لافروف لـ«الشرق الأوسط»: حوار رفيع متواصل مع السعودية حقق ثماراً ملموسة

اعتبر العلاقات مع واشنطن «أسيرة لمشاكسات المؤسسة الأميركية»... وحمّل إدارة أوباما مسؤولية «تدميرها»

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
TT

لافروف لـ«الشرق الأوسط»: حوار رفيع متواصل مع السعودية حقق ثماراً ملموسة

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو، غداً، «انعطافة حقيقية» في علاقات البلدين، متوقعاً انتقال التعاون بين الرياض وموسكو إلى «مستوى جديد تماماً»، بما يحقق «مساهمة عميقة الفائدة في استقرار منطقة الشرق الأوسط».
وكشف لافروف، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن هناك حواراً متواصلاً «على أرفع المستويات» بين المملكة وروسيا في شأن قضايا تهم البلدين، مشيراً إلى أن هذا الحوار «بدأ في تحقيق جملة من الثمار العملية الملموسة». وشدد على أهمية استمرار التنسيق فيما يخص الأزمات الإقليمية واتفاق خفض إنتاج النفط.
ونوّه بالجهود التي تبذلها السعودية لتشكيل وفد المعارضة السورية، معتبراً أنه «قد يصبح شريكاً منصفاً» في محادثات جنيف. وأكد أن التسوية السياسية عبر الحوار بين السوريين على أساس قرار مجلس الأمن رقم «2254»، «لا تزال أهم مجالات العمل لتجاوز الأزمة الراهنة».
وحمّل الوزير الروسي إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مسؤولية «تدمير» أسس العلاقات بين موسكو وواشنطن التي رأى أنها «لا تزال أسيرة لمشاكسات المؤسسة الأميركية». وتحدث عن «حملة مصطنعة معادية لروسيا داخل الولايات المتحدة تتضمن تكهنات بتدخل مزعوم في الانتخابات الرئاسية». غير أنه رأى أن «هناك أملاً في أن بمقدورنا التغلب على الأزمة المصطنعة الحالية، وإن كان مستقبل العلاقات لا يعتمد علينا نحن فحسب، وإنما كذلك على الجانب الأميركي»... وفيما يلي نص الحوار:

