تعمل في النيجر». وأضاف: «لن أعطي أي تفصيل آخر محددا حول ما حدث طالما أننا لم ننته من التحقيق». ولأن العسكريين الأميركيين لم يكونوا يتوقعون عملا معاديا، تولت القوات الفرنسية التي تكافح المتطرفين في المنطقة تقديم دعم جوي لهم بعد الكمين، بما في ذلك مقاتلات ومروحيات قتالية وطبية نقلت الجرحى جوا. من جهة أخرى، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم في شمال شرقي نيجيريا أسفر عن مقتل ثمانية جنود ومدني وإصابة خمسة أشخاص آخرين الثلاثاء الماضي. وقال بيان التنظيم: «صال عدد من جنودنا على مواقع الجيش النيجيري في بلدة ساسو شمال شرقي نيجيريا، حيث دارت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة ما أدى إلى هلاك ثمانية، واغتنمنا ثلاث سيارات رباعية الدفع»... ولم يقدم التنظيم أدلة على مزاعمه.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».