كنوز دلمون تقص شريط مؤتمر المتاحف في شبه الجزيرة العربية

تنطلق فعالياته في متحف البحرين الوطني

الشيخة مي آل خليفة في افتتاح مؤتمر المتاحف («الشرق الأوسط»)
الشيخة مي آل خليفة في افتتاح مؤتمر المتاحف («الشرق الأوسط»)
TT
20

كنوز دلمون تقص شريط مؤتمر المتاحف في شبه الجزيرة العربية

الشيخة مي آل خليفة في افتتاح مؤتمر المتاحف («الشرق الأوسط»)
الشيخة مي آل خليفة في افتتاح مؤتمر المتاحف («الشرق الأوسط»)

استعرض متحف البحرين الوطني يوم أمس، أمام الجمهور، كنوز دلمون التي تمثّلت في الأختام الدلمونية، وهي مجموعة دائمة في متحف البحرين الوطني، شكّلت مع قطع أثرية شارك بها متحف الكويت الوطني، انطلاقة أعمال مؤتمر «المتاحف في شبه الجزيرة العربية»، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام.
ويستعرض متحف البحرين الوطني هذه الكنوز الأثرية بمرافقة استضافته لمؤتمر المتاحف في شبه الجزيرة العربية، وذلك ليتعرف الجمهور على أنواع هذه الأختام، وطرق استخدامها وما يتعلق بها من ممارسات اجتماعية واقتصادية تعود إلى الألفية الثانية والثالثة قبل الميلاد.
ويستضيف المتحف في المؤتمر بنسخته الثالثة التي انطلقت يوم أمس، 70 من خبراء المتاحف والأكاديميين من دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم، ويجري تنظيم المؤتمر ضمن برنامج هيئة الثقافة لعام 2017 الذي يأتي بعنوان «آثارنا إن حكت».
أمام ذلك قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: «المتاحف هي ضمان حفظ تاريخنا وإرثنا الإنساني والحضاري، فيها تستقر ذاكرة الأوطان وعبرها نعرّف العالم على ما نملك من مقومات ثقافية عريقة»، وأضافت: «لذلك كرّسنا عامنا الحالي من أجل آثارنا وتعاونّا بكل صدق مع سلسلة (المتاحف في شبه الجزيرة العربية) لإيجاد مساحة نتبادل فيها الخبرات والمعارف في كيفية بناء وتطوير وتمكين المتاحف ومراكز الزوار في المنطقة، وكذلك من أجل عرض تجربتنا المتقدّمة في جانب المتاحف».
وقالت الشيخة مي آل خليفة إن مملكة البحرين، عبر عمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، تأخذ بزمام المبادرة وتعمل على الدوام على تطوير بنيتها التحتية لقطاع المتاحف، عبر تأسيس مراكز زوار في مواقعها الأثرية وتفعيل دور المتاحف في إثراء الحراك الثقافي المحلي وتجديد العروض الدائمة بما يتناسب مع التطور التكنولوجي المعمول به في أهم متاحف العالم. وأشارت إلى أنّ البحرين كمركز حضاري إقليمي وعالمي تستعد للاحتفال العام المقبل بذكرى مرور 30 عاماً على إنشاء متحف البحرين الوطني.
بدورها قالت الدكتورة سارينا ويكفيلد مديرة سلسلة مؤتمرات «المتاحف في شبه الجزيرة العربية» إن «المشاركين في أعمال المؤتمر سيكونون على موعد مع الكثير من الأوراق العلمية المهمة التي تساعد في فهم طبيعة المتاحف والآثار المعروضة فيها».
ويهدف مؤتمر «المتاحف في شبه الجزيرة العربية» إلى توفير منصّة لتعزيز الحوار بين مختلف خبراء المتاحف والخبراء الأكاديميين لمناقشة القضايا الرئيسة الناشئة في مجال المتاحف، مع التركيز على قضايا التمثيل والهوية والممارسة الفنية والمساحات والمكان، فيما يتعلّق بالمتاحف في المنطقة.
في اليوم الأول استعرض المؤتمر في ثلاث جلسات نقاشية سبل تطوير المتاحف في المدن الخليجية، إعادة النظر في التحديات والفرص التي تواجه المتاحف الوطنية في المنطقة والعلاقة بين الهوية التراثية والحداثة. كما قدّم المتحدثون نماذج لتجارب المتاحف من كل من البحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة.
وتعمل سلسلة «المتاحف في شبه الجزيرة العربية» لعام 2017، على مناقشة كيفية استخدام الممارسات الفنية والجمالية بمعناها الواسع في المتاحف والمعارض والفعاليات التراثية والتخطيط الحضري في المنطقة، حيث يسعى المؤتمر، من خلال استكشاف العلاقات بين الممارسات الفنية والإنتاج في المتاحف والمعارض والمؤسسات التراثية، إلى توسيع دائرة الحوار في أهمية هذا المجال بالنسبة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن تحديد سبل مستقبلية للبحوث ذات الصلة.
كما يوفر المؤتمر بالإضافة إلى ذلك، فرصة فريدة لتعزيز الحوار المتعدد التخصصات بين العلماء والممارسين والأشخاص المهتمين بالمتاحف وأنشطة المعارض الفنية والتراث في المنطقة.