> فيما يتعلق بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا، كيف تقيّمون العلاقات الروسية - السعودية على المستوى الثنائي، وفيما يخص النقاش حول أزمات المنطقة؟
- إننا نشارك القيادة السعودية الاعتقاد بضرورة تحقيق مزيد من التطور المتصاعد في العلاقات السعودية - الروسية على مختلف الأصعدة، بما في ذلك جهود ضمان الاستقرار الإقليمي والعالمي.
ويتواصل الحوار السياسي على أرفع المستويات بين المملكة العربية السعودية وروسيا، بعيداً عن الأضواء، في شأن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقمت، في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، بزيارة إلى المملكة، وشرفت خلالها بلقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، كما أجريت محادثات مع وزير الخارجية عادل الجبير. وأود الإشارة إلى ارتياحي التام لنتائج تلك الزيارة.
ونعمل على تكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون التجاري والروابط الإنسانية المشتركة مع المملكة. ويكمن هدفنا المشترك في زيادة حجم المبادلات التجارية، والتوسع في نطاق مكوناتها من السلع الأساسية التي يرى الجانبان أنها لا تتسق مع الإمكانات الكبيرة المتوفرة لدى البلدين.
ومن دواعي سروري أن العمل المشترك بين البلدين قد بدأ في تحقيق جملة من الثمار العملية الملموسة، فلقد اتُخذ عدد من الترتيبات المهمة في الآونة الأخيرة، وتم تحديد المجالات التي تستأثر بالأولوية والاهتمام. كما أود الإشارة على وجه الخصوص في هذا الصدد إلى العمل المثمر والبناء للجنة الثنائية بين حكومتي البلدين بشأن قضايا التجارة، والاقتصاد، والتعاون العلمي والتكنولوجي، فضلاً عن الاتصالات المباشرة بين الوزارات المعنية والاتحادات التجارية في البلدين. كما أننا نولي اهتماماً كبيراً لجهود تعزيز الأطر القانونية ذات الصلة.
وتشارك الرياض وموسكو في تنفيذ اتفاقيات «أوبك - بلس» لخفض إنتاج النفط العالمي. ونرى أنه من المهم للغاية مواصلة تنسيق الجهود مع الشركاء في المملكة العربية السعودية في هذا الصدد.
أما بالنسبة إلى الأزمات الإقليمية الراهنة فيرى البلدان أنه لا بديل فعلياً عن الحلول المستدامة والدائمة من خلال فقط الوسائل السياسية والدبلوماسية عبر الحوار الوطني الشامل والقائم على أسس راسخة ومتينة من القانون الدولي.
وهذه المسائل، وغيرها، من المسائل ذات الصلة ستكون محل النقاش العميق المرتقب على جدول الأعمال الثنائي والدولي خلال الزيارة المقبلة لخادم الحرمين الشريفين إلى روسيا، بناء على دعوة رسمية موجهة من الرئيس فلاديمير بوتين. ونحن على قناعة بأن هذا الحدث الذي يمثل انعطافة حقيقية في علاقاتنا سينتقل بالتعاون بيننا إلى مستوى جديد تماماً، ويحقق مساهمة عميقة الفائدة في استقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
> اسمحوا لي بسؤالكم عن روسيا، بصفتها اللاعب الرئيسي في سوريا. هل بلغت الأزمة السورية مرحلة البحث عن حل سياسي؟ وما الحل في سوريا في تقديركم؟
- الصراع في سوريا مستمر منذ سنوات عدة. وأصرت روسيا، منذ بدايات الأزمة السورية، على الحل بالوسائل السلمية من خلال الحوار الموسع بين مختلف الأطراف في سوريا. كما دعونا المجتمع الدولي إلى مد يد المساعدة إلى الشعب السوري لإنهاء العنف وإراقة الدماء، والحيلولة دون دعم المجرمين والإرهابيين في الداخل السوري.
واتخذت جامعة الدول العربية، وكثير من الأطراف الإقليمية والدولية، قراراً بتجريد الرئيس السوري بشار الأسد من شرعيته لجملة من الأسباب المتنوعة. ومن خلال ذلك، فإنهم قد اعتدوا عملياً على حق الشعب السوري في تقرير من سيحكم سوريا وبأي طريقة. نحن نختلف وبشدة مع هذا المنهج. كما أننا، وفي مختلف المحافل الدولية، قد أيدنا وعلى الدوام استقلال الجمهورية العربية السورية، ووحدتها، وسلامة أراضيها. وذكرنا بأن مصير سوريا ومستقبلها يجب أن يرجع إلى الشعب السوري بنفسه وبطريقة قانونية تماماً ومن خلال حوار وطني.
وفي سياق الصراع السياسي الداخلي، فإن التطرف في سوريا قد بلغ مستويات هائلة. وقد اهتز العالم بأسره للفظائع اللاإنسانية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الكيانات الإرهابية الأخرى. ولقد امتدت التهديدات الإرهابية الناجمة عن الإرهابيين الموجودين في سوريا إلى خارج البلاد وطالت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأسرها.
ولقد اتخذت روسيا قرارها بمساعدة الحكومة السورية بناء على طلب من الأخيرة، بهدف تخليص البلاد من الإرهابيين. وفي الوقت نفسه، فإننا لا نزال نعتقد أن الحملة العسكرية ضد المتطرفين يجب أن تترافق مع البحث عن حل سياسي للأزمة. وسعياً وراء هذه الغاية، فإننا نواصل مكافحة الجماعات الإرهابية في الداخل، مع تعزيز جهودنا لوقف إراقة الدماء، وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان، وتكثيف العملية السياسية على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم «2254».
نرى أن الاجتماعات الدولية حول سوريا في آستانة خطوة مهمة نحو تسوية الصراع السوري. وفي إطار عملية آستانة بمشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، إلى جانب ممثلي جماعات المعارضة المسلحة، وافقت الأطراف المعنية على أنه لا بديل عن التسوية السياسية والدبلوماسية تحت رعاية الأمم المتحدة، وأعربت عن التزامها بوقف إطلاق النار. وإضافة إلى ذلك، وضعت آلية التنسيق الكفيلة بمراقبة وقف إطلاق النار ودخلت حيز التنفيذ الفعلي، وحُددت مناطق خفض التصعيد الرامية إلى ضمان تطبيع الأوضاع في الداخل، وتسوية المشكلات الإنسانية العاجلة، وعودة اللاجئين، والمحافظة على وحدة سوريا ككل.
واليوم، يجب على جميع الجهات الفاعلة التخلي عن أطماعها الجيو - سياسية الخاصة والمساهمة الكاملة في إعادة الاستقرار والأمن في سوريا وأرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كافة. وفيما يلي أهم بنود جدول الأعمال: إعادة بناء البنية التحتية المدمرة خلال الصراع، ورفع العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي فرضتها دول عدة على سوريا، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ولا تزال التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254» عبر الحوار الشامل بين السوريين أهم مجالات العمل لتجاوز الأزمة السورية الراهنة. والهدف من وراء هذه التسوية توطيد الاتجاهات على أرض الواقع، وإنهاء المواجهات المسلحة. وفي هذا الصدد، أود التأكيد على أهمية الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتشكيل وفد المعارضة السورية الذي قد يصبح شريكاً منصفاً لوفد الحكومة السورية في المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
> تحظى روسيا بعلاقات جيدة مع تركيا وإيران. كيف ترى موسكو دور هذين البلدين في سوريا والعراق؟
- تولي روسيا أهمية كبرى للتعاون مع تركيا وإيران في إطار تسوية الأزمة السورية ومساعدة بغداد على مواجهة التهديدات الإرهابية الصادرة عن تنظيم داعش. ونحن نعتقد أن الجهود المشتركة بين روسيا وتركيا وإيران قد نجحت في تغيير الأوضاع في سوريا على نحو أفضل، ودمرت مراكز مقاومة «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات الإرهابية، وكفلت الظروف اللازمة لإجراء حوار واسع وبناء بين الأطراف السورية المعنية حول مستقبل النظام السياسي في البلاد.
