«اليونيفيل» ترحب بنشر قوات إضافية من الجيش اللبناني في الجنوب

قالت إنه سيعزز تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي «1701»

مراسم انتقال قيادة السلطة في اليونيفيل بين الجنرال فرانشسكو أوللا وخلفه الجنرال رودولفو سغانغا في صور امس
مراسم انتقال قيادة السلطة في اليونيفيل بين الجنرال فرانشسكو أوللا وخلفه الجنرال رودولفو سغانغا في صور امس
TT

«اليونيفيل» ترحب بنشر قوات إضافية من الجيش اللبناني في الجنوب

مراسم انتقال قيادة السلطة في اليونيفيل بين الجنرال فرانشسكو أوللا وخلفه الجنرال رودولفو سغانغا في صور امس
مراسم انتقال قيادة السلطة في اليونيفيل بين الجنرال فرانشسكو أوللا وخلفه الجنرال رودولفو سغانغا في صور امس

رحب القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال مايكل بيري، أمس، بنشر قوات إضافية من القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، معتبراً أن هذا الإجراء «سيسمح بإجراء مزيد من الدوريات المشتركة، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (1701)».
وأعرب بيري، خلال لقاء موسع عقده مع ممثلي السلطات المحلية والقوات المسلحة والأمنية اللبنانية في الجنوب، عن امتنانه للسلطات المحلية على «دعمها الراسخ الذي أسهم في الحفاظ على الاستقرار في منطقة عمليات (اليونيفيل)». وأكد أهمية «الشراكة الاستراتيجية والأنشطة المشتركة بين القوات المسلحة اللبنانية و(اليونيفيل)»، بحسب بيان أصدرته «اليونيفيل».
وقال بيري: «من العلامات الجيدة أن الشراكة القائمة بين الجيش اللبناني و(اليونيفيل) تتعدى التعاون والتنسيق في مجال العمليات العسكرية. وإن إنشاء مركز فعال للتعاون العسكري المدني تابع للقوات المسلحة اللبنانية سيكون دعماً كبيراً لتطلعاتنا ومهمتنا المشتركة في بناء بيئة ملائمة للسلام والاستقرار الدائمين في الجنوب».
كذلك شدد بيري على أهمية العمل مع القادة المحليين، وقال: «هذا اللقاء يعطيني فرصة للاستماع إلى أفكاركم وهواجسكم، إلى جانب تبادل الآراء. إن (اليونيفيل) والشعب اللبناني يتشاطران هدفاً مشتركاً هو تعزيز الاستقرار والأمن في جنوب لبنان. ولا يمكننا تحقيق هذا الهدف إلا بالاحترام المتبادل والدعم والتفاهم».
وخلال اللقاء، استمع بيري إلى مداخلات من الفاعليات المحلية، من بينهم قائمقام مرجعيون، وعدد من رؤساء بلديات قرى وبلدات تقع في جنوب شرقي البلاد.
وكان بيري قد افتتح، في وقت سابق، من صباح أمس، مجمع مستشفى تابعاً للأمم المتحدة تم تجديده حديثاً في مرجعيون داخل مقر قيادة القطاع الشرقي لـ«اليونيفيل»، ويديره الفريق الطبي الصيني. ويضم المستشفى الصيني ثلاثين شخصاً من العاملين في المجال الطبي والدعم. ويقدم الخدمات الطبية للعاملين في «اليونيفيل» ولسكان المنطقة على حد سواء منذ عام 2007.
وأشاد بيري بـ«الإسهام الكبير الذي قدمته الصين للسلام والأمن العالميين، خصوصاً إلى (اليونيفيل) وجنوب لبنان».
يُذكَر أن «اليونيفيل» تضم أكثر من 400 جندي حفظ سلام صيني يعملون في مجال البناء ومكافحة الألغام الأرضية، إلى جانب الأنشطة الطبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.