«داعش» يتصدى لقوات النظام قرب البوكمال

مقتل 70 من الطرفين خلال يومين

TT

«داعش» يتصدى لقوات النظام قرب البوكمال

تشن قوات النظام السوري وحلفاؤها 5 معارك ضد تنظيم داعش في محافظة دير الزور لعل أبرزها في البوكمال ومدينة دير الزور التي أوشكت على السيطرة الكاملة عليها. وفيما يبدو تنظيم داعش متراخيا على بعض المحاور، كثّف هجماته المعاكسة لتأخير تقدم قوات النظام وصد هجومها نحو مدينة البوكمال، آخر معاقله في سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 70 عنصرا من «داعش» والنظام والقوات الموالية له خلال 48 ساعة في المعارك المحتدمة في دير الزور، وبالتحديد على محاور في مدينة دير الزور وريف الميادين الشرقي، والضفاف الشرقية لنهر الفرات، ومحور محطة (التي تو) في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وقال رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد» أمس لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري يشن 5 معارك على «داعش» بشكل متزامن في دير الزور، تشمل المدينة، محور المحطة، العشارة، الضفة الشرقية للميادين، الحسينة وجديد عكيدات، لافتا إلى أن المعركة الأبرز هي تلك التي يخوضها لتأمين سيطرته على مدينة البوكمال علما بأن هذا الأمر غير محسوم، خاصة في ظل المعلومات المتداولة عن نية التحالف الدولي السيطرة عليها. وأضاف عبد الرحمن: «لا شيء يمنع من إرسال التحالف قسد إلى المدنية أو استخدام الحشد الشعبي العراقي بلباس سوري».
ولا يستبعد الناشط في حملة «فرات بوست» أحمد الرمضان أن يتكرر سيناريو حقل العمر والكونيكو في البوكمال، حيث كان النظام على وشك السيطرة على الحقلين قبل دخول «قوات سوريا الديمقراطية» إليهما. وأشار الرمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عين التحالف الدولي على البوكمال لكونها منطقة حدودية رئيسية مع العراق وتحوي حقلي نفط»، مرجحا أن يعتمد التحالف على الفصائل التي سبق له أن دربها لمهمة السيطرة على المدينة، كمغاوير الثورة، وجيش سوريا الجديد وأسود الشرقية. وأضاف: «أما أن يلجأ إلى قسد في هذه المعركة، فأمر مستبعد تماما من منطلق أن هناك عداوة تاريخية وكبيرة بين العشائر في المنطقة هناك وبين الأكراد أكبر من العداوة بينهم وبين العشائر في ريف دير الزور».
وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام أفادت في الساعات الماضية عن تكثيف القوات النظامية من تحركها شرقاً بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال والحدود العراقية، بالتزامن مع الاستعدادات من الجهة المقابلة من الحدود السورية وبالتحديد من قبل الجانب العراقي لإطلاق عملية منسّقة تضع مدينة القائم بدورها هدفاً له. ولم تخف هذه الوسائل خشية النظام وحلفائه من تدخل التحالف الدولي لقطع الطريق على قواتهم المتقدمة باتجاه البوكمال متحدثة عن «أنباء عن محاولات أميركية لتوسيع التفاهمات السابقة مع (داعش) عبر بعض زعماء العشائر، لاحتلال قرى جديدة في وادي الفرات، بما يتيح له قطع الطريق على الجيش، بين الميادين والبوكمال».
أما «داعش» فواصل استعداداته للمعركة داخل المدينة، وأفادت قناة «العالم» الإيرانية بأن عناصر التنظيم «قاموا برفع سواتر على مداخل مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، كما فخَّخَوا أطراف المدينة، والطرق الرئيسية المؤدية إليها».
وبالتوازي مع التراجع الذي وثقه «المرصد السوري» لقوات النظام من ناحية العشارة حيث شن «داعش» هجوما معاكسا مستغلا الظروف الجوية السيئة للمنطقة، أشار «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله» إلى مواصلة «الجيش (النظامي) السوري تقدمه داخل مدينة دير الزور وأحكامه السيطرة على حي الصناعة». وهو ما أكده أيضا المرصد السوري لافتا إلى أن التنظيم المتطرف لم يعد يسيطر على أكثر من 8 في المائة من مجمل مساحة المدينة، فيما لا تزال الاشتباكات متواصلة بين الطرفين على محاور في حي العمال ومنطقة حويجة صكر. وكانت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» أفادت يوم أمس بمقتل 22 عنصراً من قوات النظام باشتباكات في حي الصناعة في دير الزور.


مقالات ذات صلة

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.