ومن أحدث الأمثلة على التفاعل المثمر والوثيق بين الدول الثلاث اتفاقيات الاجتماع الدولي السادس بشأن التسوية السورية الذي عقد في آستانة في 14 و15 سبتمبر الماضي، وسبل عمل منطقة نزع التصعيد في إدلب. وفي واقع الأمر، تم إيجاد الظروف الضرورية الرامية إلى إنهاء الحرب بين الأشقاء في سوريا، والقضاء التام على الإرهابيين وعودة الشعب السوري إلى الحياة السلمية. وتهدف الخطوات المتخذة بالتنسيق مع أنقرة وطهران إلى الحفاظ على وقف الأعمال القتالية في سوريا، وتعزيزه، والمساعدة على تسوية النزاع بالوسائل السياسية، وتخفيض مستويات العنف، وتحسين الأوضاع الإنسانية هناك بشكل كبير.
ويكشف التعاون العملي على الأصعدة كافة والاتصالات اليومية المشتركة بين مختلف الجهات أن تركيا وإيران تلعبان، وبالمعنى الكامل للكلمة، دوراً رئيسياً في ضمان استقرار الأوضاع في سوريا والعراق. ومع النظر إلى التحديات المعقدة ومتعددة الأبعاد التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، فإننا نعتقد أن زيادة التفاعل السياسي الخارجي بين موسكو وأنقرة وطهران تخدم مصالح دول المنطقة كافة.
وإننا نعتزم مواصلة التبادل العميق للآراء والعمل النشط والفعّال مع الشركاء في تركيا وإيران، أولاً وقبل أي شيء، لمواجهة الكيانات الإرهابية في سوريا والعراق، والعمل على تطبيع الأوضاع بشكل مطرد في منطقة الشرق الأوسط بوجه عام.
ولقد نوقش هذا الأمر، بين جملة من الأمور، خلال المفاوضات بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي في 28 سبتمبر. ولقد أكدا، على وجه الخصوص، التزامهما بالتمسك باتفاقيات آستانة، ومواصلة التعاون الوثيق بين وزارات الخارجية المعنية، فضلاً عن المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، بغية تعميق تنسيق الإجراءات المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة في سوريا وحل المشكلات الإقليمية ذات الصلة.
> رغم المشاورات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا، تشهد العلاقات بين البلدين تردياً. هل تتوقع أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها؟ وما السبب في رأيك وراء هذا التردي؟
- لا يقع اللوم على الروس فيما يتعلق بالتردي الراهن في العلاقات الروسية - الأميركية، وإنما يشكل هذا التراجع نتيجة مباشرة للسياسات التي انتهجتها إدارة (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما والتي دمرت أسس التعاون فيما بيننا. إضافة إلى ذلك، زرعت هذه الإدارة قبل رحيلها قنابل زمنية وخلفتها وراءها لجعل الأمر أكثر صعوبة أمام الإدارة التي ستخلفها.
من جانبها، تقف روسيا على استعداد للبحث عن سبل جديدة، بالتعاون مع إدارة أميركية جديدة، لتحسين العلاقات بين البلدين على أساس مبادئ الثقة المتبادلة واحترام كل طرف مصالح الآخر. ولسوء الحظ، لا تزال علاقاتنا الثنائية أسيرة لمشاكسات المؤسسة الأميركية.
ومن الواضح أن الحملة المصطنعة المعادية لروسيا داخل الولايات المتحدة، التي تتضمن تكهنات بتدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي، تعوق بشكل خطير أي محاولة لتطبيع الحوار بين الجانبين. وثمة انطباع لا يمكن للمرء تجاهله حول أن البعض داخل واشنطن غير مرحب بالصورة التي عبر بها الشعب الأميركي عن إرادته، ويحاول إلقاء اللوم على عاتقنا عن إخفاقاته، ولا يتردد هؤلاء عن استغلال الورقة الروسية بكل صفاقة في خضم صراعاتهم السياسية.
أما نحن، فقد حرصنا على عدم الانسياق وراء العواطف ومارسنا ضبط النفس، خصوصاً أننا نأخذ في الاعتبار الواقع المعقد للمشهد السياسي الداخلي الذي يتعين على الإدارة الأميركية الجديدة العمل في إطاره. ومع هذا، لا يمكننا ترك كل ما يجري من دون رد منا على الإجراءات العدائية من عينة إقرار قانون «مكافحة أعداء أميركا» من خلال العقوبات.
ومع هذا، نأمل أن يسود صوت الحكمة في نهاية الأمر داخل واشنطن، وما زال من الممكن الحيلولة دون اندلاع مزيد من المواجهات بين الطرفين. ونحن من جانبنا نسعى حقاً وراء ذلك. كما أننا ندرك أن الولايات المتحدة وروسيا باعتبارهما قوتين كبريين تمتلكان أسلحة نووية، تتحملان مسؤولية خاصة تجاه الوضع العالمي العام، فيما يخص الحفاظ على الاستقرار والأمن العالميين. ويمكن النظر إلى مسألة استئناف موسكو وواشنطن الحوار بينهما حول عدد من القضايا الاستراتيجية في سبتمبر بعد أن ظل مجمداً منذ مطلع عام 2014، باعتبارها مؤشراً إيجابياً.
واللافت أنه لا تزال هناك إمكانات كبيرة غير مستغلة أمام التعاون الروسي - الأميركي على صعيد الشؤون الدولية في كثير من الجوانب. من ناحيتنا، نحث نظراءنا في الولايات المتحدة منذ أمد بعيد على بناء تنسيق حقيقي معنا في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك التعامل مع تحديات خطيرة أخرى، مثل انتشار أسلحة الدمار الشامل وتجارة المخدرات والجرائم السيبرية، ناهيك بتسوية الأزمات الإقليمية التي يعانيها العالم، ويبدو للأسف أن أعدادها لا تنحسر.
من ناحية أخرى، هناك فرص لتنفيذ مبادرات تعود بالنفع على الجانبين في مجالي التجارة والاستثمار. واللافت أن الشركات الأميركية تولي أهمية كبرى لوجودها داخل السوق الروسية وترغب في المشاركة في مشروعات تخدم مصالح الجانبين مع شركاء روس. في يونيو شارك وفد تجاري أميركي يمثل 40 شركة في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، ليصبح بذلك الأكبر عدداً بين الوفود المشاركة. كما أن هامش الربح الذي تحققه الشركات الأميركية داخل روسيا أعلى بكثير من الأسواق الأخرى، علاوة على أن ظروف العمل إيجابية للغاية.
وعليه، فإن هناك أملاً في أن بمقدورنا التغلب على الأزمة المصطنعة الحالية على صعيد علاقاتنا، وإن كان مستقبل العلاقات بيننا لا يعتمد علينا نحن الروس فحسب، وإنما كذلك على الجانب الأميركي.
> كيف تقيّم أداء التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة؟ وما حدود الدور الروسي في الحرب ضد التنظيم؟
- لن أخوض في تفاصيل، لكن أعتقد أنه ينبغي على المرء البدء بالقول إنه من منظور السوريين والقانون الدولي فإن هذا التحالف يتطفل على سوريا. من جانبها، تبدي الحكومة السورية تسامحاً إزاء هذا الأمر، ما دامت نشاطات التحالف موجهة ضد الإرهابيين داخل الأراضي السورية. بيد أننا تحدثنا علانية عن شعورنا بالقلق إزاء الإجراءات الجزئية التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ذلك أنه عندما يجري اتباع معايير مزدوجة ينقسم الإرهابيون إلى «أشرار» و«ليسوا أشراراً بما يكفي»، وعندما يأتي تجنيد التحالف أعضاءه على أسس سياسية، من دون اعتبار لموافقة مجلس الأمن على نشاطاته، فإن المرء لا يتوقع نجاح مثل هذا التحالف في محاربة الإرهاب بفعالية. في الواقع، إن الضربات التي شنتها القوات الجوية الروسية والجيش السوري هي التي دفعت «داعش» نحو التراجع.
إن نشاطات القوات التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا تثير كثيراً من التساؤلات. في بعض الحالات، تشن هذه القوات ضربات ويقال إنها غير مقصودة ضد الجيش السوري، وبعدها تشن قوات «داعش» هجمات مضادة. وفي بعض الحالات، تشجع هذه القوات على نحو غير مباشر إرهابيين آخرين على مهاجمة مواقع استراتيجية استعادت دمشق سيطرتها الشرعية عليها مؤخراً، أو تعمد الدخول في استفزازات دموية ضد قواتنا. ناهيك بالهجمات الكثيرة «غير المقصودة» ضد البنية التحتية المدنية التي قتلت مئات المدنيين.
من جهتنا، فإن مشاركتنا في القتال ضد «داعش» ترمي إلى ضمان الأمن الوطني الروسي وتعزيز الأمنين العالمي والإقليمي. ونرى أن استخدام القوة وحده ليس كافياً للقضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إننا على قناعة بذلك. وتتمثل ميزة سياساتنا في أنها لا ترمي لخدمة أجندة خفية. وفي هذا الإطار، ننوي تعزيز جهودنا من أجل تسوية الأزمات والصراعات الكثيرة القائمة داخل المنطقة عبر سبل سياسية ودبلوماسية سلمية. كما أننا نرحب بكل من يرغب في المشاركة في هذا الجهد الصادق المشترك.



