لهذه الأسباب... جيبوتي ستتصدر قائمة الوجهات السياحية لعام 2018

بحيرة العسل في جيبوتي (تيليغراف)
بحيرة العسل في جيبوتي (تيليغراف)
TT

لهذه الأسباب... جيبوتي ستتصدر قائمة الوجهات السياحية لعام 2018

بحيرة العسل في جيبوتي (تيليغراف)
بحيرة العسل في جيبوتي (تيليغراف)

تحتل جيبوتي، وهي دولة صغيرة في شرق أفريقيا، واحدة من أفضل الأماكن على قائمة «لونيلي بلانيت» لعام 2018. ومن المتوقع أن تتصدر قائمة الدول السياحية الأكثر زيارة لعام 2018.
يعود السبب في ذلك إلى ندرة دول العالم التي تجمع بين المناظر الطبيعية الغريبة مثل البحيرات المالحة والبراكين المنقرضة والسهول الغارقة ومداخن الحجر الجيري والأخاديد الكبرى والهضاب الرائعة. فجيبوتي قد تكون صغيرة، ولكن كل شيء فيها ثمين وقيمته كبيرة ثقافياً.
تقع جيبوتي في منطقة القرن الأفريقي، وهي عضو في جامعة الدول العربية. تطل على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وتحدها إريتريا من الشمال وإثيوبيا من الغرب والجنوب والصومال من الجنوب الشرقي، فيما تطل شرقاً على البحر الأحمر وخليج عدن.
لا تعتبر جيبوتي من البلاد المتطورة، فترتكز السياحة هناك على الأماكن البيئية والطبيعية، وبالنسبة لأولئك الذين يحبون المغامرة، يمكنهم الاستمتاع بالغطس مع أسماك القرش وركوب الأمواج والمشي لمسافات طويلة.

ومن أهم معالم جيبوتي السياحية:
- علي صبيح
تقع علي صبيح في الجزء الجنوبي من جيبوتي. وما يميّزها فعلياً هو وقوعها على الحدود الدولية مع الصومال في الجزء الشرقي من البلاد، وكذلك الحدود الدولية مع إثيوبيا في الجزء الجنوبي.
ويقتصر النشاط السياحي في هذه المدينة على بعض المغامرات، مثل ركوب الأمواج.
وتتضمن أيضاً بعض الأسواق المحلية المفعمة بالحياة، ما يجعلها مقصداً للتسوق.
- بحيرة العسل
تقع بحيرة العسل في الجزء الغربي من خليج تادجورا على عمق 155 متراً تحت مستوى سطح البحر، وهي ثاني أقرب بحيرة لمركز الأرض بعد البحر الميت.
تضم البحيرة أكبر احتياطي للملح في البلاد، فتعتبر كنزاً وطنياً. ويتوقع السكان أن يتم إدراجها كموقع للتراث العالمي قريباً.
- تاجورا
هي مدينة واسعة وكبيرة للمشي والاستكشاف. تقدم العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، خصوصاً تلك التي تطل على الواجهة البحرية، ذلك ناهيك عن المساجد الضخمة. وغالباً ما يطلق عليها اسم «مدينة الأبيض» نظراً للعديد من المنازل البيضاء الجميلة الموزعة في كافة أرجاء المدينة.
كما تجذب تاجورا الكثير من الزوار للاستمتاع بأجواء هذه المنطقة الأكثر هدوءاً في جيبوتي.
- الجزر البركانية
تحتل جزر «ليه ست فريرز» البركانية في خليج تاجورا قائمة أهم الأماكن الرائعة لممارسة هواية الغوص، أما بحيرة أبيه فتقع على الحدود مع إثيوبيا، وتتمتع بجمال لا مثيل له.
وهناك أيضاً جزيرتا مسكلي وموشا الدافئتان. وهما غير مأهولتين ومناسبتين للرحلات النهارية، فتتميزان بمواقع الغوص والشواطئ النظيفة.
- مطاعم السمك
تشتهر مطاعم جيبوتي بوجبات السمك المشوي بالتوابل والفلفل الأحمر التي تشوى في «التنور». فيزورها متذوقو الطعام من مختلف البلدان نظراً لندرة توافر التوابل الأصلية في مكان آخر حول العالم.
كما أن ما يميز هذه الدولة ارتباطها العميق بفرنسا والولايات المتحدة. وازدادت أهمية علاقاتها مع الصين واليابان في السنوات الأخيرة، ما يعد بازدهار قطاعها السياحي في الأعوام المقبلة.



بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
TT

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خلالها الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتصاعد خطر الجماعات الإرهابية، حسب ما أعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان صحافي، إن المباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل».

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي (أ.ب)

الأمن والإرهاب

وتعاني دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المحاذية للسنغال، من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتتالية.

وتوجهت الأنظمة العسكرية الحاكمة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، نحو التحالف مع روسيا التي أصبحت الشريك الأول لدول الساحل في مجال الحرب على الإرهاب، بدلاً من الحلفاء التقليديين؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

وبموجب ذلك، نشرت روسيا المئات من مقاتلي مجموعة (فاغنر) في دول الساحل لمساعدتها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما عقدت صفقات سلاح كبيرة مع هذه الدول، حصلت الأخيرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات.

ومع ذلك لا تزالُ الجماعات الإرهابية قادرة على شن هجمات عنيفة ودامية في منطقة الساحل، بل إنها في بعض الأحيان نجحت في إلحاق هزائم مدوية بمقاتلي «فاغنر»، وقتلت العشرات منهم في شمال مالي.

في هذا السياق، جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملين إن المباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، على خلفية عدم الاستقرار المستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات الإرهابية».

وتخشى السنغال توسع دائرة الأعمال الإرهابية من دولة مالي المجاورة لها لتطول أراضيها، كما سبق أن عبرت في كثير من المرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي.

الرئيس إيمانويل ماكرون مودعاً رئيس السنغال بشير ديوماي فاي على باب قصر الإليزيه (رويترز)

وفي تعليق على المباحثات، قال الرئيس السنغالي في تغريدة على منصة «إكس» إنها كانت «ثرية وودية للغاية»، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على «العمل معاً لتعزيز الشراكة الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة الساحل، بما في ذلك الحفاظ على فضاء الإيكواس»، وذلك في إشارة إلى (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وهي منظمة إقليمية تواجه أزمات داخلية بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.

وكانت الدول المتحالفة مع روسيا (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) قد جمدت عضويتها في المنظمة الإقليمية، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيين يتحكمون فيها، وبدأت هذه الدول الثلاث، بدعم من موسكو، تشكيل منظمة إقليمية جديدة تحت اسم (تحالف دول الساحل)، هدفها الوقوف في وجه منظمة «إيكواس».

صورة جماعية لقادة دول مجموعة «إكواس» في أبوجا السبت (رويترز)

علاقات ودية

وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غرب أفريقيا، لا تتوقف موسكو عن محاولة كسب حلفاء جدد، خاصة من بين الدول المحسوبة تقليدياً على فرنسا، والسنغال تعد واحدة من مراكز النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خلال العام الحالي، حيث وصل إلى الحكم حزب «باستيف» المعارض، والذي يوصف بأنه شديد الراديكالية، ولديه مواقف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بعد فوزه بأغلبية ساحقة في البرلمان هذا الأسبوع.

وفيما وصف بأنه رسالة ودية، قال الكرملين إن بوتين وديوماي فاي «تحدثا عن ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السنغالية، وهي علاقات تقليدية تطبعها الودية، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية».

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

وأضاف بيان الكرملين أن الاتفاق تم على أهمية «تنفيذ مشاريع مشتركة واعدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خلال زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليين».

وفي ختام المباحثات، وجّه بوتين دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت الموافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام المقبل، حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية في السنغال.

وسبق أن زارت وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال، قبل عدة أشهر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، حول قضايا تتعلق بمجالات بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة.

آثار الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بدكار في 9 فبراير (رويترز)

حياد سنغالي

رغم العلاقة التقليدية القوية التي تربط السنغال بالغرب عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، فإن السنغال أعلنت اتخاذ موقف محايد من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطلبت قبل أشهر من السفير الأوكراني مغادرة أراضيها، بعد أن أدلى بتصريحات اعترف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حين كانوا يخوضون معارك ضد الجيش المالي وقوات «فاغنر».

من جانب آخر، لا تزالُ فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للسنغال، رغم تصاعد الخطاب الشعبي المعادي لفرنسا في الشارع السنغالي، ورفع العلم الروسي أكثر من مرة خلال المظاهرات السياسية الغاضبة في السنغال.

ومع ذلك، لا يزالُ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسنغال ضعيفاً، حيث بلغت صادرات روسيا نحو السنغال 1.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8 في المائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة الأفريقية، في المرتبة الثالثة بعد مصر (28 في المائة) والجزائر (20 في المائة). ولا يخفي المسؤولون الروس رغبتهم في تعزيز التبادل التجاري مع السنغال، بوصفه بوابة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا.