إسرائيل تحيي «يوم الغفران» باعتقالات واسعة... وإغلاق قطاع غزة

نتنياهو يجمد مشروع توسيع مدينة قلقيلية تحت ضغط وزرائه المتطرفين

فلسطيني يتحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي عرفتها مدينة كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطيني يتحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي عرفتها مدينة كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

إسرائيل تحيي «يوم الغفران» باعتقالات واسعة... وإغلاق قطاع غزة

فلسطيني يتحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي عرفتها مدينة كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطيني يتحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي عرفتها مدينة كفر قدوم بالضفة الغربية أمس (رويترز)

فرضت السلطات الإسرائيلية عشية يوم الغفران، الذي يمضيه اليهود في الصوم والصلوات وطلب الغفران، حصاراً شاملاً على الضفة الغربية وأغلقت المعابر إلى قطاع غزة، كما هاجمت المسيرات الفلسطينية السلمية في الخليل ونعلين.
وأعلنت سلطات الاحتلال فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية، إضافة لإغلاق المعابر أمام قطاع غزة منذ الساعات الأولى من فجر أمس، على أن يستمر حتى فجر يوم غد، ونشرت قوات كبيرة جداً في القدس الشرقية لتأمين صلوات اليهود أمام حائط البراق. كما نفذت عمليات مداهمة للبيوت، واعتقالات في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية شملت نحو 30 فلسطينياً. كما شنت قوات الاحتلال فجر أمس حملة مداهمة وتفتيش واسعة في بلدة يعبد، تم خلالها اعتقال 13 مواطناً، بينهم أطفال. أما في منطقة بيت لحم، فقد اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس 3 مواطنين في مخيم عايدة وبلدة بيت فجار، بالإضافة إلى 4 شبان من بلدة بدو، شمال غربي مدينة القدس المحتلة، خلال مواجهات شهدتها البلدة. واعتقلت مواطنين اثنين خلال عمليات تفتيش ومداهمة في بلدة سلواد شرق محافظة رام الله والبيرة.
وفي مدينة الخليل، نفذت قوات الاحتلال عمليات تفتيش ومداهمة، تخللها اعتقال 3 مواطنين وإصابة مسنة بجروح، كما تصدت لـ3 مسيرات فلسطينية سلمية؛ الأولى كانت في كفر قدوم، وهي مسيرة أسبوعية مناهضة للاستيطان، تطالب بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 14 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي القرية. وطاردت المتظاهرين بآليات عسكرية بعد كشف كمين نصبه الجنود في حقول الزيتون دون وقوع إصابات أو اعتقالات.
كما هاجمت قوات الاحتلال مسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، ولاحقتهم في كروم الزيتون، دون أن يبلغ عن اعتقالات، وبالإضافة إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال وقفة سلمية أمام الحرم الإبراهيمي استنكاراً لقرار حكومة الاحتلال تشكيل إدارة وحكم ذاتي للمستوطنين في البلدة القديمة من مدينة الخليل. وشارك في الوقفة، التي دعت إليها حركة فتح في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، عدد كبير من المصلين عقب انتهاء الصلاة في الحرم الإبراهيمي، وأهالي البلدة القديمة، ونشطاء ضد الاستيطان. واعتدت قوات الاحتلال على المشاركين في الوقفة وأخرجتهم بالقوة، وعززت من وجودها في ساحة الحرم الإبراهيمي، وعلى الحواجز والبوابات الإلكترونية المحيطة به.
وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تراجعه عن مشروع توسيع مدينة قلقيلية الفلسطينية بمساحات من الأرض تتيح بناء 14 ألف وحدة سكنية. وقال في رسالة موجهة إلى وزرائه إن هذا المشروع مجمد حتى إشعار آخر.
وقال وزراء إسرائيليون تلقوا الرسالة إن نتنياهو قرر تجميد المخطط لبناء آلاف المنازل وترخيص آلاف أخرى في مدينة قلقيلية، بعدما أيقن أنها لن تحظى بتأييد أغلبية الوزراء في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، مؤكدين بذلك أن نتنياهو رضخ لإرادة وزيري كتلة «البيت اليهودي» نفتالي بينيت وأييليت شاكيد، وعدد من وزراء حزبه (الليكود) المعروفين بتطرفهم، الذين اعتبروا المشروع «هدية للإرهاب الفلسطيني» و«خطأ استراتيجياً يتم فيه تعزيز الوجود الفلسطيني على بلدات عربية مهمة، مثل طولكرم وقلقيلية تقع على التلال المطلة على إسرائيل».
والمعروف أن هذه الخطة وضعت بتفاهم مع الإدارة الأميركية وبموافقة قيادة الجيش الإسرائيلي، الذي رفض أن يعتبرها خطراً أمنياً، حيث عبر مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى عن تأييده الشديد لها، وقال للوزراء إنها تعبر عن مصلحة إسرائيلية بحتة لأنها تأخذ بالاعتبار مستقبل التكاثر الفلسطيني وتبين أن إسرائيل تفكر بغيرها، وتشجع على تطوير الاقتصاد الفلسطيني وتهتم برفاهية الإنسان الفلسطيني»، مبرزاً أن «الخطة لم تهمل، بل على العكس من ذلك، فهي مدرجة على جدول الأعمال، ولكن بسبب حاجة الوزراء إلى دراستها وفي أعقاب الهجمات الأخيرة، يتأخر إقرارها وتوضع على الرف».
وكان «الكابينت» الإسرائيلي قد وافق في أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2016 على خطة توسيع مدينة قلقيلية بمبادرة من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وتنص على توسيع مسطح مدينة قلقيلية شرقاً وشمالاً في المناطق المصنفة «سي»، والخاضعة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، بهدف استيعاب الزيادة السكانية في المدينة من 51 ألف نسمة إلى 80 ألفاً حتى عام 2035. وقد تضمنت بناء 14 ألف وحدة سكنية على عدة مراحل، وبناء حديقة حيوان جديدة وملاعب رياضية ومنطقة تجارية. وحال النشر عنها، هب وزراء اليمين لمعارضتها. وقد حاول ليبرمان تفسير موقفه وكذلك فعلت قيادة الجيش، لكن نتنياهو تراجع. ولكي لا يغضب الأميركيون، اقترح نتنياهو هذا الأسبوع أن توافق حكومته على مبادرتين للفلسطينيين، تتعلقان بتوسيع وتعبيد الطريق المؤدية إلى مدينة روابي الجديدة واستكمال منطقة صناعية في طولكرم. وعقب هذه المبادرة، سأل الوزراء نتنياهو عن خطة البناء في قلقيلية، فرد عليهم بأن المسألة تم تجميدها حتى إشعار آخر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.