عبد الله بن زايد يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلي ويبحث معه أزمة غزة

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل (وام)
TT

عبد الله بن زايد يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلي ويبحث معه أزمة غزة

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل (وام)

التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، يائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل لبحث آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، ولا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى الأهمية العاجلة للدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس «حل الدولتين»، بما يسهم في ترسيخ دعائم الاستقرار وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة وإنهاء العنف المتصاعد الذي تشهده.

وشدد الشيخ عبد الله بن زايد على أهمية العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مشيراً إلى أن الأولوية هي إنهاء التوتر والعنف وحماية أرواح المدنيين وبذل كافة الجهود لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية الملحة إلى المدنيين في قطاع غزة عبر ممرات آمنة ودون عوائق وبشكل مكثف ومستدام.


على هامش التجمع الاقتصادي الأكبر... الرياض تحشد الرأي العام الدولي لصالح فلسطين

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الفلسطيني على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الفلسطيني على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (واس)
TT

على هامش التجمع الاقتصادي الأكبر... الرياض تحشد الرأي العام الدولي لصالح فلسطين

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الفلسطيني على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الفلسطيني على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (واس)

شهِد مطلع الأسبوع الجاري حراكاً دولياً لافتاً في السعودية، حيث استضافت البلاد يومي الأحد والاثنين، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وحضور ومشاركة عدد من رؤساء الدول، وأكثر من 1000 من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة، ليسجل الاجتماع بذلك أكبر حضور شهده المنتدى خارج دافوس.

ورغم التركيز العالي الذي يوليه المنتدى لقضايا الاقتصاد والتنمية والتعاون الدولي، فإن السعودية استثمرت مشاركة عدد من زعماء الدول، ورؤساء الوزراء، ومجموعة من الوزراء المعنيين، لحشد رأي عام دولي تجاه تعزيز العمل المشترك بشأن ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ودعم الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتطرّق غالبيّة الزعماء ووزراء الخارجية المشاركين خلال جلسات متفرقة في المنتدى وفي اجتماعات أقيمت على هامشه إلى ذلك.

