زيت القنب يشفي امرأة تعاني من عرق النسا من المرة الأولى

زيت القنب الطبي (رويترز)
زيت القنب الطبي (رويترز)
TT

زيت القنب يشفي امرأة تعاني من عرق النسا من المرة الأولى

زيت القنب الطبي (رويترز)
زيت القنب الطبي (رويترز)

بعد 13 عاماً من آلام الظهر الناتجة عن عرق النسا، أنهت بريندا ديفيدسون معاناتها مع الأعراض، بعد أن شربت زيت القنب ليوم واحد.
عانت ديفيدسون، البالغة من العمر 55 عاماً، من أوجاع وصفتها بـ«القاتلة والمريبة»، وكثيراً ما تناولت المسكنات القوية، ولكنها لم تعط أي نتيجة فعالة للتخلص من الألم.
فبعد أن باءت جميع محاولاتها الماضية بالفشل، تحولت حياة ديفيدسون كلياً بعد أن قررت استخدام زيت القنب الذي يمكن شراؤه فقط عبر الإنترنت.
لم تكن ديفيدسون متأكدة من أن هذا الزيت سيخفف من حدة أوجاعها، ولكن بعد أخذ قطرات منه، اختفى الألم كلياً، حسبما تروي.
وقالت: «لا أستطيع أن أصدق هذا، أنا لا أشعر بأي ألم!».
وعرق النسا هو مجموعة من الأعراض، بما في ذلك الآلام التي قد تنجم عن ضغط الجذور العصبية الخمسة التي تؤدي إلى أوجاع في أعصاب فقرات الظهر. والألم هو شعور في أسفل الظهر (الردف) وأجزاء مختلفة من الساق والقدم. وبالإضافة إلى الآلام، التي هي في بعض الأحيان حادة، قد يكون هناك خدر وضعف في العضلات وصعوبة في الانتقال أو السيطرة على الساق. وعادة، هي أعراض يتم الشعور بها فقط على جانب واحد من الجسم.
وسمي بعرق «النسا» لأن تأثير ألمه يُنسِي ما سواه، وهذا العِرْقُ ممتد من مفْصل الورك إلى آخر القدم وراءَ الكعب، من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر.
ومن المثبت علمياً أن زيت القنب الهندي يعمل على تخليص الأشخاص من الألم والالتهابات.
والقنب المستأنس أو المزروع هو نوع من القنب يزرع للاستخدام الصناعي في أوروبا وكندا وأماكن أخرى، بينما يمتلك القنب الهندي أليافاً ضعيفة تستخدم في المقام الأول لإنتاج العقاقير الطبية. والفرق الرئيسي بين هذين النوعين من النباتات هو المظهر وكمية رباعي هيدروكانابينول (THC) المفرز في الخليط الراتينجي في شعر البشرة المسمى غدد التريكوم.
ويباع زيت القنب في جميع الأراضي البريطانية بشكل قانوني، ولكن لا تزال بعض الدول الأوروبية تمنعه بسبب وجود مادة مخدرة فيه قد تقود إلى الإدمان.
ويقول كريستوفر نيكولسون، مدير صيدلي في اللجنة الصحية العامة في اسكوتلندا: «لم يعمم اتحاد الأدوية الاسكوتلندي استخدام زيت القنب كعلاج للألم بعد. وبالتالي، فإنه ليس متوفراً كوصفة طبية. ومع ذلك، يستطيع الأطباء تقديم طلب إلى الاتحاد، إذا كانوا يرغبون في وصف المنتج كعلاج».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».