مقالات ذات صلة

مصر تحتفل بمرور 69 عاماً على إنقاذ معابد النوبة

يوميات الشرق معبد فيلة بأسوان (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تحتفل بمرور 69 عاماً على إنقاذ معابد النوبة

قبل 69 عاماً، تم إنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية، في 25 أبريل (نيسان)، ضمن حملة دولية لإنقاذ معابد النوبة التي كانت تواجه خطراً بعد إنشاء السد العالي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الجمعة الكشف عن مقبرة الأمير «وسر إف رع» ابن الملك «أوسر كاف» أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

كشف عالم مصريات فرنسي ما وصفه بالرسائل السرية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

أطلقت مصر جائزة سنوية لأفضل ممارسات الحفاظ المعماري والعمراني في محافظاتها لعام 2025. وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن فتح باب التقدم لها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق فني الحفريات يبحث في الرواسب عن بقايا هياكل عظمية في الكهوف (أ.ف.ب)

«مهد البشرية»... حين تنطق صخور جنوب أفريقيا بأسرار البشر

تقع كهوف ستيركفونتين على بُعد 50 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من جوهانسبرغ، وقد أُغلقت قبل نحو 3 سنوات بسبب الفيضانات، وأُعيد فتحها الثلاثاء بتجربة جديدة.

«الشرق الأوسط» (كروغرسدورب (جنوب أفريقيا))

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
TT
20

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)

في غابات وسط الهند، يتتبَّع باحثون آثار أقدام الفيلة وفضلاتها ونهيمها؛ لاستخدامها في نظام تنبيه مصمَّم للحدِّ من حوادث الاصطدام التي تقضي على مئات البشر كل عام.

وتنقل «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن بوفان ياداف، الذي كان يرتدي قميصاً بألوان فريقه «أصدقاء الفيل»، قوله: «يجب ألاّ نُحدِث ضجّةً لكي نتجنَّب أي صدامات».

ويركّز بوفان و3 متتبّعين آخرين أنظارهم على الأرض؛ سعياً إلى اكتشاف أدنى علامة على مرور الفيلة، ويتوغّلون في الغابات الكثيفة بالقرب من محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور، في ولاية تشاتيسغار.

وتصبُّ هذه المعلومات القيِّمة في تطبيق طوّرته شركة «كالبفيغ» الهندية، فيتولّى تحليلها وإرسال رسالة تنبيه على الفور إلى القرويين المعنيين.

ويلاحظ «الصندوق العالمي للطبيعة» أنّ عدد الأفيال الآسيوية الطليقة انخفض من 100 ألف في بداية القرن الـ20 إلى 50 ألفاً اليوم، معظمها في الهند.

وأسهم توسُّع المدن، وإزالة الغابات، والنشاط المنجمي التعديني، في دفع هذه الحيوانات للانتقال إلى مناطق من تشاتيسغار لم تُشاهَد فيها منذ عقود.

ويتابع ياداف، وهو واحد من 250 متتبِّعاً يعملون لحساب إدارة الغابات في الولاية: «نحاول إبقاء مسافة 200 متر من القطيع ليكون لدينا وقت للركض».

وأدّى اختفاء موطن الأفيال الطبيعي إلى ازدياد الاصطدامات بينها وبين البشر. ففي عامَي 2023 و2024، تَسبَّبَت أفيال برّية بمقتل أكثر من 600 شخص في الدولة الأكثر عدداً للسكان في العالم، وفق بيانات البرلمان.

وسُجِّلَت نسبة 15 في المائة من هذه الحوادث القاتلة طوال السنوات الـ5 الأخيرة في ولاية تشاتيسغار، مع أنّ نسبة الفيلة البرّية فيها لا تتعدّى 1 في المائة من مجمل عددها في الهند.

ومن الضحايا، مزارعة الأرزّ لاكشميباي التي قضت عام 2022 وهي في الـ50، عندما دهسها فيل بينما كانت تراقب حقلها في منطقة غارياباند. يُعلّق نجلها موهان سينغ غوند: «لقد باغتها ومزَّق جمجمتها».

وتؤكد السلطات أنَّ نظام التنبيه المموَّل من الحكومة أثمر تقليص عدد الضحايا بشكل كبير. ففي عام 2022، تسبَّبت الفيلة الضخمة في مقتل 5 أشخاص بمحيط محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور. ومنذ بدء العمل بنظام الإنذار في فبراير (شباط) 2023، لم تسقط سوى ضحية واحدة.

بدوره، يوضح فارون جين الذي يُدير المشروع أنّ «القرويين يعطون أرقام هواتفهم الجوالة وبيانات الموقع الجغرافي، ويتلقّون اتصالات أو رسائل (تنبيه) عندما يكون الفيل على مسافة 5 كيلومترات منهم». وتُذاع تحذيرات أيضاً بواسطة مكبّرات الصوت في القرى.

ورغم ارتياح السكان إلى هذه المبادرة التي يمكن أن تُنقذ حياتهم، فإنهم لا يزالون يتوجَّسون من هذه الحيوانات الضخمة. وتقول كانتيباي ياداف العاملة في مجال الخدمات الصحية: «عند إصدار تنبيه، نُحجِم عن الذهاب إلى الغابة للبحث عن الطعام؛ لأننا نعلم أنَّ أي شيء يمكن أن يحدُث».

لكنّها تشكو «الخسائر» التي تُسبّبها هذه الفيلة، مضيفةً: «إنها تدمّر مزروعاتنا، وهي مصدر رزقنا الرئيسي». وترى أنّ «الحكومة يجب ألا تسمح للفيلة البرّية بالتجوّل بهذه الطريقة».

ويشير فارون جين إلى أنّ الهيئات المسؤولة عن الغابات تعمل على «تحسين موائل» هذه الفيلة بهدف ثَنيها عن دخول القرى بحثاً عن الطعام.

ويتأتَّى الخطر الأكبر على البشر من الفيلة الذكور الباحثة عن أنثى، إذ ترتفع لديها مستويات هرمون التستوستيرون، ويتّسم سلوكها بالطابع العنيف خلال فترة الوحدة هذه. وتشير تقديرات رسمية إلى أنّ «الفيلة المستوحدة تتسبَّب بـ80 في المائة من الحوادث».

ويؤكد جين أنّ نظام التنبيه أكثر فاعلية من إطلاق السهام التي تشلّ حركة الحيوان، أو من الأطواق العاملة بموجات الراديو التي توضع عادة للفيل الأكبر سناً؛ بغية رصد تحرّكات القطيع الذي يتبعها، مشيراً إلى أنّ «الفيل بالغ الذكاء إلى درجة أنه ينزع الطوق عنه بعد شهرين أو 3 أشهر».