تصدّر ملف الحرب على غزة مباحثات ولي العهد السعودي مع عدد من ضيوفه على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض (واس)

وتصدّر الملف الفلسطيني مباحثات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، الذي شارك في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض بدعوة من الأول، وجدّد الأمير محمد بن سلمان، مواقف بلاده الثابتة لدعم الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكّد على أن السعودية ستواصل جهودها الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وثمّن حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجهود السعودية خلال المنتدى، قائلاً في تغريدة عبر حسابه في منصة «إكس»: «نتوجّه بالشكر والتقدير العالي للمملكة العربية السعودية التي حولت هذا المنتدى إلى منصة للقضية الفلسطينية وإسناد ودعم الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال»، ووصف الشيخ، اجتماع ولي العهد السعودي والرئيس الفلسطيني بـ«المثمر والبناء».

كما بحث ولي العهد السعودي أثناء استقباله أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية، والأمر ذاته مع ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني.

سلسلة اجتماعات الـ48 ساعة

ومن خلال 4 اجتماعات عُقدت في 48 ساعة بالعاصمة الرياض، عملت السعودية على حشد رأي عام دولي يصبّ في اتجاه دعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلّة، ويؤكّد على ضرورة الوقت الفوري لإطلاق النار في غزة، وبدأت سلسلة اجتماعات الـ48 ساعة، (السبت)، باجتماع «اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية» بشأن التطورات في قطاع غزة.

وبحث الاجتماع، آليات تكثيف العمل العربي والإسلامي المشترك للتوصل إلى وقف فوري لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين، وأكّد المجتمعون على ضرورة فرض المجتمع الدولي عقوبات فاعلة على إسرائيلـ بما في ذلك وقف تصدير السلاح إليها، رداً على خرقها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما عبر الوزراء عن قلقهم إزاء الإجراءات المتخذة ضد المتظاهرين السلميين في الدول الغربية للمطالبة بوقف الحرب في غزة، والجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الفلسطينيين.

وفي وقتٍ مبكر من يوم الاثنين بدأت سلسلة من 3 اجتماعات، كان أوّلها «الاجتماع الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية»، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارته السابعة للمنطقة، بمقر الأمانة العامة للمجلس في العاصمة الرياض، وناقش الوزاري، آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها المستجدات في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية.

اجتماع وزاري خليجي - أميركي ناقش الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح (مجلس التعاون)

وفي منتصف النهار وسط العاصمة السعودية الرياض، اجتمعت دول «السداسي العربي» بوزير الخارجية الأميركي، وبحثت تطورات الأوضاع في غزة، وأهمية التوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، بما يضمن حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، بالإضافة إلى مناقشة دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق قطاع غزة كافة، بما يضمن عدم تفاقم الأزمة الإنسانية، وتطرّقت إلى الجهود التي تبذلها دول «السداسي العربي» الداعمة لمسألة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، طبقاً للخارجية السعودية.

21 دولة تناقش الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الرياض

وفي مساء اليوم ذاته، اجتمع وزراء خارجية وممثلون لـ21 دولة ومنظّمة بدعوة ورئاسة مشتركة من السعودية والنرويج، لـ«الاجتماع التنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين»، وبيّنوا في بيانٍ أعقب الاجتماع عن دعم الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وإنهاء الحرب في غزة وجميع الإجراءات والانتهاكات الأحادية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، فضلاً عن معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية، وأكّدوا على أهمية الانتقال إلى مسار سياسي للتوصل إلى حل سياسي للصراع.

وناقش وزراء الدول والمنظمات العربية والإسلامية والأوروبية خلال الاجتماع، خطوات إقامة الدولة الفلسطينية في سياق حل الدولتين، وتم التأكيد على أهمية تنسيق المواقف، كما ناقش الاجتماع مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الدول التي لم تفعل ذلك بعد، وتوقيت وسياق هذا الاعتراف.

اجتماع 21 دولة ومنظمة بدعوة من السعودية والنرويج يوم الاثنين في الرياض (رويترز)

وشدّد الاجتماع الذي ينعقد لأول مرة بهذا المستوى منذ أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أهمية وضرورة اعتماد نهج شمولي نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية والمبادرات الأخرى ذات الصلة، بهدف تحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني وأمن إسرائيل والمنطقة، مما سيمهد الطريق أمام علاقات طبيعية بين الدول في منطقة يسود فيها الاستقرار والأمن والسلام والتعاون.

وخلال الاجتماع سلّط الوزراء الضوء على الحاجة إلى تكثيف دعم جهود بناء الدولة ودعم الحكومة الفلسطينية الجديدة، وأهمية وجود حكومة فلسطينية واحدة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وغزة.

«أنصاف الحلول... مرفوضة سعوديّاً»

وفي جلسة حوارية، الأحد، ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن منح الفلسطينيين حقوقهم هو الحل الوحيد الذي يجلب الاستقرار والحقوق والأمن والسلام للجميع، رافضاً الحديث عما وصفه بـ«أنصاف الحلول» التي يطرحها البعض، واصفاً الوضع في غزة بـ«الكارثي»، بكل ما للكلمة من معنى، وعدَّ ذلك «فشلاً للنظام السياسي الحالي للتعامل مع هذه الأزمة»، وانتقد الوزير السعودي دخول الأزمة في غزة شهرها السابع، بالقول: «ما زلنا نناقش هل يدخل ما يكفي من الشاحنات الإنسانية إلى غزة، هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق». وتابع: «إن الوضع صعب للغاية، وهناك إمكانية أن يتوسع ويصبح أسوأ مما هو عليه الآن، نحن في المنطقة لن نركز على حل الأزمة الحالية وحسب، نريد أن ننظر كيف نحل المشكلة الكبرى؛ وهي التوصل لالتزام حقيقي لحل الدولتين، وهو الحل الوحيد الذي يضمن عدم العودة للوضع نفسه بعد عامين أو أربعة أعوام».

