لافروف والمعلم يحملان على الوجود الأميركي شرق سوريا

دمشق تحذر من سيطرة الأكراد على النفط

TT

لافروف والمعلم يحملان على الوجود الأميركي شرق سوريا

انضمت دمشق أمس إلى حملة الاتهامات الروسية المتواصلة للقوات الأميركية في سوريا والتشكيك بالأهداف التي تسعى تلك القوات إلى تحقيقها، بينما أكد وزير الخارجية وليد المعلم أثناء محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس أن النظام لن يسمح للأكراد بالسيطرة على مناطق النفط.
من جانبهم أكد أكراد سوريا استعداهم للحوار مع دمشق بعد أن رحبوا بإبداء دمشق استعدادا مماثلا، وقال متحدث باسم مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا إن حل «المسألة الكردية» ممكن ضمن حل شامل للأزمة السورية يتضمن بناء دولة اتحادية. وفي غضون ذلك تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقباله وفدا من النظام برئاسة وليد المعلم بالوقوف ضد محاولات تحميل النظام السوري في المنظمات الدولية المسؤولية عن الهجمات بالسلاح الكيماوي. وبالنسبة للعملية التركية في إدلب لم يتمكن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي من تأكيد تنسيق أنقرة العملية مع موسكو، واكتفى بالتعبير عن أمله بأنه كان هناك تنسيق بين الجانبين بهذا الخصوص.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن مجموعات من «داعش» تمكنت من الوصول إلى منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا واحتجاز قوافل مساعدات إنسانية، وحملت القوات الأميركية المسؤولية عن ذلك. وأكد إيغر كوناشينكوف المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن نحو 600 مقاتل من تنظيم داعش قادمين، على حد زعمه، مع معسكر «الركبان» للاجئين، اجتازوا 300 كلم ووصلوا منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا. وقال إن الهدف من ذلك «تخريب اتفاقية منطقة خفض التصعيد في الجنوب»، وأضاف: «سيتحمل الجانب الأميركي بصورة خاصة كامل المسؤولية عن هذا التخريب للعملية السلمية» في سوريا. ولفت إلى أن إن الجانب الروسي نبه الزملاء الأميركيين، إلى أن تحويل قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية الأردنية، إلى «ثقب أسود»، أمر مخالف للقانون، واتهم القوات الأميركية في منطقة التنف بتجاهل متعمد لعبور إرهابيي «داعش» نحو مناطق مختلفة في سوريا، وطالب الأميركيين بتقديم تفسير لهذا الأمر.
وانضم المعلم إلى حملة الاتهامات الروسية لقوات التحالف الدولي والقوات الأميركية، ودعا خلال محادثات في موسكو أمس مع لافروف إلى حل التحالف الدولي وانسحاب الدول منه، وقال إن «الولايات المتحدة تستغل التحالف غطاء لضرب سوريا وإطالة أمد الحرب»، وأضاف أن آلاف السوريين سقطوا ضحايا القصف الأميركي على الرقة ودير الزور، «وليس من الرجال فقط، بل غالبيتهم من النساء والأطفال»، وقال إن «القوات الأميركية تدمر كل شيء إلا «داعش»، واتهمها بتدمير البنى التحتية للاقتصاد السوري. من ثم أشار وزير خارجية النظام إلى ما وصفها «مشكلة الأكراد واعتمادهم على الدعم الأميركي»، وقال إنهم «أصبحوا في سباق مع الجيش السوري على احتلال منابع النفط»، وحذر: «هم يعلمون جيدا بأن سوريا لن تسمح إطلاقا بالاعتداء على سيادتها الوطنية»، واعتبر أن «الأكراد الآن سكارى بالدعم الأميركي لكن هذا الدعم لن يستمر»، وختم قائلا: «منذ 100 عام وحتى اليوم فشلت القضية الكردية في الاعتماد على قوة كبرى دولية واحدة».
وتزامنت تصريحات المعلم مع تأكيد مناطق الحكم الذاتي الكردية شمال سوريا، التي يطلق عليها الأكراد «روج أفا»، استعدادها للتفاوض مع النظام السوري. وقال عبد الكريم عمر ممثل مناطق الإدارة الذاتية في تصريحات أمس لوكالة «ريا نوفوستي» إن إعلان والمعلم عن استعداد النظام للتفاوض مع الأكراد حول الحكم الذي تصريحات إيجابية ومتأخرة في آن واحد، لكنه وصف تلك التصريحات «خطوة يمكن أن تبني الأساس» وأكد: «نحن منفتحون على الحوار مع السلطات لحل الأزمة في البلاد». وأكد أن قادة «روج أفا» أجروا عدة لقاءات مع ممثلي النظام السوري بوساطة روسية، لافتاً إلى أن «السلطات لم تكن مستعدة حينها لمناقشة مستقبل سوريا». وقال إن القيادات في مناطق الحكم الذاتي مستعدون لمواصلة الحوار «في ظل توفر ضمانات دولية وبوساطة روسية». وشدد على أن «المسألة الكردية» يجب أن يتم حلها في إطار حل سياسي شامل للأزمة السورية، معبرا عن قناعته بأن تحويل سوريا إلى دولة كونفيدرالية سيسمح بحل الأزمة في البلاد.
وبالعودة إلى محادثات لافروف مع المعلم، تجدر الإشارة إلى أن اللقاء جرى في ختام اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي، التي انعقدت منذ يومين في مدينة سوتشي. وأكد المعلم أن المجتمعين وقعوا بروتوكول تعاون استراتيجي في مختلف المجالات الاقتصادية، وقال إن «الانتصارات العسكرية والسياسية يجب أن تتزامن مع انتصارات اقتصادية». وتسعى روسيا إلى الحصول لعب دور رئيسي في عمليات إعادة إعمار سوريا.
من جانبه كان لافروف حريصاً على التأكيد أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها للدفاع عن النظام السوري في المحافل الدولية، لا سيما في مواجهة الاتهامات باستخدام السلاح الكيماوي. وقال إن «محاولات تسييس الوضع حول سوريا، وتوجيه اتهامات لطرف واحد، لا تتوقف في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس حقوق الإنسان»، وأكد مخاطبا المعلم: «كنا وسنتابع مواجهتنا بصلابة لهذا الأمر». كما أننا بصلابة سنواجه محاولات تسييس الملف الكيماوي»، وقال إن اتهام السلطات السورية بالهجمات «لا أساس لها من الصحة، ويجري توجيهها دون أن تحقيق مهني».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.