وبشأن إعادة إعمار غزة في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل أي مسار سياسي يضمن حل الدولتين، أوضح وزير الخارجية السعودي أن «فكرة الحديث عن أنصاف الحلول، وأن نتحدث عن مصير مليونين أو مليون ونصف المليون شخص في غزة وأين سيكون مصيرهم دون التأكد من عدم تكرار هذه الحرب، تعد أمراً سخيفاً». وزاد: «أي شخص يحاول أن ينهج هذا النهج مخطئ، المنطقة بأكملها من مصلحتها ومصلحة الفلسطينيين وإسرائيل والأمم المتحدة والأسرة الدولية أن نجد حلاً دائماً للقضية الفلسطينية؛ لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تسمح لنا بتفادي تكرار هذه الحرب، وأن نتفادى المعاناة التي حدثت».

وشدَّد الأمير فيصل بن فرحان على أن «الآليات متوفرة، والمسارات موجودة لدى الأسرة الدولية، الأدوات التي تسمح لنا بتخطي مقاومة أي جهة أو أي بلد من أي جهة كانت لتعرقل هذا المسار، ما نحن بحاجة إليه فقط هو أن نمنح الفلسطينيين حقوقهم، هذا هو الحل الوحيد الذي يجعل الاستقرار والحقوق والأمن والسلام للجميع، وعندها يمكننا الحديث عن استثمار مواردنا».

وفي جلسة أخرى، (الاثنين)، أكد الأمير فيصل بن فرحان على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة سكان غزة، وأضاف: «نحن نؤيد إطلاق سراح جميع الرهائن، لكن من الضروري للغاية أن يكون أي وقفٍ لإطلاق النار دائماً وليس مؤقتاً».

وأشار من جهة أخرى إلى حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته في تقرير المصير، وهو ما يجب أن يتحقق: «من خلال تحقيق ذلك يمكننا أن نضمن أن النضال الذي استمر لعقود عديدة سينتهي وسيتيح الكثير من الفرص»، حسب وصفه.

بن فرحان... 10 مباحثات ثنائية

إلى جانب الجهد المستمر في 48 ساعة متواصلة في الرياض، عقد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي 10 مباحثات ثنائية لمناقشة الخط العريض لتلك الاجتماعات وهي «وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء معاناة الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة والاعتراف الدولي بها» مع وزراء خارجية الجزائر، والنرويج، وسويسرا، وماليزيا، وسريلانكا، وعُمان، والولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا، والممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة والأمن.


خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
TT

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان

بعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء ومواساة، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان.

وقال خادم الحرمين: «علمنا بنبأ وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان - رحمه الله - وإننا إذ نبعث لسموكم ولأسرة الفقيد بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنا لله وإنا إليه راجعون».

كما بعث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة، للشيخ محمد بن زايد، قال فيها: «تلقيت نبأ وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ـ رحمه الله ـ وأبعث لسموكم ولأسرة الفقيد أحر التعازي، وأصدق المواساة، سائلا المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنه سميع مُجيب».


الكويت تحبط مخططاً يستهدف القوات الأميركية

جانب من العاصمة الكويتية الكويت (رويترز)
جانب من العاصمة الكويتية الكويت (رويترز)
TT

الكويت تحبط مخططاً يستهدف القوات الأميركية

جانب من العاصمة الكويتية الكويت (رويترز)
جانب من العاصمة الكويتية الكويت (رويترز)

أعلنت السلطات الكويتية كشف مؤامرة كانت تستهدف تفجير معسكرات للقوات الأميركية في الكويت، مشيرة إلى تورط «تنظيم محظور» في المخطط الإرهابي.

وأوضحت النيابة العامة الكويتية، أمس (الأربعاء)، أنها أمرت بحجز مواطن لاتهامه «بالانضمام إلى تنظيم محظور، والتخطيط لأعمال إرهابية داخل البلاد».

وأوضحت على موقعها في منصة «إكس» أن المتهم «تعلم صناعة المتفجرات، وحرّض متهمين آخرين على تعلمها بهدف تفجير المعسكرات التابعة للقوات المسلحة الأميركية».

وكشفت النيابة العامة أنها «استجوبت المتهم، وواجهته بالتهم المنسوبة إليه، فاعترف بها»، كما أمرت بضبط وإحضار متهمين آخرين، وجارٍ استكمال إجراءات التحقيق. ولم تحدد السلطات الكويتية هوية التنظيم المحظور الذي ينتمي إليه المتهمون بخطة الهجوم الإرهابي على القوات الأميركية.

وكانت الكويت أعلنت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف أماكن العبادة للطائفة الشيعية، وتمّ القبض على ثلاثة متهمين ينتمون لـ«تنظيم داعش» الإرهابي ويحملون جنسية دولة عربية ويعملون في الكويت.

ويذكر أن «تنظيم داعش» الإرهابي كان أعلن مسؤوليته عن تفجير مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر بالكويت العاصمة، خلال صلاة الجمعة في شهر رمضان، 26 يونيو (حزيران) 2015، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، وإصابة 227 آخرين.


العاصفة المطرية... «إنذار أحمر» في الخليج

على صعيد إجمالي هطول الأمطار أوضحت محاكاة النماذج المناخية أنه سيزداد في معظم أنحاء المملكة (واس)
على صعيد إجمالي هطول الأمطار أوضحت محاكاة النماذج المناخية أنه سيزداد في معظم أنحاء المملكة (واس)
TT

العاصفة المطرية... «إنذار أحمر» في الخليج

على صعيد إجمالي هطول الأمطار أوضحت محاكاة النماذج المناخية أنه سيزداد في معظم أنحاء المملكة (واس)
على صعيد إجمالي هطول الأمطار أوضحت محاكاة النماذج المناخية أنه سيزداد في معظم أنحاء المملكة (واس)

أعلن المركز الوطني السعودي للأرصاد الجوية «الإنذار الأحمر» في المناطق الشمالية من المملكة؛ بسبب الأجواء الماطرة والرياح الشديدة التي تعصف بدول الخليج التي اتخذت بدورها إجراءات طوارئ للتعامل مع العاصفة المطرية التي تأتي بعد أيام قليلة من منخفض «المطير» الجوّي.

وتوقع مركز الأرصاد في السعودية استمرار هطول الأمطار الرعدية الغزيرة، مصحوبة بزخات من البَرَد والرياح النشطة على معظم مناطق المملكة، وتشُّكل الضباب المحد للرؤية، بينما أهاب الدفاع المدني بالجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات، والابتعاد عن مجرى السيول والوديان. وفي المنطقة الشرقية، أغلقت أمانتها بالتعاون مع مرور المنطقة الشرقية، أنفاق طريق الملك فهد في الدمام، مشيرة إلى أن الأمر احترازي لسلامة سالكي الطريق، وستُفتح حال استقرار الطقس.

وتم إلغاء الدراسة الحضورية في بعض مدن المملكة وحُوّلت لتكون عن بُعد.

من جانبها، رفعت الإمارات مستوى التأهب وجاهزية المنظومة الوطنية للتعامل مع الحالة الجوية التي تشهدها البلاد، لضمان فاعلية الاستجابة، وتقديم الدعم اللازم.

وفي عُمان أشارت توقعات «المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة» إلى تأثّر أجواء محافظة ظفار بتدفق السُّحب بدءاً من الثلاثاء إلى السبت، وستؤدي إلى هطول أمطار تزداد غزارتها اليوم (الخميس).

كما حذّرت كلٌ من قطر والكويت والبحرين من أمطار متفرقة متوسطة الشدة وغزيرة أحياناً، ورياحٍ شديدة السرعة.


فيصل بن فرحان يناقش مستجدات السودان مع البرهان وحميدتي

الأمير فيصل بن فرحان والفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان والفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (الخارجية السعودية)
TT

فيصل بن فرحان يناقش مستجدات السودان مع البرهان وحميدتي

الأمير فيصل بن فرحان والفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان والفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (الخارجية السعودية)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع الفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، مستجدات الأوضاع الراهنة في السودان وتداعياتها على الشعب.

وأكد وزير الخارجية السعودي، خلال اتصالين هاتفيين أجراهما بالبرهان وحميدتي، أهمية العمل على حماية السودان وشعبه من حدوث مزيد من الدمار وتفاقم للأوضاع الإنسانية الصعبة، وضرورة تغليب مصلحة الشعب، ووقف الاقتتال لحماية مؤسسات الدولة وحماية البلاد والمضي بها إلى بر الأمان.


السعودية تعزي كينيا في ضحايا انهيار السد

انهيار سد للمياه شمال العاصمة الكينية جراء الأمطار الغزيرة (أ.ب)
انهيار سد للمياه شمال العاصمة الكينية جراء الأمطار الغزيرة (أ.ب)
TT

السعودية تعزي كينيا في ضحايا انهيار السد

انهيار سد للمياه شمال العاصمة الكينية جراء الأمطار الغزيرة (أ.ب)
انهيار سد للمياه شمال العاصمة الكينية جراء الأمطار الغزيرة (أ.ب)

أعربت السعودية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لذوي الضحايا ولحكومة وشعب كينيا جرّاء حادث انهيار سد للمياه شمال العاصمة الكينية، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، والذي تسبب في وفاة وإصابة العشرات.

وعبّرت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها عن تضامنها مع حكومة وشعب كينيا في هذا الحادث الأليم.


رئيس الإمارات ينعى طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين

صورة أرشيفية للشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين (وام)
صورة أرشيفية للشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين (وام)
TT

رئيس الإمارات ينعى طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين

صورة أرشيفية للشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين (وام)
صورة أرشيفية للشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين (وام)

نعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، الذي وافته المنية اليوم، وأعلن ديوان الرئاسة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة سبعة أيام اعتباراً من اليوم.

والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان كان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية للعاصمة الإماراتية أبوظبي، وشغل في وقت سابق منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيس مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية، ونائب رئيس المجلس الأعلى للبترول.

والشيخ طحنون هو صهر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس البلاد من خلال زواج شقيقته الشيخة حصة من الشيخ زايد، وكان من القلّة التي رافقت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعينه الشيخ زايد في سبتمبر (أيلول) عام 1966 في أول مناصبه الرسمية رئيساً لدائرة الزراعة ورئيساً لبلدية العين بعد شهر من تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي.

وكان الشيخ طحنون من ضمن العاملين مع الشيخ زايد على المشروع الاتحادي الذي توّج في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 1971، بإعلان دولة الاتحاد، وقد شغل قبلها منصب وزير البلديات والزراعة منذ الأول من يوليو (تموز) لعام 1971، كما عين ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي في يوم التاسع من أغسطس (آب) من العام نفسه.

وفي الثامن من يوليو لعام 1972 صدر مرسوم أميري يقضي بتعيين طحنون بن محمد عضواً في مجلس إدارة صندوق أبوظبي للإنماء والاقتصاد العربي (صندوق أبوظبي للتنمية حالياً) ورئيساً لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في عام 1973.

وفي عام 1974 صدر مرسوم بتعيينه رئيساً لدائرة البلدية والزراعة في العين، ومع تأسيس مجلس إدارة مؤسسة أبوظبي للاستثمار كان عضواً في مجلس إدارة المؤسسة وجددت عضويته في عام 1980.

وفي عام 1977 أصبح نائباً لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيساً لدائرة الزراعة والبلديات في العين، كما عينه رئيس الدولة عضواً في المجلس الأعلى للبترول في عام 1988.


محمد بن سلمان وكيركنتزس يستعرضان استعدادات «إكسبو 2030»

ولي العهد السعودي يلتقي أمين عام المكتب الدولي للمعارض بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي يلتقي أمين عام المكتب الدولي للمعارض بالرياض (واس)
TT

محمد بن سلمان وكيركنتزس يستعرضان استعدادات «إكسبو 2030»

ولي العهد السعودي يلتقي أمين عام المكتب الدولي للمعارض بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي يلتقي أمين عام المكتب الدولي للمعارض بالرياض (واس)

استعرض الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، مع ديمتري كيركنتزس، أمين عام المكتب الدولي للمعارض، استعدادات المملكة وتجهيزاتها لاستضافة معرض «إكسبو 2030» في الرياض.

وفازت العاصمة السعودية، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، باستضافة المعرض الدولي، بعد تفوقها الكبير على روما الإيطالية، وبوسان الكورية خلال الاقتراع الذي شهدته مدينة إيسي ليه مولينو الفرنسية، قرب باريس. كان ولي العهد السعودي قد أكد سعي بلاده لتقديم نسخة استثنائية غير مسبوقة للمعرض تسهم في استشراف المستقبل، حيث تحظى الرياض باهتمام خاص منه في ضوء «رؤية 2030» الهادفة لجعلها ضمن أفضل 10 مدن على مستوى العالم، عبر تحقيق نمو مدروس لها من حيث الاقتصاد، والتنافسية، وجودة الحياة، وجوانب أخرى كثيرة.

حضر اللقاء، في الرياض، المهندس إبراهيم السلطان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض المكلف، وياسر الرميان محافظ «صندوق الاستثمارات العامة».


المقاتلات السعودية تنفذ 38 طلعة جوية في تمرين «علم الصحراء»

التمرين المختلط يهدف لرفع الجاهزية والكفاءة القتالية وتعزيز العلاقات مع القوات المشاركة (وزارة الدفاع)
التمرين المختلط يهدف لرفع الجاهزية والكفاءة القتالية وتعزيز العلاقات مع القوات المشاركة (وزارة الدفاع)
TT

المقاتلات السعودية تنفذ 38 طلعة جوية في تمرين «علم الصحراء»

التمرين المختلط يهدف لرفع الجاهزية والكفاءة القتالية وتعزيز العلاقات مع القوات المشاركة (وزارة الدفاع)
التمرين المختلط يهدف لرفع الجاهزية والكفاءة القتالية وتعزيز العلاقات مع القوات المشاركة (وزارة الدفاع)

نفذت المقاتلات السعودية 38 طلعة جوية بساعات طيران تجاوزت الـ70 ساعة خلال مشاركتها في التمرين الجوي المختلط «علم الصحراء» بقاعدة الظفرة الجوية الإماراتية إلى جانب عدد من الدول الصديقة والشقيقة بداية بالدولة المستضيفة الإمارات، وعُمان، وتركيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية.

وتواصل وزارة الدفاع السعودية مشاركتها في التمرين الجوي المختلط، حيث تشارك القوات الجوية في التمرين بمنظومة «ف - 15 إس آي» بكامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة، وتهدف من هذه المشاركة إلى تبادل الخبرات العسكرية في مجال التخطيط والتنفيذ، ورفع الجاهزية والكفاءة القتالية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع القوات المشاركة.

وانطلق التمرين في مركز الحرب الجوية والدفاع الصاروخي بقاعدة الظفرة في 22 أبريل (نيسان) الماضي ويمتد إلى ثلاثة أسابيع. وأكد المقدم الطيار الركن عادل أبو ملحه قائد مجموعة القوات الجوية المشاركة في التمرين أن الاستعدادات للتمرين تمت بكل احترافية وعلى أعلى درجات السلامة المتبعة في مثل هذه التمارين بالاستعداد والتخطيط والاستفادة من الدروس السابقة للتمارين المماثلة.

تشارك القوات الجوية بـ6 طائرات مقاتلة من منظومة «ف - 15 إس آي» بكامل أطقمها (وزارة الدفاع)

وأوضح أن مشاركة القوات الجوية في التمرين تهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية في مجال التخطيط والتنفيذ في بيئة مشابهة للحرب الحقيقية، ورفع الجاهزية والكفاءة القتالية للأطقم الجوية والفنية المساندة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية مع الدول المشاركة.

وأضاف أن التمرين سيشهد رحلات منوعة ومختلفة من أبرزها عمليات جوية مضادة دفاعية وهجومية، وعمليات الإسناد الجوي القريب، وعمليات البحث والإنقاذ القتالي.